Tahani Muhsin

شارك على مواقع التواصل

اليوم الثاني صباحاً طلب 'عبد الحميد' الإذن بالدخول إلى جناح 'جمال' للاطمئنان عليه. دخل الغرفة ورأى 'جمال' في سريره و'إيزابيل' أمام المرآة وهي تضع قناعاً مغذياً للبشرة على وجهها. اقترب من 'جمال' وجلس بجوار سريره وتحدث بالعربية..
‘عبد الحميد’ :- صباح الخير. إزاي صحتك النهارده ؟!!
‘جمال’ :- الحمدُلله، لكن امبارح شفت الموت قدامي لولا ست ملاك جت وأنقذت حياتي. أسمع يا ‘عبد الحميد’ مش عايز أشوف الست ‘أحلام’ قدامي مرة ثانية !!
‘عبد الحميد’ :- الحمدُلله على سلامتك. وإطمئن أنا خلاص مشيتها !!
‘جمال’ :- كمان بنتي مش عايزك تسيبني تحت رعايتها أو تحت رعاية والدتها. لو تعبت في يوم. مش هطمن على نفسي وأنا معاهم !!
‘عبد الحميد’ :- بعد الشر عليك. أنا لما دورت عليك امبارح، شفت بنفسي استهتار بنتك لحياتك. فمش معقول بعد اللي شفت أسيبك يوم تحت إيدها !!
‘جمال’ :- أيوه يا ابني، لكن قولي أنت عرفت مين هي الست اللي أنقذت حياتي؟ هي من قرايب عروسة ابن خالك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أيوة أعرفها، هي ممرضة جت مع خالتي !!
‘جمال’ - بخوف - :- فيها إيه خالتك؟ هي تعبانة قوي لدرجة أنها تجيب ممرضة معاها ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أنا كمان نفسي أعرف إيه اللي فيها حتى تحتاج لممرضة ؟!!
‘جمال’ :- روح اسألها وأعرف إيه اللي تاعبها ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أكيد هسألها، لكن مش دلوقتي. أنا مطمن لوجود ممرضة قاعدة معاها. يعني لو حصلت لها حاجة بعد الشر عليها !!
‘جمال’ :- دي ممرضة ممتازة ساعدتني بكل حنية كأني واحد من أسرتها واهتمت بكل حاجة من غير ما أقولها إيه تعمل ؟!!

تذكر ‘عبد الحميد’ ‘توليب’ وهي تحتضن ذراع ‘فادي’..
‘عبد الحميد’ - بضيق - :- أيوة ما أنا شفت حنانها بنفسي !!
‘جمال’ :- قولها تجي لي كل يوم وتدي لي الحقن والأدوية !!
‘عبد الحميد’ :- للأسف ماأقدرش أقولها تيجي لك !!
‘جمال’ :- ليه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- طلبت مني أشوف ممرض يكون متمرس في شغله. واضح أنها مش فاهمة شغلها قوي !!
‘جمال’ :- لااا، مش عايز ممرض غيرها. أنا خلاص تعقدت من الممرضين كلهم بيتعبوني. امبارح شفت أنها فاهمة كل حاجة ومن غير ما تسأل، كأنها عاشت الحالة دي من قبل. بقول يمكن هي شايفه مسؤوليتي كبيرة عليها لأن حالتي خطيرة وخايفة لو أموت بين إيدها !!
‘عبد الحميد’ :- بعد الشر عليك يا عمي. ربنا يشفيك !!
‘جمال’ :- آمين يارب !!

التفت ‘عبد الحميد’ إلى ‘إيزابيل’ فرآها مشغولة بطلاء أظافرها بعناية..
‘عبد الحميد’ :- ومراتك سهرت جنبك ؟!!
‘جمال’ :- ماتضحكنيش، إزاي تسهر وعينيها دائماً بتغطيهم بنظارات النوم لما تنام ؟!!

نظر ‘جمال’ إلى ‘إيزابيل’..
‘جمال’ :- مراتي كل همها الفلوس وبشرتها خايفة لو تظهر عليها علامات التجاعيد !!
‘عبد الحميد’ :- جمالها الخارجي هو الموجود بس. لكن لو ضاع هتبقى مصيبة، لا شكل ولا مضمون !!!
‘جمال’ :- هاهاهاها المهم دلوقتي روح جيب الممرضة وقولها أنك هتدفع لها مبلغ كويس حتى توافق تدي لي الحقن كل يوم !!
‘عبد الحميد’ - بفزع - :- لاااا بحذرك. أوعى تنطق كلمة فلوس قدامها. دي بهذلتني وعصبتني وسبتها تخرج وهي زعلانه مني لما حبيت أهزر معاها في قصة الفلوس !!
‘جمال’ :- إيه عملت معاها ؟!!
‘عبد الحميد’ - بغيظ - :- ماتقلقش، هي حنينة قوووي وهتوافق تجي تاخذ بالها عليك !!
‘جمال’ :- إزاي توافق وأنت مزعلها ؟!!
‘عبد الحميد’ :- هتوافق لو قولت لها تجي بس كخدمة إنسانية !!
‘جمال’ - بدهشة - :- إيه بتقول ؟!!
‘عبد الحميد’ - بابتسامة - :- الحقيقة يا عمي. اسمها ‘امل’ وكلها طيبة وحنية، كأنها نور بيمشي على الأرض. تصدق بالله ؟!!
‘جمال’ :- لا إله إلا الله !!
‘عبد الحميد’ :- بقيت بتمنى لو أتعب حتى تجي وتاخذ بالها مني !!
‘جمال’ :- إحذر وخذ بالك من الأمنيات إنها ممكن تتحقق. وهو أنت خلاص تعودت تتجوز أي واحدة تقابلها ؟!!
‘عبد الحميد’ :- إلا عروستي ماقابلتهاش ومستحيل أقابلها هاهاهاها !!
‘جمال’ :- هاهاهاها طب خلاص روح لها وقولها تجي تدي لي الحقن وتقيس لي الضغط وهحاول أتعرف عليها يمكن تكون عروستي أنا !!

سمعت ‘إيزابيل’ أصوات ضحكاتهما في غضب، ففكرت في قطع سعادتهما..
‘إيزابيل’ - بصوت عال - :- ‘جمال’ ؟!!

ابتسم ‘جمال’ لـ ‘عبد الحميد’..
‘جمال’ - مازحاً - :- بلغ عروستي أني هطلق ضرتها قريب !!

وإلتفت إلى ‘إيزابيل’..
‘جمال’ - بالفرنسي - :- نعم ؟!!
‘إيزابيل’ :- قول لـ ‘عبد الحميد‘ يشحن كرت الفيزا بتاعي، قرب يخلص !!
‘جمال’ - بالعربي - :- شفت أن من حقي اتجوز عليها الملاك !!
‘عبد الحميد’ :- وفلوسها اللي في البنك، بتخبيهم لمين ؟!!
‘جمال’ :- ريحني منها وجبلها اللي عاوزاه.  مش طايق أسمع صوتها !!
‘عبد الحميد’ :- أمرك يا عمي !!
‘جمال’ :- ويا ريت تقولها من اليوم ورايح تنام في جناح بنتها !!
‘عبد الحميد’ :- وليه ماتقولهاش بنفسك ؟!!
‘جمال’ - بعيون متوسلة - :- ويرضيك أسمع منها كلام قاسي يزود تعبي وأنا في دي الحالة ؟!!
‘عبد الحميد’ :- جرب ؟!!
‘جمال’ :- إيه اللي أجرب؟ أنت عارف أنها بتحب المعاندة في كل اللي بطلبه منها !!

قام ‘عبد الحميد’ من مكانه..
‘عبد الحميد’ - بعصبية - :- قول إنك عايز تقعد براحتك مع ممرضة خالتي !!
‘جمال’ :- لااا يا ابني، أنا مش مريض في عقلي. هي قد بنتي. أنا اللي في بالي وحدة ثانية !!
‘عبد الحميد’ - باستغراب - :- مين هي ؟!!
‘جمال’ - ممازحاً - :- جدة العروسة هاهاهاها !!

ابتسم ‘عبد الحميد’ على مزاح ‘جمال’..
‘عبد الحميد’ :- طيب هروح دلوقتي أجيب لك الممرضة قبل ما أسافر القاهرة !!
‘جمال’ - بقلق - :- ليه هتسافر؟ هتسيب فرح إبن خالك؟ قولي هو في حاجة؟ الاولاد بخير ؟!!
‘عبد الحميد ‘ :- أطمن هم كويسين والحمدُلله. أنا هسافر علشان أجيبهم وينبسطوا لهم في فرح ‘عماد’ !!
‘جمال’ :- برافو، أنا مشتاق اشوفهم حاول ترجع بسرعة !!
‘عبد الحميد’ :- هرجع الليلة إن شاء الله، سلام عليكم !!
‘جمال’ :- وعليكم السلام، ترجع بالسلامة يا أبني !!

༺༻

غادر ‘عبد الحميد’ الفندق وذهب إلى بيت ‘زهراء’. طرق الباب وفتحت له أبنة أخته..
‘فرح’ - بهمس - :- تفضل أدخل يا خال، بس إمشي بشويش !!
‘عبد الحميد’ - بصوت خافت - :- ليه في إيه؟ وإيه اللي جابك هنا ؟!!
‘فرح’ :- ماما جابتني أنا و‘سارة’ و‘كريم’. قالت إنها عايزة تنام وترتاح لها شوية من دوشة ‘كريم’ !!
‘عبد الحميد’ :- طيب لكن أنتي ليه بتوطي صوتك ؟!!
‘فرح’ :- خالة في الحمام عايزة تحميني أنا و‘سارة’ !!
‘عبد الحميد’ :- تحبي أدخل معاها الحمام أساعدها تحميكم !!

انفجرت ‘فرح’ مع ‘عبد الحميد’ في الضحك، وفي نفس اللحظة خرجت ‘توليب’ من الحمام مرتدية قميص نوم أسود طويل مبللاً بالماء، وتحمل ‘كريم’ على كتفها وتغطيه بمنشفة بيدها الأخرى..
‘توليب’ :- يلا يا بنات دور مين دلوقتي تدخل أحميها ؟!!

نظر ‘عبد الحميد’ إلى 'توليب' ونسيى نفسه وتكلم دون وعي..
‘عبد الحميد’ :- دوري أنا ؟!!

أُعجب بجسدها الممتلئ، فاستمر بالنظر إليها يقارن جسدها بجسد ‘نرجس’ النحيف بشكل مفرط..

تفاجأت ‘توليب’ بوجود ‘عبد الحميد’ أمامها، فتوقفت في مكانها ولم تستطع أن تمشي خطوة واحدة، وفي خجل حاولت أن تغطي جسدها بطرف منشفة ‘كريم’ وجسمه الصغير..
‘توليب’ :- لو سمحت أمشي !!
عبد الحميد’ :- لسه واقفة ؟!!
‘توليب’ :- لو سمحت نزل عينك. ماتشوفنيش !!
‘عبد الحميد’ :- اجري من قدامي زي بقية الناس !!
‘توليب’ :- اووه لو سمحت ؟!!
‘عبد الحميد’ :- عقلك حصله شورت كهرباء، عطل لك رجليكي ؟!!

خرجت ‘زهراء’ من غرفة نومها ووقفت أمام الباب..
‘زهراء’ :- ‘عبد الحميد’ !!

التفت ‘عبد الحميد’ إلى خالته..
‘زهراء’ :- تعال !!

دخل ‘عبد الحميد’ غرفة ‘زهراء’ وهو سعيد بالمنظر الذي رآه وجلس على سريرها..
‘زهراء’ :- مالك؟ مش عيب تقعد تبص لها !!
‘عبد الحميد’ :- وهي إيه اللي مانعها تهرب من قدامي ؟!!
‘زهراء’ :- وهي ليه تهرب ؟!!
‘عبد الحميد’ :- تجري من قدامي زي أي ست لو كانت مكانها ؟!!
‘زهراء’ :- طبعها كده !!
‘عبد الحميد’ :- ماله ؟!!
‘زهراء’ :- طبعها أنها تتجمد في مكانها لو تفاجأت بحاجة قدامها !!
‘عبد الحميد’ :- طبعها مش كويس. يعني لو شافت عربية جاية ناحيتها فأعصابها هتتجمد وتوقف مكانها، ومش هتهرب من العربية قبل ما تخبطها ؟!!
‘زهراء’ :- قولي إيه اللي جابك بدري ؟!!
‘عبد الحميد’ :- عمي عايزها تروح له تدي له أدويته !!
‘زهراء’ :- بس كده حاااضر أنت أسبق وأنا هخليها تحصلك لجناح عمك !!
‘عبد الحميد’ :- لا أنا مسافر دلوقتي اجيب ولادي فطلبي منها تستعجل وهوصلها في طريقي !!
‘زهراء’ :- لا يا أبني ماتتعبش نفسك، سافر أنت بالسلامة وأنا هروح معاها، وبالمرة ننتقل للجناح اللي قولتلنا عليه !!
‘عبد الحميد’ :- طيب زي ما تحبي اشوفك بخير !!
‘زهراء’ :- وأنت بخير، تروح وتيجي مع ولادك بالسلامة !!

خرج 'عبد الحميد' وهو يفكر في دهشة من ردة فعل 'توليب' الغريبة عندما رأته واقفاً أمامها..

            ♡•♡•♡

دخلت ‘زهراء’ على ‘توليب’ فرآتها جالسه على سريرها تبكي بمرارة..
‘زهراء’ :- ‘توليب’ !!

رفعت ‘توليب’ رأسها..
‘توليب’ :- كنت لابسه الشبشب مش جزمتي الطبية وخفت لو مشيت قدامه يشوف طريقة مشيتي ويعرف حقيقتي. أنا بكره نفسي. نفسي أموت وأخلص !!

اقتربت ‘زهراء’ من ‘توليب’ واحتضنتها..
‘زهراء’ :- بنتي دا إبتلاء من ربنا ولازم تصبري عليه. كل إنسان وفيه حاجة. مافيش إنسان كامل، الكمال لله وحده، قولي يا رب أنا راضية بقضائك وأكسبي ثواب صبرك !!
‘توليب’ - ببكاء - :- ونعم بالله !!

فكرت ‘زهراء’ في كلمات يجعل ‘توليب’ تنسى حزنها..
‘زهراء’ - برعب - :- إيه دا؟ هو ‘عبد الحميد’ شافك كدا ؟!!

تذكرت ‘توليب’ نظرات ‘عبد الحميد’ الجريئة، فمسحت دموعها..
‘توليب’ :- هاه أيوة شافني كدا وقعد يبص لي من غير أدب !!
‘زهراء’ :- يعني جوزك طلعت عينه زايغه ؟!!
‘توليب’ :- قووي !!
‘زهراء’ :- عنده حق وهو مجنون يسيب فرصة زي دي وملابسك الداخلية واضحة !!
‘توليب’ :- يا لهوي !!
‘زهراء’ :- أنا بحذرك من دلوقتي أوعي تسمحي له يستفرط بيكي وأنتي عند عمه !!
‘توليب’ - مازحة - :- وفيها إيه مش جوزي ؟!
‘زهراء’ :- ههههه طيب خلينا دلوقتي نغير هدومنا ونرجع ولاد ‘حنان’ لبيتها ونروح أنا وأنتي لعمه وننتقل للفندق !!
‘توليب’ :- أيوة لكن أنا هنكسف من ‘عبد الحميد’ لما أقابله !!
‘زهراء’ :- اطمني مش هتقابليه لأنه هيسافر وراح للمطار !!
‘توليب’ - بحزن - :- هيسافر؟ ليه يسافر ؟!!
‘زهراء’ :- لحقتي تشتاقي له وهو من دقيقة كان واقف قدامك ؟!!
‘توليب’ :- تقولي أنا عجبته ؟!!
‘زهراء’ - بفارغ الصبر - :- ‘توليييب’ البسي بسرعة، الراجل تعبان وهيموت بسببك !!
‘توليب’ - بفزع - :- حاضر حاضر دقيقة بس وهلبس، لكن بعد ما أخلص من لبس ‘كريم’ !!

            ♡•♡•♡
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.