بدأ الحفل وصعد ‘عبد الحميد’ على المسرح وأخذ الميكرفون من الفرقة ورحب بالعروسين والضيوف. وبعد دقائق دخلت ‘إيزابيل’ وهي تدفع ‘جمال’ أمامها على كرسيه المتحرك. رآهما ‘عبد الحميد’ واتجه نحوهما..
‘عبد الحميد’ - بإبتسامة - :- إيه الشياكة دي يا عمي. قولي هو أنت العريس ؟!!
‘جمال’ :- هاهاهاها متشكر يا ابني !!
اقترب ‘عبد الحميد’ من ‘إيزابيل’ وتحدث بصوت منخفض..
‘عبد الحميد’ :- أنتي مش هترحمي عمي حتى وهو في الحالة دي؟ قومتيه من سريره حتى يشوفوكي الناس ويفكروا أنك بتحبيه ؟!!
‘إيزابيل’ - بسخرية - :- ماليش دعوة، شفته نازل في الاسانسير مع ‘أكرم’ فقلت أقدم له مساعدتي !!
‘عبد الحميد’ :- مساعدتك؟ عليا الكلام ده؟ أنتي بس عايزة تشوفك الناس ويقولوا إنك مهتمة بجوزك !!
‘إيزابيل’ - بغمزة - :- وهو دا المهم يصدقوا أني زوجة مخلصة ومش مهم يعرفوا الحقيقة. ودلوقتي سيبني أكمل مهمتي !!
أبتعدت ‘إيزابيل’ وتركت 'عبد الحميد' بمفرده ينظر إليها بغضب..
‘عبد الحميد’ :- يكمل عمرك إن شاء الله !!
بعد عشر دقائق دخلت ‘نرجس’ واتجهت إليها كل الأنظار إعجاباً وأنبهاراً لجمالها. استطاعت ‘توليب’ أن تسيطر على نفسها عندما أشارت ‘حنان’ نحوها..
‘حنان’ :- ودي ‘نرجس’ مرات ‘عبد الحميد’ !!
رأتهم ‘نرجس’ واقتربت منهم لتغيظهم بفستانها ومجوهراتها الباهظة الثمن..
‘نرجس’ - بالفرنسية - :- مساء الخير. إزيك يا ‘حنان’ ؟!!
تعمدت ‘نرجس’ التحدث باللغة الفرنسية لأنها تعلم أن ذلك يزعج ‘زهراء’. فهمت ‘حنان’ ما تقصده، فأجابتها باللغة العربية. رأت ‘نرجس’ ‘توليب’ فأشارت برأسها نحوها..
‘نرجس’ :- ومين دي اللي قاعدة معاكم ؟!!
‘حنان’ :- دي ممرضة خالتي !!
ضحكت ‘نرجس’ بشدة..
‘نرجس’ :- ههههه وأخيراً جاء اليوم اللي شفتها فيه تتعب !!
‘حنان’ :- بعد الشر على خالتي هي بس محتاجة لحد يقعد معاها !!
فهمت ‘توليب’ كل كلام ‘نرجس’، لكنها ظلت صامتة حتى لا تلفت أنتباهها وتحاول معرفة حقيقتها. تفحصتها بعينيها فرأت أنها تشبه عرائس العرض "المانيكان"، لكنها تتحرك كالإنسان. قارنت نفسها بها وأدركت أنه من المستحيل الفوز بقلب ‘عبد الحميد’ وهي تتمتع بملامح جمال عادية وبصر ضعيف وقدم قصيرة، فحاولت أن تنسى حزنها بإشغال نفسها بأولاد ‘حنان’..
جلس ‘عبد الحميد’ على نفس الطاولة مع ‘جمال’ و‘إيزابيل’، وبعد دقائق جاءت ‘نرجس’ وجلست معهم بعد إنتهائها من مجاملة الضيوف. نظر إليها ‘عبد الحميد’ وأحس أن قلبه سيفتن بجمالها من جديد. أعجب بحُسن أختيارها للفستان وروعة مكياجها. وبعد دقائق من الانبهار لفت انتباهه منظر أجمل خلفها..
رأى نوراً جالساً على طاولة أخته، يبتسم ويلعب مع ابنتي أخته، وأثناء تقديم العشاء رأى النور تطعمهما وعلى وجهها ابتسامة جميلة. نسي ‘عبد الحميد’ شكل ‘نرجس’ رغم أنها كانت جالسة أمامها مباشرة، وتمنى لو يستطيع أبعاد رأسها عن حجب النور..
وعندما بدأت الفرقة الموسيقية بالغناء، بكى ابن ‘حنان’ بشدة لانزعاجه من صوت الموسيقى العالبة. ربتت 'حنان' على كتفه لتهدئته، لكن دون جدوى. ورأى ‘توليب’ تقرب رأسها منه وتغني بشفتيها متناغمة مع كلمات الأغنية حتى استطاعت أن تلفت انتباهه فضحك، ويعود للبكاء مرة أخرى إذا توقفت عن غنائها..
استمر ‘عبد الحميد’ ينظر إليها، وقد أختفى من أمامه كل من في المكان. انتبهت ‘حنان’ إلى نظراته على ‘توليب’..
‘حنان’ - لنفسها - … ” حلوة، الخطوة الثالثة جت بنفسها من غير ما أعمل أي تخطيط !! ” …
فكرت ‘حنان’ في جذب أهتمامه بـ ‘توليب’ أكثر، فضربت على الوتر الحساس أنه وطفليه محرومون من الحنان، فحملت ابنها وأعطته لـ ‘توليب’..
‘حنان’ :- ‘توليب’ لو سمحتي، خذي ‘كريم’، مش قادرة أكل وهو في حضني !!
‘توليب’ - بابتسامة - :- تعال يا حبيبي !!
رأى ‘عبد الحميد’ ابتسامة حانية على وجه ‘توليب’ وهي تنظر لـ ‘كريم’ وتغني له وتفرقع بأصابعها لتجذب انتباهه حتى نام بهدوء..
ابتسم ‘عبد الحميد’ للمنظر وشعر بالراحة وهو يرى أمامه لوحة مرسومة لملاك جميل..
‘عبد الحميد’ - لنفسه - … ” خالتي عرفت تنقي أجمل وأحن ممرضة شفتها في حياتي !! ” …
♡•♡•♡