Tahani Muhsin

شارك على مواقع التواصل

في اليوم الرابع، مساء حفل حنة العروسين، خرج ‘عبد الحميد’ من المصعد بكامل أناقته وتوجه إلى الحديقة وبحث عن ‘توليب’ بين الضيوف. وجد ‘حنان’ و‘فادي’ ومن حولهما أبنتيهما تقضيان وقتاً ممتعاً مع طفليه. ذهب إليهم ومازح الأطفال ثم جلس على الطاولة..
‘عبد الحميد’ :- مساء الخير !!
‘حنان’ :- مساء النور !!
‘فادي’ :- إيه الشياكة دي يا عم !!
‘عبد الحميد’ :- الليلة بس عجبتك شياكتي ؟!!
‘فادي’ :- بتعجبني شياكتك كل يوم، مش الليلة بس، أنت عندك جاذبية قوية تخلي عيون كل الستات متسمرة عليك وكأنك مغناطيس !!
‘عبد الحميد’ - بأسف - :- وجاذبيتي هتنفعني بإيه وأنا متجوز ثنتين ؟!!
‘فادي’ :- بتساعدني أنا لما أمشي معاك، الستات بتبقى تبص لي كمان !!
‘حنان’ :- وأنا بقول ليه بتحب تمشي مع أخويا ومن أيام المدرسة !!
‘فادي’ :- وإيه الغلط اللي عملته ؟!!
‘حنان’ - بزعل - :- كده وأنا فاكره أنك مابتفارقش أخويا علشان بس تلاقي فرصة تشوفني !!
‘عبد الحميد’ :- أيوة سمعوني الماضي بتاعكم حتى أحدد مستقبلكم !!
‘حنان’ - بإرتباك - :- أنا ماليش دعوة، هو تقدم لي فوافقت لأنه صحبك !!
‘فادي’ :- أه وأنا تقدمت لها لأنها أختك. قولت أكيد قلبها هيكون أبيض زي قلب صاحبي !!
‘عبد الحميد’ :- يعني أنتم تجوزتوا بعض على سبيل المجاملة ليا ؟!!
‘فادي’ :- طبعاً !!
‘عبد الحميد’ :- ومكالماتكم في نص الليل كانت مجاملة برضو ؟!!
‘حنان’ - بخوف - :- هو اللي كان بيتصل مش أنا !!
‘فادي’ :- ماتصدقهاش، هي اللي كانت تزعل مني لو ماأتصلتش بيها وتخاصمني وماتكلمنيش لما اجي أزورك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- بقى كدا؟ حسابكم معايا !!
‘حنان’ :- ماتصدقوش !!

ابتسم ‘عبد الحميد’ من خوفهما ونسيان أنهما متزوجان، فاستمر في المزاح معهما..
‘عبد الحميد’ :- اسمع، لو ماجيتش مع أهلك الليلة تتقدم لها هحرمكم من بعض وهجوزها لابن خالي !!
‘فادي’ - بتوسل - :- لا أرجوك !!!
‘حنان’ - بفزع - :- وولادنا هنوديهم لمين ؟!!
‘عبد الحميد’ - بدهشة - :- هنتبرع بيهم. يا مجانين العشق قولوا لي أنتم شاربين حاجة؟ بدأت أفكر بجد أبحث عن الماضي اللي كان بينكم !!

أنتبها ‘حنان’ و‘فادي’ لنفسيهما وفكرا في إنقاذ تاريخهما من النبش..
‘فادي’ :- هاهاهاها هو أنت صدقت ؟!!
‘حنان’ :- ههههه قول لنا إيه رأيك في حركاتنا؟ نجحنا في التمثيل ؟!!
‘عبد الحميد’ :- دا مش تمثيل. لكن المهم دلوقتي فين خالتي؟ هي ليه مانزلتش لحد دلوقتي ؟!!
‘حنان’ :- خالتي مين ؟!!
‘عبد الحميد’ - بغضب - :- دلوقتي هبدأ البحث وأسال كل فرد من عيلتنا عن أي حاجة يعرفوها عن علاقتكم قبل الجواز !!
‘حنان’ - بسرعة - :- لحظة. أيوة أيوة افتكرت خالتي اتصلت عليها بالموبايل وقالت لي إنها جاهزة وهتنزل حالاً !!

هدأت أعصاب ‘عبد الحميد’ عندما أنشغل عقله بالخوف على ‘توليب’ إذا زعلت منه وقررت عدم حضور الحفلة..
‘عبد الحميد’ :- تقصدي ‘أمل’ مش نازله معاها ؟!!
‘حنان’ - بسرعة - :- إزاي مش نازله وشغلها تكون مع خالتي في كل مكان تروح له !!

أسند ‘عبد الحميد’ جسده على الطاولة، وشبك أصابعه، وواجههما بنظره..
‘عبد الحميد’ :- ودلوقتي عايز أعرف الحقيقة منكم ؟!!
‘حنان’ - بخوف - :- حقيقة إيه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- خالتي ؟!!
‘حنان’ :- مالها ؟!!
‘عبد الحميد’ :- إيه هو بالضبط اللي فيها حتى تحتاج لواحدة تخلي بالها عليها؟ عايز أسمع منكم إجابة صريحة ؟!!
‘حنان’ - بإرتباك - :- آه يعني علشان..!!

تدخل ‘فادي’ سريعاً..
‘فادي’ :- في الفترة الأخيرة بدأت ‘زهراء’ تحس بلخبطة في ضغط دمها ولما راحت للدكتور طلب منها تقيس مستوى الضغط كل ١٢ساعة لمدة أسبوع حتى يتأكد من مستوى ضغط دمها ويقدر يشخص حالتها ويحدد الدواء اللازم لعلاجها !!

‘حنان’ - لنفسها - … ” بعد الشر عليها. يا رب سامحنا !! ” …

‘عبد الحميد’ :- مممم كدا؟ لكن أنا ماشفتش خالتي تقيس ضغط دمها ولو ليوم واحد؟ خلاص أنا عرفت الحقيقة !!
‘فادي’ - بتوتر - :- عرفت إيه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- مش محتاجه ذكاء..!!

توقف ‘عبد الحميد’ عن الكلام عندما رأى خالته ‘زهراء’ تنزل على الدرج وبجانبها ‘توليب’ ممسكه بذراعها. ونظر إلي 'توليب' بإعجاب وهي ترتدي فستانأ باللون الفيروزي، وحجابأ أبيض مطرزاً بالذهبي، ومكياجاً رقيقاً زادها جمالها..

رأت ‘توليب’ عيون ‘عبد الحميد’ تنظر إليها، فخافت أن يسألها مرة أخرى عن سبب وجودها مع خالته وهي مازالت غير مستعده لتخبره الحقيقة..

همست ‘توليب’ في أذن ‘زهراء’ بأن تسبقها إلى طاولة ‘حنان’، وهي ستذهب إلى الحديقة الخلفية لتتمشى قليلاً. فهم ‘عبد الحميد’ محاولتها الهرب فقرر أن يتبعها ليخبرها أن خطتهم قد انكشفت، فتبعها بهدوء حتى توقفت.فاقترب منها..
‘عبد الحميد’ - بصوت عالي - :- ‘توليب’؟!!

سمعت ‘توليب’ اسمها فتجمد الدم في عروقها، وشعرت بتشنج حاد في بطنها، فالتفتت نحوه، وزاد التشنج إيلاماً عندما رأته يقترب منها بخطوات بطيئة..

‘توليب’ - لنفسها - … ” يا رب. شكله عرف الحقيقة. يا ترى هيعمل معايا إيه؟ أكيد هيطردني ويطلقني. لا لا أنا لازم أترجاه يخليني على ذمته وأوعده أنه مش هيشوفني بقية عمري !! ” …

༺༻

قبل نصف ساعة في جناح ‘نرجس’..
‘نرجس’ :- عايزه أعرف من دي ‘أمل’؟ دي ضيعت علينا فرصة نخلص من ‘عبد الحميد’ !!
‘إيزابيل’ :- واضح أنه يعرفها. شوفتي معايا إزاي رجعوا مع بعض النهارده وهم مبسوطين. لكن يا ‘نرجس’ إزاي هنعرف مين هي ؟!!
‘نرجس’ :- مش هنقدر نعرف إلا لو رحنا على اوضتها وفتشنا نعرف أي حاجة عنها !!
‘إيزابيل’ :- كلامك مضبوط. هتصل بـ ‘شاكر’ يجبب لنا مفتاح أوضتها حالاً !!

اتصلت ‘إيزابيل’ بموظف الإستقبال، وبعد دقيقة وصل ‘شاكر’ وأعطاهم بطاقة المفتاح..
‘نرجس’ :- هكرمك بعدين !!
‘شاكر’ :- شكراً مدام. لكن أرجوكي ترجعي المفتاح بسرعة قبل ما تطلبه مني خالة السيد ‘عبد الحميد’ !!
‘نرجس’ :- اطمن، خمس دقائق وهنجيلك. يلا أمشى من قدامي دلوقتي !!

تركهما ‘شاكر’ ونزل إلى مكان عمله..
‘نرجس’ - بلهفة - :- يلا يا ماما نروح لأوضتها بسرعة !!

غادرت ‘نرجس’ و‘إيزابيل’ الجناح ودخلتا غرفة ‘زهراء’ و‘توليب’. بحثت 'نرجس' سريعاً بين أغراض ‘توليب’. رأت علبة المكياج وأنفجرت ضحك..
‘نرجس’ :- ههههه ماما تقولي الميكاج ده ماركة ولا تقليد رخيص ؟!!
‘إيزابيل’ :- مش مهم يكون إيه. خلينا بس نخلص بسرعة !!
‘نرجس’ - بِغل - :- شكله ماركة !!

بحسد ألقت ‘نرجس’ العلبة على الأرض وداست عليها عدة مرات حتى انتهت تماماً..
‘إيزابيل’ :- إيه اللي عملتيه؟ دلوقتي هيعرفوا أن في حد دخل أوضتهم !!
‘نرجس’ :- مايهمنيش، أهم حاجة أشفي غليلي منها. دي ضيعت فرصتنا نخلص من ‘عبد الحميد’ !!
‘إيزابيل’ :- وارتحتي ؟!!
‘نرجس’ :- لا !!
‘إيزابيل’ :- طب كملي بسرعة. عايزين نلحق الحفلة قبل ما يسألوا المعازيم عن غيابنا لحد دلوقتي !!

بعصبية، ذهبت ‘نرجس’ إلى حقيبة ملابس ‘توليب’ وبدأت تفتش بين ملابسها حتى أحست بشيئ بارز كالورق المقوى تحت بطانة الحقيبة. اخرجت الورقة فرأت صورة قديمة لطفل وطفلة يقفان بين الأب والأم. نظرت ‘نرجس’ إلى خلف الصورة وقرأت.. ” عيد الفطر، تاريخ *** السيد ‘عبد الصبور’ وحرمه ‘جميلة’ وأولادهما ‘زياد’ و‘توليب’ ” …

ضربت ‘نرجس’ الصورة في كف يدها عدة مرات تفكر باسم ‘توليب’..
‘نرجس’ :- ‘توليب’؟ ‘توليب’؟ أنا سمعت الإسم دا من قبل لكن فين يا ترى؟ أيوة افتكرت ؟!!

بصدمة، ركضت ‘نرجس’ إلى والدتها ‘إيزابيل’..
‘نرجس’ :- ماما خلاص عرفت مين هي المصيبة اللي نزلت على رأسنا اللي بيقولوا عليها ‘أمل’ !!
‘إيزابيل’ :- مين هي ؟!!
‘نرجس’ :- مرات ‘عبد الحميد’ الجديدة !!
‘إيزابيل’ :- مراته؟ أنتي متأكده من كلامك ؟!!
‘نرجس’ :- أيوة لأن السفارة المصرية بعثت لي إيميل يبلغوني بجواز ‘عبد الحميد’ من واحدة اسمها ‘توليب’ وشفت صورة عقد جوازهم، لكن ماانتبهتش لصورتها !!
‘إيزابيل’ :- ليه يخبي علينا حقيقتها ؟!!
‘نرجس’ :- أنا عارفه بطبعه، كان عرفني عليها لأنه فاكر أني هغير منها فأنا بقول إنه مايعرفش إنها مراته !!
‘إيزابيل’ :- لكن أنا متأكده إنه يعرف إنها مراته، لكن هو بيلعب علينا حتى يدخلها بينا وتعرف على كل حاجة بنعملها !!
‘نرجس’ :- طيب خلينا نتأكد بنفسنا. نخرج ونواجههم بالحقيقة !!
‘إيزابيل’ :- اوكي، يلا بينا !!

نزلت ‘نرجس’ و‘إيزابيل’ بسرعة..
‘نرجس’ :- ماما أهو هناك ‘عبد الحميد’ بيمشي وراها؟ يلا نقول له على المفاجاة !!

اقتربتا منهما بحماس ولكن..
‘عبد الحميد’ :- ‘توليب’؟!!

‘إيزابيل’ :- جاء لك كلامي؟ هو متفق معاها أنها تخبي حقيقتها. في خطة بيعملوها مع بعض !!
نرجس’ - بهمس - :- ماما زي ما قولتي هو متفق معاها. إيه نعمل دلوقتي ؟!!
‘إيزابيل’ :- إحنا متعودين نخطط ونفكر كويس قبل ما نعمل أي خطوة. خلينا نرجع دلوقتي ونسلم على المعازيم، وفي الليل هنفكر بخطة جديدة !!

༺༻

اقترب ‘عبد الحميد’ من ‘توليب’ ببطء ففكرت في تبرير سبب إخفاءها لحقيقتها..
‘توليب’ :- أول حاجة إدي لي فرصة أسمعني !!
‘عبد الحميد’ :- أسمع إيه؟ خلاص أنا عرفت الحقيقة !!
‘توليب’ :- أرجوك أسمح لي أتكلم !!
‘عبد الحميد’ :- أكيد هتتكلمي، لكن أول حاجة عايز أقولك أن الورد دا اسمه “توليب”. عجبك ؟!!
‘توليب’ :- هاه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- الورد دا اللي كنتي بتبصي عليه أسمه “توليب” فهمتي ؟!!

التفتت ‘توليب’ فرأت الورد فأخذت نفساً طويلاً..
‘توليب’ :- أيوة ما أنا بشوفه على الإنترنت، وكمان على الواتساب لما بيصبحوا عليا. لكن الحقيقة دي أول مرة أشوفه على الطبيعة !!

♡•♡•♡
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.