Tahani Muhsin

شارك على مواقع التواصل

دخلت ‘توليب’ غرفتها وهي تشعر بكسر في قلبها ومشاعرها وثقتها بنفسها. سقطت على الأرض وانهارت وصرخت بصوت عالٍ لتتخلص من الضغط الكابس بداخلها..
‘توليب’ :- ااااااه خلاص بكرة هرجع للبيت؟ لا لا مش عايزه أرجع للوحدة من ثاني. كنت أحلم أعيش مع ‘عبد الحميد’. لاااا أنا غبية، لسه عايزه ‘عبد الحميد’ وهو ماقدرش يحفظ أسراري قدامهم؟ هو اللي جاب لهم الفرصة يجرحوني ويهينوني. وبيلعب مع ستات كثير. أنا تعبانه قوي مش قادرة أستحمل أكثر. هموت !!

فتحت ‘توليب’ حقيبتها وأخرجت هاتفها الخلوي..
‘توليب’ :- عايزه حد يجي يقعد معايا. أنا هتصل بـ ‘حنان’. لا لا ‘حنان’ لو جت هتقعد تبكي جنبي. الأحسن اتصل بـ ‘زهراء’ هي قوية وهتقدر تخرجني من اللي أنا فيه !!

اتصلت ‘توليب’ بـ ‘زهراء’ وعندما سمعت صوتها، انفجرت بالبكاء وتحدثت دون انقطاع..
‘توليب’ :- ‘زهراء’، ‘نرجس’ وأمها بهذلوني. و‘عبد الحميد’ كان عارف حقيقتي !!
‘زهراء’ :- أنا مش سامعه ؟!!

غطت ‘زهراء’ أذنها بيدها  لتسمعها..
‘زهراء’ :- يلا قولي إيه اللي حصل ؟!!
‘توليب’ :- قولت لك ‘عبد الحميد’ عرف حقيقتي من ‘نرجس’ و‘إيزابيل’ !!
‘زهراء’ :- بنات الهرمة محدش يقدر لهم !!
‘توليب’ :- و‘عبد الحميد’ قال لـ ‘نرجس’ وأمها باللي فيا، وعايروني وبهذلوني قدام جناحه.أنا تجوزته علشان يقهرهم هم، لكن هو قهرني أنا وقالهم إزاي يأذوني. ورفضني لأنه بقى ينقرف مني لما رحت معاه للجبل وسبته يحضني !!
‘زهراء’ :- إيه ؟!!
‘توليب’ :- مكسوفه أقول لك، هو خدعني بمشوار بعربية النقل بس علشان يلمسني، وهو دلوقتي بيفكر إزاي يعاقبكم. أنا هدعي عليه ربنا ينتقم لي منه، هو كده جزاتي؟ أنا خايفه عليكم. أرجوكي حذري ‘حنان’ و‘فادي’ وأطلعي لي حالاٌ، عايزاكي جنبي !!
‘زهراء’ :- اهدي ماتخافيش. يعني هو هيعمل إيه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- هعمل اللي عمركم ماشفتونيش أعمله !!

اغلقت ‘زهراء’ الهاتف بسرعة حتى لا تسمع ‘توليب’ كلامه وتتأثر نفسيتها أكثر..
‘زهراء’ :- ‘عبد الحميد’؟ مش كنت فوق ؟!!
‘عبد الحميد’ :- ودلوقتي نزلت !!
‘حنان’ :- هو في إيه ؟!!
‘زهراء’ :- خلاص أخوكي رفض ‘توليب’ وهينتقم منا لأننا ساعدناه يقهر ‘نرجس’ !!
‘عبد الحميد’ :- أنتم قهرتوني أنا !!
‘زهراء’ :- بإيه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- من جوازي من ‘توليب’ !!
‘زهراء’ :- إحنا ماضربناش على إيدك، أنت اللي طلبت عروسة !!
‘عبد الحميد’ :- أه أنا اللي طلبت لكن اتفقنا كان مانشوفش بعض !!
‘زهراء’ :- وإيه حصل لك لما شفتوا بعض؟ ضاعت منك فلوس؟ مش هي أنقذت حياتك وكان زمان ‘نرجس’ و‘إيزابيل’ قدروا يقتلوك من غير ما نكشف جريمتهم ؟!!

ارتبك ‘عبد الحميد’ عندما تذكر قصة الحقنة القاتلة..
‘عبد الحميد’ :- أنااا مش ناسي إزاي انقذت ‘توليب’ حياتي !!
‘زهراء’ :- بإمارة إيه؟ أنك تفضح سرها لأعدائك. وسبتهم يجرحوها ويبهذلوها وأنت مستخبي وراء باب جناحك !!
‘عبد الحميد’ :- يوووه يا خالتي، أنتي دائماً بتقلبي المواضيع. وبعدين مش أنا اللي فضحت سرها، دا كان عمي ومادخلتش بينهم لأني عارف ‘أمل’ اوف قصدي ‘توليب’ معاها لسان هتقدر تذبحهم !!
‘زهراء’ :- وبإيه هيفدها لسانها بعد ما عايروها ؟!!
‘عبد الحميد’ :- بقيتي نسخة منها بقعدتك معاها !!
‘زهراء’ :- وليه أنت زعلان مش خلاص قصتك معاها انتهت في الجبل ؟!!
‘حنان’ - باستغراب - :- جبل؟ إيه حصل في الجبل ؟!!
‘زهراء’ :- أخوكي المحترم خدع 'توليب' وأخدها في مشوار بعربية نقل زي ما بيخدعوا المتحرشين بالأطفال بالشكولاتة !!
‘عبد الحميد’ :- أنا مش متحرش، وماكانش في بالي أي تخطيط، دي اللحظة جت من نفسها !!
‘زهراء’ :- هي عندك لحظة بس؟ دي لحظتك سببت لها انهيار عصبي، وهي دلوقتي بتدعي عليك، وأنا بحذرك من دعوة المظلوم !!

خاف ‘عبد الحميد’ من كلمة دعوة المظلوم، فقام..
‘عبد الحميد’ :- القعدة هنا بقت بتخنق، أنا خارج أشم هواء !!
‘زهراء’ - بأسف - :- يا ريتك لو كنت مت !!
'حنان' - بخوف - :- لا بعد الشر !!!
'زهراء' :- على الأقل كنا عملنا غداء معتبر !!

نظر ‘عبد الحميد’ إلى خالته بألم وتركهم..
‘حنان’ :- ‘فادي’ قوم الحق ‘عبد الحميد’ وأقنعة أنه مايطلقش ‘توليب’ حرام عليه !!
‘فادي’ :- خمس دقائق وهروح له. سيبيه دلوقتي يفكر مع نفسه شويه !!

༺༻

مشى ‘عبد الحميد’ إلى الحديقة ووقف أمام ورود التوليب وتحدث مع نفسه..
‘عبد الحميد’ :- وأنا مالي ملخبط ومش قادر أخذ قرار صح، هي بتحبني ومن 12 سنة كاملة، فعندها حق أنها تعمل المستحيل علشان توصل لي. أكيد أنا حبها الوحيد واللي فاضل لها بعد موت والدها، لكن هي غلطت لما اتفقت مع ‘حنان’ و‘فادي’ وخالتي من ورايا، وعاملوني وكأني مغفل هيقدروا يأثروا عليا بخطتهم. والحقيقة هم نجحوا، وبقيت متعلق بيها، وأنا فين هلاقي زوجة أحسن منها. هتحافظ على ولادي، وتعرف تربيهم على القيم، وتخلي بالها منهم، وهكون مبسوط وهي جنبي وبتحبني. يبقى أعمل إيه حتى أحافظ على كرامتي قدامهم وبنفس الوقت ماأخسرهاش للأبد؟ آه أنا هطلقها طلقة واحدة وبكدا يكون حل مناسب للجميع وأبقى..!!

توقف ‘عبد الحميد’ عن الكلام عندما أحس بسيخ حديدي ساخن يُدخل في كتفه وسائل دافئ يخرج من مكان الألم. أمسك بكتفه بسرعة وسمع أزيز رصاص يمر بجانب أذنه. فسقط على الأرض وزحف وأختبأ تحت شجرة كبيرة. نظر ‘عبد الحميد’ إلى كتفه والدم يسيل على قميصه، فابتسم ساخراً..
‘عبد الحميد’ :- آااخ الحمدُلله أني قولت طلقة واحدة وماقولتش بالثلاثة، كان زماني أخذت ثلاث طلقات !!

رأى ‘عبد الحميد’ ‘فادي’ يبحث عنه..
‘عبد الحميد’ :- ‘فادي’ تعال، أنا هنا، اجري الحقني !!

ركض ‘فادي’ نحوه وخاف عندما رأى الدماء على كتف ‘عبد الحميد’..
‘فادي’ :- إيه دا؟ إيه حصل لك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- ‘إيزابيل’ و‘نرجس’ قرروا يخلصوا مني !!

أخرج ‘فادي’ منديلاً من جيبه وضغط على الجرح..
‘فادي’ :- قوم معايا نروح المستشفى !!

وقف ‘عبد الحميد’ بمساعدة ‘فادي’ واسند ظهره إلى الشجرة..
‘عبد الحميد’ :- اااي هي الست بتحس كدا لما بتطلق ؟!!
‘فادي’ :- نعم؟ إيه بتقول ؟!!

ابتسم ‘عبد الحميد’ بضعف..
‘عبد الحميد’ :- ولا حاجة. ‘فادي’ عايز أوصيك !!
‘فادي’ :- ليه؟ هو جرح بسيط في كتفك !!
‘عبد الحميد’ :- ولو اسمعني !!!
‘فادي’ :- حاضر، واجب عليا أسمعك. يمكن يجي دكتور يعالجك مش فاهم شغله فيصحح مسار الرصاصة من كتفك لقلبك بعد الشر عليك !!

ضحك ‘عبد الحميد’ وسعل من الألم..
‘فادي’ :- حاسب، الدم بيخرج أكثر !!
‘عبد الحميد’ :- بوصيك لو مت !!
‘فادي’ :- إيه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- ماتعملوش غداء !!

تصنع ‘فادي’ الزعل..
‘فادي’ :- ليه كده يا ‘عبد الحميد’؟  بتعكنن علينا وأنت حي وعايز تعكنن علينا وأنت ميت ؟!!
‘عبد الحميد’ :- نعم ؟!!
‘فادي’ :- قصدي وأنت حي بتقعد هنا كثير وبنشتاق لك، ولما تموت أكيد هنزعل على فراقك !!
‘عبد الحميد’ :- ماشي يا ‘فادي’، لكن دلوقتي خذ مفاتيح عربيتي ودخل العربية لهنا. نروح للمستشفى !!

ركض ‘فادي’ وعاد بالسيارة ونزل لمساعدة ‘عبد الحميد’..

انتظر ‘شاكر’ في مكانه ورأى من النافذة سيارة تصل إلى مكان ‘عبد الحميد’ فاطمأن أنه أصاب الهدف بدقة..

دخل ‘عبد الحميد’ السيارة وهو يتألم..
‘عبد الحميد’ :- حسابهم بقى كبير قوي !!
‘فادي’ :- مين هما ؟!!
‘عبد الحميد’ :- ‘نرجس’ و‘إيزابيل’ !!

༺༻
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.