Tahani Muhsin

شارك على مواقع التواصل

في الثانية صباحاً دخلت ‘زهراء’ غرفة نوم ‘جمال’ حزينة على وفاة ‘إيزابيل’ وحرق ‘نرجس’..
‘زهراء’ :- عظم الله لكم الأجر سيد ‘جمال’ ويصبرك على مصاب بنتك وربنا يشفيها !!
‘جمال’ :- أجرنا وأجركم عظيم. الحمدلله، تعالي يا ‘زهراء’ اقعدي جنبي !!

اقتربت ‘زهراء’ وجلست على الكرسي..
‘جمال’ :- أنا تعبان قوي، مش قادر أتحمل اللي بيحصل لي !!
‘زهراء’ :- اذكر ربنا وهو هيديك القوة !!
‘جمال’ :- ونعم بالله. أشكرك، ذكائك انقذني من القتل !!
‘زهراء’ :- مافيش ذكاء. أنا بس عرفت من ‘فادي’ بمحاولة قتل ‘عبد الحميد’، وشفت ‘نرجس’ لما انحرقت، وكنت عارفه أن ‘توليب’ هي المقصودة، فلما شفت ‘أكرم’ قاعد في الإستقبال، عرفت أنه مابقاش غيرك حتى يخلصوا عليه !!
‘جمال’ :- الأسبوع دا شفت منه حاجات كثيرة أكثر مما شفته في حياتي كلها !!
‘زهراء’ :- إن شاء الله يكون الاسبوع دا آخر الأحزان !!
‘جمال’ :– تعرفي يا ‘زهراء’، ‘إيزابيل’ قالت لي أني هموت اليوم وهي وبنتي هيكونوا عايشين متهنين، فتقولي لو عرفوا أن اليوم هو ساعة موتهم كانوا هيعملوا إيه؟!!
‘زهراء’ :- ولا حاجة، كانوا هيفضلوا على حالهم. فلو الناس آمنت بالموت والآخرة والحساب بعين اليقين، كان كل واحد انشعل بحساب نفسه، وعمره ما يفكر يإذي غيره. دا لو لقي الإنسان نفسه بيغرق وهو بيحمل في إيده شنطة ثقيلة مليانة ذهب فهو هيختار إنه يغرق وهو ماسك الشنطة ولا أنه يسيبها ويعيش !!
‘جمال’ :- فعلاً لو حاسب كل إنسان نفسه لكانت الدنيا دي حاجة ثانية، من غير غيرة ولا حسد أو أذى لغيره !!
‘زهراء’ :- نعمل إيه لما الناس بتسمح للشيطان يأثر على نفوسهم الضعيفة؟ لكن من رحمة ربنا أنه ساب لنا باب التوبة مفتوحة !!
‘جمال’ :- ‘زهراء’ ؟!!
‘زهراء’ :- إيه ؟!!
‘جمال’ :- الأسبوع الجاي هبدأ العلاج الكيميائي !!
‘زهراء’ :- ماتخافش كلنا هنكون جنبك !!
‘جمال’ :- لكن أنا عايز واحد هو اللي يكون جنبي !!

فهمت ‘زهراء’ تلميح ‘جمال’ وأخفضت وجهها إلى الأرض خجلاً..
‘جمال’ :- هتجوزه بكرة بعد ما أكلم ‘عبد الحميد’ !!
‘زهراء’ - بخجل - :- هيجي بعد ساعة !!

ابتسم ‘جمال’ بحب لـ ‘زهراء’..
‘جمال’ :- هكون أسعد إنسان لما يجي ونعيش في بيت واحد !!

نهضت ‘زهراء’ وأشارت إلى باب الغرفة..
‘زهراء’ - بارتباك - :- هـهـ هروح أجهز أوضة نوم ‘عبد الحميد’ أكيد هيكون تعبان لما يجي بعد إذنك !!
‘جمال’ :– ماشي أنا أقدر أستحمل. باقي ساعات قليلة ويكون ملكي !!

سمعت ‘زهراء’ كلام ‘جمال’ وركضت خارجه من جناحه..
وهي تشعر أنها فتاة في الثامنة عشرة من عمرها..

༺༻

بعد ساعة وصلت سيارة ‘عبد الحميد’ من المستشفى ومعه ‘حنان’ و‘فادي’..
‘عبد الحميد’ :- تعال ساعدني يا ‘فادي’، عايز اطلع أشوف عمي !!
‘فادي’ :- مسكين يلا بينا. ‘حنان’ لو سمحتي اطلعي لأوضة ‘زهراء’ و‘توليب’ وطمنيهم بوصولنا !!

شعر ‘عبد الحميد’ بالارتياح عندما سمع اسم ‘توليب’ وفكر في إحضارها إلى غرفته دون ان يعترف بحاجته إليها..
‘عبد الحميد’ :- آه وقولي لـ ‘توليب’ تجي تدي لي الأدوية !!
‘فادي’ :- لكن أنت أخذت كل الأدوية اللي وصفها لك الدكتور ؟!!
‘عبد الحميد’ - بإرتباك - :- باقي حقنة طلب مني الدكتور أخذها أول ما أرجع !!
‘فادي’ :- طيب خلينا دلوقتي نطلع نزور عمك !!

༺༻

فرح ‘جمال’ عندما رأى ‘عبد الحميد’ بخير ويده معلقة على صدره..
‘جمال’ :- ربنا حفظك من مكرهم !!
‘عبد الحميد’ :- ازيك يا عمي؟ عامل إيه ؟!!
‘جمال’ :- الحمدلله، لكن نفسي أعرف مين ساعدهم في محاولة قتلك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أطمن أنا جبت للضابط كل الصلاحية اللي يشوفها، حتى بكاميرات المراقبة، وأكيد هيوصل لمين ساعدهم في جريمتهم وهيقبض عليهم !!
‘جمال’ :- ماكنتش أعرف أنهم هيتهوروا بتخطيط فاشل بكل المقاييس !!
‘عبد الحميد’ :- الطمع والغباء !!
‘جمال’ :- بس شفت بنتي ؟!!

بدأ ‘جمال’ بالبكاء على ابنته، ففكر ‘عبد الحميد’ في المزاح معه حتى ينسى حزنه..
‘عبد الحميد’ - بإبتسامة - :- هو صحيح اللي سمعته؟ أنك هتتجوز ؟!!

رفع ‘جمال’ رأسه بسرعة..
‘جمال’ :- هي ‘زهراء’ قالت لك ؟!!

انصدم ‘عبد الحميد’ من إتفاق ‘جمال’ و‘زهراء’ من خلفه..
‘عبد الحميد’ - بغيظ - :- هو أنت ماتعرفش ؟!!
‘جمال’ :- إيه ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أنا دائماً آخر من يعلم ؟!!

استرخى ‘جمال’ بظهره على السرير، خجلاً من فضح ‘زهراء’ قبل مفاتحه ‘عبد الحميد’ في موضوعهما..
‘جمال’ :- ماتزعلش، هنبقى نفتكرك يوم كتب الكتاب ؟!!

༺༻

استلقى ‘عبد الحميد’ على سريره ببطء، متأثراً بإصابة كتفه، فرأى خالته ‘زهراء’ وإبتسم عندما رأى الفرحة علي وجهها، لكن فكر في مضايقتها قليلاً لكلامها القاسي قبل أن يصاب..
‘عبد الحميد’ :- خالتي؟!!
‘زهراء’ :- إيه؟ حاسس بحاجة ؟!!
‘عبد الحميد’ :- عمي طلب عروسة يتجوزها !!

خجلت ‘زهراء’ من ‘عبد الحميد’ لمفاتحته لها بشكل واضح بشأن زواجها..
‘زهراء’ - بإرتباك - :- وأنا اعمل له إيه ما يتجوز؟!!
‘عبد الحميد’ :- أكيد لكن محتاجين مساعدتك !!

زاد خجل ‘زهراء’ وأدارت وجهها إلى الجانب الآخر..
‘زهراء’ :- عايزيني أساعدكم بإيه ؟!!

ابتسم ‘عبد الحميد’ بخبث..
‘عبد الحميد’ :- تروحي تخطبي له جدة العروسة !!

تحولت ملامح ‘زهراء’ إلى الحزن مرة واحدة وأحست بطعنة قاسية في قلبها..
‘زهراء’ :- هو قالك كده؟ أنه عايز جدة العروسة ؟!!

تفاجأ ‘عبد الحميد’ بذبول بشرة خالته في ثوانٍ..
‘عبد الحميد’ :- أنا بهزر معاكي، هو طلب إيدك أنتي ؟!!

تنفست ‘زهراء’ بارتياح وواصل 'عبد الحميد' كلامه..
‘عبد الحميد’ :- لكن قولت له ماعندناش عواجيز للجواز ؟!!

نظرت ‘زهراء’ إلى قبضتها وهي تفكر من أي جهة ستكون ضربة قاضية. رآها ‘عبد الحميد’ وخاف من نظرها إلى يدها..
‘عبد الحميد’ :- استني قولت له عندنا بس ستات حلوة، موافق ؟!!

ضحكت ‘زهراء’ بسعادة واحتضنت ‘عبد الحميد’..
‘عبد الحميد’ :- حاسبي كتفي، عارف أن قلبك مليان مني ومش بعيد تكسريها لي !!
‘زهراء’ :- لا أطمن، أنا محتاجه لكتفك حتى تقدر تحط إيدك في إيد ‘جمال’ يوم كتب كتابي !!
‘عبد الحميد’ :- أه علشان مصلحتك فهتحافظي عليا !!
‘زهراء’ :- مابحبش أكذب !!

فتح ‘فادي’ الباب ودخل، وفرح ‘عبد الحميد’ أن ‘توليب’ خلفه لتعطيه الحقنة، لم يستطع إبعاد بصره من الباب منتظراً رؤية الملاك المنير يدخل منه..

‘عبد الحميد’ - لنفسه - … ” أنا هسيب الأمور تمشي طبيعي، هي بتحبني وأكيد دلوقتي هي خايفه عليا وهتنسى إسأتي ليها !! ” …

ابتسم ‘عبد الحميد’ لنفسه غروراً، وحباً لها. رأت ‘زهراء’ نظرات ‘عبد الحميد’ المتلهفة فابتسمت بسخرية..
‘زهراء’ :- بسرعة يا ‘فادي’ !!
‘فادي’ - بابتسامة - :- جاي وراي !!

زادت نبضات قلب ‘عبد الحميد’ وهو يسمع كلامهما وحاول السيطرة على نفسه، وبعد ثواني دخل شاب الغرفة..
‘فادي’ :- تفضل يا دكتور !!
‘عبد الحميد’ :- إيه ده ؟!!
‘فادي’ :- ده الممرض اللي هيدي لك الحقن !!
‘زهراء’ :- أنا اتصلت بـ ‘فادي’ يشوف لك ممرض كويس من المستشفى يجي كل يوم يدي لك الحقن !!
‘عبد الحميد’ :- عملتيها يا خالتي؟!!
‘زهراء’ :- عملت إيه؟ هو ده جزاتي أني طلبت لك ممرض ؟!!
‘فادي’ :- ‘عبد الحميد’ خليه أول حاجة يدي لك الحقنة وبعدين كملوا كلامكم !!

بإستسلام، أخذ ‘عبد الحميد’ الحقنة وانتظر خروج الممرض من غرفته..
‘عبد الحميد’ :- فرقتي بينا؟ فين هي ؟!!
'زهراء’ :- وأنا مالي، يعني بعد اللي عملته معاها مستني تلاقيها واقفة قدامك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أيوة لأنها لو عرفت أني مصاب في كتفي هتجري تطمن عليا !!
‘زهراء’ :- حتى بعد ما طردتها وقولت عليها رخيصة ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أيوة لأنها بتحبني من 12 سنة فمش معقول تكرهني من يوم واحد ؟!!
‘زهراء’ :- يعني أنت عارف أنها بتحبك من 12 سنة وقلبك طاوعك يكسر قلبها بسهولة ؟!!

خجل ‘عبد الحميد’ من نفسه وأدار وجهه عنها..
‘زهراء’ :- وبتقول عليها رخيصة ؟!!

صرخت ‘زهراء’ في وجهه..
‘زهراء’ :- قولي دلوقتي مين الرخيص فيكم؟ هي ولا أنت؟ هي حافظت على نفسها ومافكرتش في يوم ترمي نفسها قدامك قبل ما تتجوزها، وماحبتش تزعج ‘حنان’ اللي هي صحبتها الوحيدة وتقولها بحبها ليك علشان تحافظ على صداقتهم، وماتفكرش ‘حنان’ في يوم أنها تأثر عليك بقصة حبها. تحملت جوه قلبها حب كبير رفضت حد يعرف عنه حتى ماينهدمش جوازك من ‘نرجس’، لكن دلوقتي أنا مبسوطه لأنها فاقت وهتقدر تعيش حرة من غير قيود حب قديم وزواج فاشل !!
‘عبد الحميد’ :- يعني أنتي تتجوزي وتنبسطي وأنا أطلق ؟!!
‘زهراء’ :- اتجوز اللي عايزها هو أنا منعتك ؟!!
‘عبد الحميد’ :- فين ‘توليب’ ؟!!
‘زهراء’ :- هي ماتعرفش بإصابتك ولا بحرق ‘نرجس’ !!
‘عبد الحميد’ :- طيب فين هي دلوقتي؟ جاوبي ؟!!
‘زهراء’ :- ‘أكرم’ جاب لنا مفتاح البيت اللي سكناه فيه أنا و‘توليب’ وأخذتها مع ولادك وبنات ‘حنان’ حتى مايعرفوش باللي حصل ليلة إمبارح !!
‘عبد الحميد’ :- كويس، شكراً ليك يا خالتي، تقدري تروحي تنامي !!
‘زهراء’ :- تصبح على خير !!
‘عبد الحميد’ :- وأنتي من أهله !!
‘زهراء’ :- خذ بالك عليه يا ‘فادي’ وأنا هنام مع ‘حنان’ و‘توليب’ في البيت !!
‘فادي’ :- طب خليني أوصلك !!
‘زهراء’ :- طيب يلا أمشي معايا !!

خرج ‘فادي’ و‘زهراء’ من غرفة نوم ‘عبد الحميد’..
ونام ‘عبد الحميد’ نوما عميقاً بعد أخذه الحقنة المهدئة لينسى أحداث الليلة الماضية..
ويستعد لأحداث اليوم..

༺༻
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.