تراجع 'عبد الحميد' بهدوء لبضع خطوات وأغلق الباب بقوة ليسمعا الصوت. ظنته 'توليب' 'أكرم'..
'توليب' - بصوت منخفض - :- حتى 'أكرم' مش عايزاه يعرف سيد 'جمال' !!
'جمال' :- اطمني، مصلحتنا واحدة أنه محدش يعرف !!
سمعه 'عبد الحميد' لأن صوته كان عالياً..
'عبد الحميد' :- محدش يعرف بإيه ؟!!
تفاجأ الاثنان بدخول 'عبد الحميد'..
'عبد الحميد' :- إيه هي المصلحة المشتركة بينكم ؟!!
صمتت 'توليب' لأنها كانت غاضبة منه فقامت وأنشغلت بترتيب أدوية 'جمال' المتناثرة في الخزانة..
رآها 'عبد الحميد' وهي تدير ظهرها إليه، ففكر في إزعاجها أكثر وتحدث بالفرنسية، وهو يعلم أنها ستفهم كلامه لأنها درست الفرنسية مع أخته..
'عيد الحميد' :- أنا بكلمك يا عمي ما ترد عليا؟ ولا هو سر بينكم ؟!!
ويعلم 'جمال' إيضاً أنها ستفهم كلامهما، نظراً لعلمه بصداقتها مع 'حنان' وتخرجهما من نفس القسم..
'جمال' :- أني أعلمها اللغة الفرنسية مقابل خدمتها !!
'عبد الحميد' :- وهي هتفهم ؟!!
'توليب' - لنفسها - ... " ما أنا دلوقتي فاهمة !! " ...
اقترب 'عبد الحميد'..
'عبد الحميد' :- المهم إزاي صحتك ؟!!
'جمال' :- الحمدُلله !!
جلس 'عبد الحميد' على الكرسي ووضع إحدى ساقيه فوق الأخرى باسترخاء..
'عبد الحميد' :- آسف لأني جيت في معاد نومك لكن حبيت أقولك على التجديد اللي هقوم بيه في فندق زهرة النرجس !!
'جمال' :- أنا جبت لك كل الصلاحيات تعمل اللي أنت عايزه !!
'عبد الحميد' :- طب اسمع، أنا بقترح أننا نشيل كل زهور التوليب من الحديقة ونزرع مكانها أزهار النرجس علشان يبقى الفندق اسم على مسمى !!
سمعت 'توليب' اقتراح 'عبد الحميد' وأحست بألم في قلبها..
'جمال' :- امتى هتبدأ ؟!!
'عبد الحميد' :- أكيد بعد ما يمشوا المعازيم !!
أحب 'جمال' أن تسمع 'توليب' سبب اقتراح 'عبد الحميد'..
'جمال' :- طب ممكن أعرف ليه جت الفكرة دي في رأسك ؟!!
'عبد الحميد' :- ماخبيش عليك يا عمي، مش عايز أشوف أو أسمع أي حاجة تفكرني بغلطتي في جوازي من 'توليب' صاحبة أختي !!
سمعت 'توليب' السبب وأحست بدوار في رأسها..
'جمال' :- وليه ماتروحش تشوفها مش يمكن تعجبك ؟!!
'عبد الحميد' :- وهو في حد هيعجب بيها؟ أومال هي ليه عنست ؟!!
سمعت 'توليب' الرفض وأحست أن ساقيها لن تحملها أكثر..
'جمال' :- خلاص إيه رأيك أجوزك بالممرضة دي؟!!
'عبد الحميد' - بعصبية - :- هو أنا عملت لك حاجة وحشة زعلتك مني حتى تفكر تجوزني بواحدة زيها؟ ولا أنت بتكرهني؟ يمكن 'توليب' نفسها تطلع أحلى منها !!
أغمضت 'توليب' عينيها بقوة لتمنع نفسها من البكاء..
'عبد الحميد' :- بص لخصلة شعرها اللي طالعة من تحت حجابها شبه سعف النخيل الناشف. أنا متأكد أنها عمرها ما سرحت شعرها، لأنها لو جربت هيتكسر ويتفتت تحت المشط، ويبقى رأسها زي الزحليقة !!
رغم أن 'توليب' كانت متأكدة من أن شعرها قصير وناعم، إلا أن طريقة كلام 'عبد الحميد' جعلتها تشك في ظهور خصلة، فالتفتت نحوه وجلست على الكرسي لإخفائها..
'جمال' :- حرام عليك دي حلوة !!
'عبد الحميد' - بدهشة - :- حلوة !!!
نظر إليها 'عبد الحميد' بوقاحة..
'عبد الحميد' :- دي نهايتها أخذها للجبل مرة واحدة، ويبقى معايا حكاية أحكيها لصُاحبي عن مغامرتي في الجبل مع جذع نخلة متحركة !!
عضت 'توليب' على شفتيها بقوة لتمنع دموعها من السقوط..
'جمال' :- هاهاهاها وطب جوازك من 'توليب' يعني مابقاش منه فايدة ؟!!
فكر 'عبد الحميد' أن يتجاهل سؤال 'جمال' بشكل غير مباشر..
'عبد الحميد' :- ماتفكرنيش بيها ولا ببنتك. الليلة مش عايز أسمع أي حاجة تضايقني !!
'جمال' :- ليه بقى ؟!!
'عبد الحميد' :- من ساعتين وصل فوج روسي للفندق، وحسيت بقلبي بيدق لأول مرة لما شفت ست قمر عمري ما شفت واحدة بجمالها !!
حركت 'توليب' شفتيها من اليمين إلى اليسار وكأنها تفكر في شيء ما. استغرب 'جمال' من كلام 'عبد الحميد' لأنه يعلم بأنه غير مهتم بالنساء..
'جمال' :- دي تبقى حاجة مستحيلة أن في واحدة قدرت تخطف قلبك ؟!!
'عبد الحميد' :- تكلمت معاها ساعة كاملة وهي انبسطت لما عزمتها تجي لأوضتي !!
'جمال' - بحدة - :- 'عبد الحميد' إيه دي الحركات؟ أنت هتقلب الفندق مكان لغرامياتك ؟!!
'عبد الحميد' :- من حقي أبسط نفسي وأنا متجوز ثنتين مصايب وماتزعلش نفسك بنتك هي المصيبة الأحلى علشان كدا هزرع النرجس بدال التوليب !!
التفت 'عبد الحميد' إلى 'توليب' فرآها تنظر إلى أظافرها وتسمحهم بطرف إبهامها وكأنها تستعد لمعركة. تذكر قوتها، وهيأ عضلاته لصد أي محاولة منها..
'جمال' :- عيب اللي هتعمله. أنت هطلع سمعه مش كويسه على الفندق !!
'عبد الحميد' :- هي نصف ساعة وهنسيها اسم الفندق !!
نظرت 'توليب' إلى 'عبد الحميد' بغضب..
'عبد الحميد' :- كويس أنه باقي يوم وأخلص من وش ممرضتك !!
سيطرت 'توليب' على أعصابها وانشغلت بفصل المحلول عن وريد 'جمال'..
قام 'عبد الحميد'..
'عبد الحميد' :- هروح دلوقتي لجناحي مش عايزها تستناني كثير، أشوفك بكرة الصبح !!
'جمال' :- حسابك معايا بكرة !!
'عبد الحميد' :- نام وريح نفسك والصباح رباح !!
ابتسم 'عبد الحميد' لـ 'توليب' وتكلم معها بالعربية..
'عبد الحميد' :- ربنا يقويكي. كنت بقول لعمي قبل شوي، مافيش واحدة زيك لا بجمالك ولا بطيبتك !!
ابتسمت 'توليب' بطرف شفتيها مجاملة وعادت لاستكمال عملها..
'توليب' - لنفسها - ... " بتاع ستات وكمان بتكذب يا منافق !!! " ...
اندهش 'جمال' من تصرف 'عبد الحميد' وبعد ثواني من التفكير فهم..
'جمال' - بابتسامة - :- يبقى سلم لي على الصاروخ !!
ابتسم 'عبد الحميد' لـ 'جمال' وغمز له وانصرف. جلست 'توليب' على الكرسي وشعرت برغبة في البكاء..
'جمال' :- بلاش تفكري تعيطي روحي بنفسك وشوفيها !!
'توليب' :- ماينفعش! لما اشوفها إيه اللي هقدر اعمله؟ وصفتي إيه؟ بقولك كلم بنتك تروح تشوفهم !!
'جمال' :- بنتي؟ يا ريت لو هي تحس بحاجة !!
'توليب' :- خلاص عرفت أنا هطلع كأني رايحة لأوضتي وأشوف لو أقدر ابص عليهم، يلا سلام !!
خرجت 'توليب' وتركت 'جمال' وحده. أخذ 'جمال' هاتفه الخلوي وأتصل بـ 'عبد الحميد'..
'جمال' :- خطتك نجحت أهي طالعه تشوفك مع الطلقة الروسية !!
ابتسم 'عبد الحميد' وانتظر خلف الباب وصول 'توليب'..
♡•♡•♡