بعد أن استقبل 'عبد الحميد' عائلته عاد إلى فندق "زهرة النرجس" وانتظر وصول عمه 'جمال' وعائلته. وبعد نصف ساعة وصلت سيارتهم برفقة مساعده أكرم' والممرضة 'أحلام'، وخرج 'عبد الحميد' لاستقبالهم..
‘عبد الحميد’ :- الحمدُلله على وصولكم بالسلامة !!
نزل ‘أكرم’ من السيارة وفتح الباب لـ‘جمال’ ليحمله ويضعه على الكرسي المتحرك. اقترب ‘عبد الحميد’ وساعده في حمله. أعجب ‘جمال’ بتواضع ‘عبد الحميد’ لأنه لم يطلب من شخص آخر مساعدة ‘أكرم’..
‘جمال’ - بابتسامة - :- كل يوم يا ابني احترامي لك بيزيد أكثر، وبفرح لما جبت لك كل ثقتي !!
‘عبد الحميد’ :- أنت الخير والبركة يا عمي، وعمري ما هنسى جمايلك عليا !!
'جمال' :- عارف أنا لو كنت خلفت ولد ماكنش هيعمل معايا ربع اللي عملته علشاني !!
تدخلت ‘إيزابيل’ في الحديث..
‘إيزابيل’ - بغيرة - :- حبيبي، وبنتك ‘نرجس’ حبيبتك راحت فين ؟!!
تجاهل ‘جمال’ كلامها وأكمل حديثه مع ‘عبد الحميد’..
‘جمال’ :- ربنا ستر أني ماخلفتش الولد، كان قصر في عمري !!
‘عبد الحميد’ :- لا يا عمي، ربنا يطول في عمرك ويديك الصحة وإن شاء الله ترجع تشتغل !!
‘جمال’ :- آمين !!
رفع ‘جمال’ رأسه نحو ابنته..
‘جمال’ :- شايفة يا ‘نرجس’ إزاي جوزك بيخاف عليا؟ تعلمي منه. كده الإنسان الأصيل عمره ما يتغير، حتى لو جريت كل كنوز الدنيا في إيده. يا ريتني لو عرفت إزاي أربيكي !!
‘نرجس’ - بحنق - :- وانا عملت إيه؟ على الأقل أفتكر أني من أخترت ‘عبد الحميد’ وعرفته عليك !!
ابتسم ‘جمال’ وسكت لحظة قبل أن يجيب..
‘جمال’ :- أنتي جبتيه من غير ما تقصدي، يمكن كانت غلطة ؟!!
‘نرجس’ :- إزاي كانت غلطة وأنا أخترته من بين ألف شاب في الجامعة ؟!!
شعر ‘عبد الحميد’ بالحرج من ‘جمال’ عندما أعاد إليه ذكرياته أنه من أوقع ‘نرجس’ في حباله، فقاطع حديثهما..
‘عبد الحميد’ :- بلاش كلام هنا، أنتم عايزين تفرجوا علينا الناس ؟!!
شعر ‘جمال’ بإحراج ‘عبد الحميد’ فمدحه لينسيه الماضي..
‘جمال’ :- ودي كانت الحاجة الوحيدة اللي فرحتيني بيها يا ‘نرجس’ !!
‘نرجس’ - بحدة - :- بابا !!!
فهم ‘عبد الحميد’ محاولة ‘جمال’، فتحرك بالكرسي بسرعة..
‘عبد الحميد’ :- خليني آخذك للجناح اللي هتقعد فيه. أنت محتاج ترتاح من تعب السفر خصوصا أنك عامل عملية إستئصال في القولون !!
‘جمال’ :- فعلاً أنا تعبان قوي ومحدش حاسس بتعبي غير أنت و‘أكرم’ !!
‘أكرم’ :- من واجبي يا ‘جمال’ بيه أني أهتم براحتك !!
‘عبد الحميد’ :- طيب يا ‘أكرم’ ساعدني أدخل عمي الفندق !!
‘إيزابيل’ - بصوت عال - :- ومين اللي هيشيل الشنط ؟!!
التفت ‘عبد الحميد’ نحو ‘إيزابيل’ ونظر إليها نظرة قاسية لأنانيتها..
‘عبد الحميد’ :- أدخلي بس وهتلاقي كل شنطكم سبقاكم على أوضكم !!
دخل الجميع إلى قاعة الإستقبال، وأخذ ‘عبد الحميد’ مفاتيح الأجنحة من موظف الاستقبال وأصطحبهم إلى المصعد. انفتح الباب وسبقتهم ‘نرجس’ للخروج..
‘نرجس’ :- هات مفتاح السويت بتاعي. أنا تعبانة وعايزه أدخل أنام. آه ماتنساش تبعث لي واحدة تشوف طلباتي !!
‘عبد الحميد’ :- أول حاجة ندخل عمي وبعد ما نطمن عليه كل واحد فينا هيروح للجناح اللي هيقعد فيه !!
فرحت ‘إيزابيل’ لأن ‘عبد الحميد’ حجز لكل واحد جناحاً منفصلاً، وبالتالي لن تضطر إلى سماع ‘جمال’ يئن طوال الليل وتستمع إلى طلباته الكثيرة..
‘إيزابيل’ :- برافو ‘عبد الحميد’. أنت فكرت في راحتنا ومانسيتش حد منا. معاك حق ‘جمال’ تعبان ومحتاج ينام لوحده حتى مايزعجوش حد !!
التفت ‘عبد الحميد’ إلى ‘إيزابيل’ وهو يبتسم..
‘عبد الحميد’ - بسخرية - :- ومين قالك إني هفرقك عن جوزك؟ مش معقول أعمل كدا. أنتي يا حماتي هتنامي مع عمي في نفس الأوضة، والممرضة ‘أحلام’ هتنام في الأوضة اللي جنبكم، و‘أكرم’ هينام في الأوضه اللي في نهاية الممر حتى يكون قريب منكم لو عمي أحتاجه في أي وقت !!
‘إيزابيل’ - بغضب - :- يبقى راجع قواعد اللغة الفرنسية. واضح أنك نسيت درس الضمائر !!
ضحك ‘عبد الحميد’ بصوت عال..
‘عبد الحميد’ :- هاهاهاها، ممكن توضحي لي في أي ضمير أنا غلطت ؟!!
‘إيزابيل’ :- قولت كل واحد فينا يعني أنا في جناح و‘جمال’ في جناح ثاني، كده كان كلامك !!
‘عبد الحميد’ :- لااا، مااقصدش كده. كان قصدي على واحد غيرك !!
قرب ‘عبد الحميد’ رأسه من أذن ‘جمال’ وتحدث بالعربية..
‘عبد الحميد’ :- يا عمي عايز أعرف ليه خانك ذكائك لما أخترت عروستك؟ هي محتاجة تفهم من اللغة العربية معنى الضمير والواجب !!
‘جمال’ :- ماتفكرنيش بالماضي يا ابني. للأسف ماعملتش حسابي لدا اليوم. كنت شاب صغير وأعجبت بجمالها وتجوزتها علشان أقدمها للناس في المجتمع الراقي. ويقولوا أني راجل أعمال ناجح ومتجوز من ست جميلة فاهمة أصول الاتكيت والضيافة خصوصاً في الحفلات الرسمية. وقولت لنفسي وقتها مش مهم إيه هي طباعها !!
‘عبد الحميد’ - مازحاً - :- الحقيقة كانت غلطة العمر، لكن ولا يهمك يا عمي، إيه رأيك تصحح غلطتك دلوقتي وتيجي تهرب معايا وأخطب لك واحدة شبه عروستي !!
‘جمال’ :- هاهاهاها لا شكراً يا أبني، لؤم مراتي على رأسي وماأشوفش عروسة شبه عروستك !!
‘عبد الحميد’ :- هاهاهاها اطمن إحنا هنسافر شهر العسل لمكان جميل لوحدنا وهناك هنشوف البنات الحلوة، وعرايسنا هنسيبهم لحالهم يبحلقوا في بعض !!
ضحك ‘جمال’ بصوت عالٍ على مزاح ‘عبد الحميد’..
‘جمال’ :- هاهاهاها أه يا بطني هاهاهاهاها !!
‘نرجس’ - بحذر - :- إيه يا بابا هي مالها عروسته؟ هو أنت شفتها ؟!!
‘جمال’ :- أنتي مشتاقة تشوفي ضرتك ؟!!
‘نرجس’ :- لا مش عايزه أشوفها لأنها أكيد مش هتكون زيي !!
‘جمال’ :- صح هي ست عادية، لكن عيبها أنها ماتقدرش تمشي ولا تقدر تشوف !!
‘نرجس’ :- نعم ؟!!
التفتت ‘نرجس’ إلى ‘عبد الحميد’ وابتسمت بسخرية..
‘نرجس’ :- هي دي العروسة اللي أنت فرحان بيها ؟!!
شعر 'عبد الحميد' بالحرج لأن 'جمال' كشف عيوب زوجته قبل أن يجهز نفسه لخطة مضايقتها..
‘عبد الحميد’ :- وفيها إيه؟ أهم حاجة قلبها الطيب وأنها بتحبني وأنا بحبها !!
‘نرجس’ :- واضح إنك مجنون لأنك تجوزتها وكمان لأنك بتفكر تجمعها بيا !!
‘عبد الحميد’ :- أه أنا مجنون بيها لأنها كانت حبي الحقيقي وهتفضل إن شاء الله !!
‘نرجس’ :- يعني أنت كنت تعرفها قبل ما تعرفني ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أيوة كنت أعرفها، لكن الظروف هي اللي حكمت أننا نبعد عن بعض، لكن دلوقتي رجعنا لبعض وتجوزنا !!
‘نرجس’ :- قصدك بعد ما عرفت شكل الفلوس رجعت لها وتجوزتها !!
‘عبد الحميد’ :- بالفلوس أو من غيره كنا متفقين على الجواز !!
‘نرجس’ :- وبعدين إيه اللي حصل؟ آااه فهمت لأن هي مابتشوفش فتجوزت المأذون هههههه !!
فكر ‘عبد الحميد’ في عذر مناسب لعدم زواجه من ‘توليب’، فتذكر كلام أخته بأنها كانت تعيش مع والدها..
‘عبد الحميد’ :- نكته بايخة. حبيبتي ست أصيلة رفضت نتجوز لإنها خافت على والدها لو تسافر لفرنسا وتسيبه عايش وحده. ومن أسابيع قليلة مات والدها، فقولت ليه مانرجعش لبعض ونتجوز ونعوض السنين اللي راحت مننا !!
شعر ‘جمال’ بمشاعر الغيرة تجاه والد ‘توليب’ لأن لديه أبنة تحبه وتحن عليه..
‘جمال’ :- تعرف يا ‘عبد الحميد’ أنا حبيتها دلوقتي وعايز اشوفها علشان أبوس ايدها !!
‘نرجس’ - بإشمئزاز - :- بابا، أنت عايز تبوس إيد واحدة مشوهة ؟!!
‘جمال’ - بحدة - :- أيوه عايز ابوس إيدها لأنها وافقت تضحي بعمرها وسعادتها لخدمة والدها !!
‘نرجس’ - بحقد - :- ما هو يا بابا مش بمزاجها، هي بس مالقتش واحد أهبل يتجوزها غير ‘عبد الحميد’ !!
‘جمال’ - بحزن وعصبية - :- دخلني يا ‘عبد الحميد’ لجناحي، بدأت أحس بالتعب أكثر !!
نظر ‘عبد الحميد’ إلى ‘نرجس’ بغضب..
‘عبد الحميد’ :- مافيش حد هنا أهبل غيرك. خليكي واقفة عندك حتى أرجع لك !!
مشى ‘عبد الحميد’ مع ‘جمال’ إلى الجناح واقتربت ‘إيزابيل’ من ‘نرجس’..
‘إيزابيل’ :- إيه اللي كنتم بتتكلموا عنه ؟!!
التفتت ‘نرجس’ إلى والدتها..
‘نرجس’ - بغضب - :- شفتي المصيبة يا ماما ؟!!
‘إيزابيل’ - بغيظ - :- وهو في مصيبة ثانية غير أني هنام جنب ‘جمال’ وأسهر الليل كله على صوته؟ يلا قولي إيه هي المصيبة ؟!!
‘نرجس’ :- ‘عبد الحميد’ تجوز عليا واحدة محتاجة حد يخدمها ؟!!
فهمت ‘إيزابيل’ أن العروس غنية ومعتادة على الحياة المترفة..
‘إيزابيل’ :- مممم، تجوز عليكي واحدة عايشة في مستوانا !!
غضبت ‘نرجس’ من كلام والدتها، فضربت الأرض بقدمها بعصبية..
‘نرجس’ :- اووووه يا ماما أفهمي كلامي؟ بقولك ‘عبد الحميد’ تجوز عليا واحدة مريضة شبه الميت، مابتقدرش تشوف ولا تقدر تمشي !!
‘إيزابيل’ :- مستحيل.
‘عبد الحميد’ تجرأ وتجوز عليكي واحدة من المشرحة ؟!!
ضربت ‘نرجس’ يدها على كف يدها الأخرى بغضب عندما تذكرت ما قاله ‘عبد الحميد’ عندما التقاها عند عودتها من السفر..
‘نرجس’ :- آااه، دلوقتي فهمت إيه كان يقصد ‘عبد الحميد’ لما قالي أني اللي هخدمها !!
‘إيزابيل’ - بفزع - :- تخدميها؟ هو عقله طار ؟!!
‘نرجس’ - بغل - :- أيوه يا ماما إيه أعمل معاه دلوقتي ؟!!
‘إيزابيل’ :- لااااا، ‘عبد الحميد’ زودها خالص. مفيش حل قدامنا غير أننا نستغل أنشغاله بفرح ابن خاله ونفكر إزاي نأخذ فلوسنا منه ونهرب لفرنسا !!
نظرت ‘نرجس’ لجناح والدها بحقد وتقدمت خطوة للأمام وهي تفكر في 'عبد الحميد'..
‘نرجس’ :- ولو ماقدرناش نأخذ منه يا ماما هنخلص عليه. أنا مليت منه من زمان !!
༺༻