شاهدت 'توليب' شاحنة نقل متوسطة الحجم تدخل من البوابة الجانبية للفندق محملة بصناديق تحتوي على الخضار والفواكة وكل ما يلزم مطعم الفندق. وقفت تتفرج في ذهول ورأها 'عبد الحميد' تتبع الشاحنة بعينيها..
'عبد الحميد' :- أنتي بتحبي عربيات النقل ؟!!
انتبهت 'توليب' لصوته فاستيقظت من ذكرياتها..
'توليب' :- أيوة لأنهم بيفكروني بطفولتي لما كان خالي ياخذني معاه في شاحنة زي دي، وأتخيل نفسي عملاق كبير، والناس والعربيات اللي ماشيين جنبي صغيرين كأنهم لعب أطفال !!
هز 'عبد الحميد' رأسه متفهماً..
'عبد الحميد' :- طب روحي لخالتي دلوقتي وخليها تفرح لأنك رجعتي ليها. لكن قبل ما تروحي ممكن أسألك سؤال وتجاوبيني بصراحة ؟!!
'توليب' - لنفسها - ... " عن إيه هيسأل؟ ممكن يسألني عن سبب انقاذي ليه؟ طبعاً في البداية هقول له إنه عمل إنساني وأنه واجب على كل إنسان يشوف جريمة قتل هتحصل قدامه. ولو طلب مني إجابة ثانية هعترف له أني حاسه ناحيته بمشاعر، لكن مش هعترف له صراحة أني بحبه !! " ...
'توليب' :- تفضل إسأل ؟!!
'عبد الحميد' :- وتوعديني أنك تقولي الحقيقة ؟!!
'توليب' :- أكيد. لأني مابحبش غير الحقيقة !!
نظر لها 'عبد الحميد' بصمت لبضع ثوانٍ قبل أن يسألها..
'عبد الحميد' :- أنتي ليه جيتي مع خالتي؟ هو في سر صح ؟!!
تفاجأت 'توليب' من سؤاله وخافت بشدة أن يكون قد عرف بحقيقتها أنها زوجته..
'توليب' - برعب - :- تقصد إيه ؟!!
'عبد الحميد' :- مال وشك أصفر كده؟ خالتي فيها إيه؟ أنتم مخبيين علي حاجة؟ اتكلمي أنا راجل هقدر أتقبل أي خبر حزين عنها !!
'توليب' :- خبر حزين ؟!!
'عبد الحميد' :- أنتي وعديتني تقولي الحقيقة، يلا قولي إيه اللي في خالتي؟ هي تعبانه من إيه ؟!!
'توليب' :- آه لا لا أطمن 'زهراء' صحتها كويسه جداً، هي بس طلبت واحدة بتفهم في أساسيات التمريض، يعني لو تعبت من سهر أو حست بعارض صحي لا قدر الله !!
'عبد الحميد' :- إيش معنى المرة دي اهتمت بصحتها وطول عمرها تزعل لو قولنا لها بس خلي بالك من صحتك ؟!!
'توليب' :- ماأعرفش، هي عرضت عليا الشغل وأنا وافقت. هو أنت معترض أنها جابتني لمناسبة مخصوصة لأفراد عيلتك بس ؟!!
'عبد الحميد' :- هي بتدفع لك كم ؟!!
'توليب' :- أنت بتحقق معايا ؟!!
'عبد الحميد' :- لا تحقيق ولا حاجة، أنا عايز بس أعرف سبب وجودك هنا، وطبعاَ أنتي مرحب بك زي بقية المعازيم !!
'توليب' :- قولتلك السبب !!
'عبد الحميد' :- هي خالتي بتخاف من إيه؟ قصدي من إيه بتشتكي ؟!!
'توليب' :- هي جابتني كده، زينة. منظرة قدام المعازيم !!
'عبد الحميد' :- مش وعدتيني أنك هتقولي الحقيقة ؟!!
'توليب' :- ما أنا قولتلك الحقيقة !!
'عبد الحميد' :- أنا مش أهبل ؟!!
'توليب' :- أسمع، أنا طالعة أشوف 'زهراء'، ولو أنت حاسس أني ماليش لازمة ليها، ممكن تقولي بصراحة، وأنا هسافر دلوقتي وترتاح مني !!
'عبد الحميد' :- لا عادي خليكي هنا، ما أنا متعود على الأسوأ !!
'توليب' :- إيه؟ يعني أنت شايفني سيئة ؟!!
ارتبك 'عبد الحميد' لأنه أخطأ في كلامه وكان يقصد 'نرجس' و'إيزابيل'، لكنه لم يستطع تبرير خطأه..
'عبد الحميد' :- لا لا ماأقصدش كدا !!
'توليب' :- أنت متضايق من وجودي ؟!!
'عبد الحميد' :- روحي لخالتي دلوقتي وهنكمل كلامنا بعدين !!
'توليب' :- نهارك سعيد !!
دخلت 'توليب' الفندق حزينة، وبعد دقائق قليلة وصلت إلى غرفتها وطرقت الباب. فتحت لها 'زهراء' الباب وسلمت عليها. جلست 'توليب' على سريرها ونظرت إلى الأرض بحزن. اقتربت منها 'زهراء'..
'زهراء' :- ليه اتأخرتي؟ من ساعة كلمني 'فادي' أنك خلاص مش هتسافري وهترجعي تقعدي معايا !!
'توليب' :- معلش سامحيني !!
'زهراء' :- قولي لي إيه اللي قاله 'فادي' لـ 'عبد الحميد' حتى وافق أنك ماتسافريش ؟!!
تجاهلت 'توليب' إجابة سؤالها..
'توليب' :- شكل 'عبد الحميد' بدأ يشك في سبب وجودي معاكي وقريباً هيعرف الحقيقة ولما يعرف أكيد هيزعل لأننا استغفلناه ولعبنا عليه. 'زهراء'؟ أنا حاسه بالندم على سفري معاكم !!
'زهراء' :- ليه كل دا القلق؟ إيه اللي قالك ؟!!
'توليب' :- في البداية حسيت أننا خلاص هنبدأ نقرب من بعض وأني هقدر أعترف له بالحقيقة، لكن أكتشفت أنه بس حاسس بغرابة وجودي معاكي وعايز يعرف السبب !!
رفعت 'توليب' رأسها نحو 'زهراء'..
'توليب' :- هو سألني بصراحة أنا ليه جيت معاكي؟ بيفكر إما أنك تعبانة وإحنا بنخبي عليه، أو أني جيت معاكي لسبب ثاني !!
'زهراء' :- طبيعي إنه يفكر في سبب وجودك معايا. ودا دليل على أنك شغلتي دماغه وبدأ يفكر فيكي، وقريب يمكن يعترف لك أنك وقعتيه في حبك ومش هيقدر يبعد عنك !!
فرحت 'توليب' لتفسير 'زهراء'..
لكنها في نفس الوقت كانت خائفه لو سألها 'عبد الحميد' مرة اخرى..
ماذا سيكون ردها..
༺༻