Tahani Muhsin

شارك على مواقع التواصل

في المساء وقفت 'توليب' أمام المرآة ونظرت إلى نفسها وهي ترتدي بدلة نسائية باللون البيج، وقميص حرير أبيض، وحجاب شيفون أبيض. شعرت 'توليب' بالتوتر، فزفرت بعمق..
'توليب’ :- يا رب خليه يشوفني أحلى واحدة في الحفلة !!

دخلت ‘زهراء’ غرفة نوم ‘توليب’..
‘زهراء’ :- ‘توليب’ يلا أجهزي. عايزة اروح أسلم على أخويا وعلى ابنه العريس !!

نظرت لها ‘توليب’ من المرآة..
‘توليب’ - بخوف - :- خلاص أنا جاهزة بس..!!
‘زهراء’ - بإستغراب - :- مالك؟!!

التفتت ‘توليب’ إلى ‘زهراء’..
‘توليب’ - بإرتباك - :- هو عادي أحضر الحفلة وأنا جاية هنا بصفتي كممرضة بس ؟!!
‘زهراء’ :- وأنتي ممرضة لمين؟ مش ليا أنا؟ يعني شغلك تكوني جنبي على طول، فين ما روحت وفين ما جيت !!
‘توليب’ :- تمام، طيب شوفيني كده، لبسي مناسب للحفلة ؟!!

دارت ‘توليب’ حول نفسها، ونظرت إليها ‘زهراء’ من الأعلى إلى الأسفل..
‘زهراء’ :- بدلة شيك حلوة ومناسبة !!
‘توليب’ :- ‘زهراء’ هو أنا حلوة ؟!!

اقتربت منها ‘زهراء’ وابتسمت وهي ترى نور السعادة على وجهها..
‘زهراء’ :- بسم الله ما شاء الله أنتي حلوة قوي ووشك بينور !!

ركضت ‘توليب’ إلى مرآة تصفيف الشعر وأخذت منها علبة المكياج..
‘توليب’ - بحماس - :- شوفي للمكياج دا، أنا أشتريته من أشهر المحلات لأني مش عايزة أغلط ولا حتى بمكياج وشي !!

أخذت منها ‘زهراء’ العلبة قرأت اسم الماركة المكتوب عليها، وفتحت العلبة لترى الألوان..
‘زهراء’ :- آه دي ماركة عالمية !!
‘توليب’ :- أيوة أنا أشتريته بسعر غالي قوي !!
‘زهراء’ :- مبروك عليكي وإن شاء الله يحقق لك النتيجة المطلوبة ويخطفك ‘عبد الحميد’ الليلة !!
‘توليب’ :- ههههه مش الليلة. أنا موافقة استنى شهر !!
‘زهراء’ :- وليه تستني شهر؟ خليني أساعدك، وهتلاقي نفسك الليلة قاعدة جنب عروسة ‘عماد’ !!
‘توليب’ :- ههههه لا لا إحنا اتفقنا نسيب كل حاجة على ‘حنان’ !!
‘زهراء’ :- طيب أنتي حرة !!

نظرت ‘توليب’ إلى ‘زهراء’ بارتباك..
‘توليب’ :- ‘زهراء’ ممكن أسالك سؤال ؟!!
‘زهراء’ :- براحتك اسألي ؟!!
‘توليب’ :- أنتي ليه ماتجوزتيش ؟!!
‘زهراء’ - مازحة - :- أااه علشان أنتي تجوزتي فهتبدأي تدلعي عليا ؟!!
‘توليب’ :- ههههه مش كده. أنا بس شايفاكي حلوة ومافيكيش حاجة تتعيب، وزمان ماكانش في ست توصل لسن معين إلا وتجوزت ؟!!
‘زهراء’ :- زي ما بيقولوا النصيب !!
‘توليب’ :- فاهمة، لكن بسأل لو في سبب واضح ؟!!
‘زهراء’ :- يمكن لأن أبويا خلاني اتعلم وأكمل تعليمي لحد ما تخرجت من الجامعة قسم اللغة العربية، فده خلى العرسان يهربوا مني !!
‘توليب’ :- مش مهم. أنتي قوية وقدرتي تعيشي حياتك من غير ما تحتاجي لحد !!
‘زهراء’ :- الحمدُلله !!

أمسكت ‘توليب’ بيد ‘زهراء’ وابتسمت..
‘توليب’ :- تعرفي يا ‘زهراء’ بفكر نسميكي “زهرة العيلة” !!
‘زهراء’ :- هههه أيوة أضحكي على عقلي باسم حلو !!
‘توليب’ :- أنتي مش زهرة بس. أنتي بوكية ورد بحالة !!
‘زهراء’ :- خلاص وأنا هسميكي أنتي و‘عبد الحميد’ !!
‘توليب’ - بإنتباه - :- هاه هتسمينا إيه ؟!!
‘زهراء’ :- هسميكم “توليب وعبد الحميد” !!
‘توليب’ :- ههههه أحلى إسم !!

سمعتا رنين جرس الباب، فذهبت ‘توليب’ لتفتحه فرأت ‘حنان’ ترتدي فستانًا أزرق أنيقاً وعلى رأسها حجاباً فضياً..
‘توليب’ :- خلاص يا ‘حنان’ إحنا جاهزين !!
‘حنان’ - بابتسامة - :- بسم الله ما شاء الله وشك منور !!
‘توليب’ :- شكراً، ‘زهراء’ قالت لي نفس الكلام !!
‘حنان’ :- لأنها الحقيقة، يلا نخرج، ‘فادي’ مع الأولاد مستنينا بره !!
‘توليب’ :- يلا بينا !!

غادرت ‘توليب’ و‘زهراء’  البيت وركبتا السيارة مع ‘حنان’ وعائلتها..

              ♡•♡•♡

أوقف ‘فادي’ السيارة في موقف السيارات ودخلوا حديقة الفندق ورآو الأضواء مضاءة في كل مكان. سار ‘فادي’ و‘زهراء’ وأبنتاه في المقدمة. وخلفهم ‘حنان’ تدفع عربة ابنها وبجانبها ‘توليب’. فتحت ‘حنان’ عينيها بإعجاب وذهول للأضواء والديكورات..
‘حنان’ :- الله على جمال المكان. شايفة يا ‘توليب’ ؟!!
‘توليب’ :-..!!

تفاجأت ‘حنان’ بصمت 'توليب'، فالتفتت إليها وشاهدتها تحرك رأسها كبندول الساعة، تبحث عن ‘عبد الحميد’ بين حشد الضيوف..
‘حنان’ :- ‘توليب’ ماينفعش كده؟ أرجوكي امسكي نفسك. إحنا اتفقنا في الأول أنك تثقلي عليه !!

انتبهت ‘توليب’ لنفسها على صوت ‘حنان’..
‘توليب’ :- هاه أيوة أيوة معاكي حق، أنا نسيت نفسي !!
‘حنان’ :- لو شافك أخويا كدا وأنتي متلهفة عليه هيعرف بخطتنا وهيضيع كل اللي عملناه !!
‘توليب’ :- أسفة، خلاص أقرصيني كل ما أبتديت أنسى نفسي !!
‘حنان’ - معاتبة - :- يعني هخلي عيني عليكي طول الوقت، ومش هقدر أستمتع بالحفلة ولا أقدر أشوف بناتي وأخلي بالي من ‘كريم’ ؟!!
‘توليب’ :- خلاص أوعدك أني مش هعمل كدا ثاني !!
‘حنان’ :- اسمعي، إحنا هندخل الفندق ونقعد بسكات، وأنتي هتعملي نفسك طول الوقت كأنك مشغولة معايا أو مع خالتي، فاهمة ؟!!
‘توليب’ :- فاهمة !!

أختارت ‘حنان’ طاولة وجلس الجميع حولها وأنشغلوا بالحديث. وبعد عشر دقائق رات ‘توليب’ ‘عبد الحميد’ مشغولاً بإعطاء التعليمات لموظفيه. أعجبتها وسامته وأناقته وهو يرتدي بدلة رمادية وقميصاً أبيض بدون ربطة عنق..

اقتربت ‘توليب’ برأسها نحو ‘حنان’ وهمست..
‘توليب’ :- الله على جمال أخوكي. عسل !!
‘حنان’ - بدهشة - :- واو دا في تطور واضح. بدأتي تعاكسي أخويا قدامي ؟!!
‘توليب’ :- أه لو تعرفي يا ‘حنان’ قد إيه حبيت أخوكي؟ عمري مانسيته ولو للحظة واحدة !!
‘حنان' :- إزاي قدرتي تتحملي في قلبك وتخبي حبك لأخويا طوال السنين اللي فاتت وأنتي بتحبيه كل دا الحب ؟!!

عادت ‘توليب’ تسرح بنظراتها على ‘عبد الحميد’..
‘توليب’ :- الدعاء لله طول الوقت وتمسكي بالأمل بيه هم اللي صبروني طوال السنين !!
‘حنان’ :- ونعم بالله، طب خلاص بطلي تراقبي أخويا وخليكي معانا !!
‘توليب’ :- حاضر !!

تعجبت ‘حنان’ في نفسها من قوة صبر ‘توليب’ وتحملها رغم شدة حبها لأخيها، فدعت الله عز وجل من أعماق قلبها أن يستجيب لأمنيتها..
ولدعاء ‘توليب’..
أن يربط قلبيهما ببعض..

          ♡•♡•♡
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.