Tahani Muhsin

شارك على مواقع التواصل

أحس ‘عبد الحميد’ بمطارق صغيرة تضرب كل مكان في ظهره، لكنه تحامل وركض خلف ‘توليب’ ليوقفها قبل أن تخرج، فأمسك بذراعها ودفعها نحو الحائط..
‘عبد الحميد’ :- تقصدي إيه بكلمة أطلقك؟ قولي أنتي مين ؟!!

شعرت ‘توليب’ بالندم لتسرعها في كشف حقيقتها، فأخذت نفساً بطيئاً لتهدأ أعصابها وتتمكن من التفكير في كلمات تنقذها..
‘توليب’ :- أنا ‘أمل’ هكون مين يعني؟ أنا بس فكرت لو كنت مكان مراتك فأكيد كنت هطلب الطلاق لأنك بتاع نسوان. يا نسوانجي !!

رفع ‘عبد الحميد’ يده ليصفعها لإهانتها له طول الوقت، لكنه رآها أغمضت عينيها من الخوف ورفعت كتفيها ويديها لتحمي وجهها، فسيطر على أعصابه وأخفض يده..
‘عبد الحميد’ :- كويس أنه باقي لك ساعات قليلة وتغوري مكان ما جيتي. يلا امشي من قدامي !!

خرجت ‘توليب’ بسرعة، ودخلت غرفتها، وألقت بنفسها على سريرها، وبكت لأضاعتها فرصة التقرب من ‘عبد الحميد’. استيقظت ‘زهراء’ على صوت بكائها، فاقتربت منها واحتضنتها وعلمت منها ما حدث..
‘زهراء’ :- كل شيء مكتوب يا ‘توليب’، مش أنتي السبب !!

༺༻

جلست ‘حنان’ بجوار زوجها ‘فادي’ على السرير حزينة على رحيل ‘توليب’ في الصباح..
‘حنان’ :- مسكينة ‘توليب’ ماكانتش تقصد حاجة. هي متعوده عليك أنك زي أخوها، ودلوقتي كل اللي خططنا له حتى نقرب بينهم، راح على الفاضي !!
‘فادي’ :- نامي دلوقتي واطمني ‘توليب’ مش هتسافر !!
‘حنان’ - بلهفة - :- ليه ؟!!
‘فادي’ :- بكرة الصبح هروح ل‘عبد الحميد’ وأقوله على حاجة وبعدها هتشوفي إزاي هيتغير ويغير معاملته ليها !!
‘حنان’ :- قولي؟ إيه هتقوله ؟!!
‘فادي’ :- في موضوع خطييير، ولما أتكلم معاه هسأله لو ينفع أقولك أو لا !!
‘حنان’ :- كدا هتبدأ تخبي عليا ؟!!
‘فادي’ :- ماتزعليش، أوعدك أني استأذن ‘عبد الحميد’ يسمح لي أقولك، ودلوقتي سيبيني أنام علشان أصحى بدري وأمنع سفر صحبتك  !!
‘حنان’ :- أنت ليه منعتني أقول لـ ‘عبد الحميد’ أنها مراته؟ مش كانت فرصة كويسه !!
‘فادي’ :- فرصة؟ لو كنتي قولتي لـ ‘عبد الحميد’ بحقيقة ‘توليب’ وهو في الحالة اللي كان فيها، كان طلقها وزعل مننا أننا اتفقنا عليه، ودلوقتي هتسمحي لي أنام ولا اسيب صحبتك تطير من أخوكي ؟!!
‘حنان’ :- لا لااا خلاص نام ويا رب اللي بتقول عليه يتحقق !!
‘فادي’ :- آمين، يلا نامي !!
‘حنان’ :- تصبح على خير يا أحلى زوج في الدنيا !!

أقتربت ‘حنان’ من ‘فادي’  وطبعت قبلة على خده..
فأبتسم لها وسرعان ما نام..

༺༻

في الصباح استيقظت ‘زهراء’ ورأت ‘توليب’ جالسة على السرير وكان واضحاً أنها لم تنم طوال الليل..

‘توليب’ - لنفسها - … ” حتى بعد ما عرفت حقيقته، ماقدرتش أكرهه !! ” …

اقتربت منها ‘زهراء’..
”زهراء’ :- ‘توليب’؟ ماتفقديش الأمل في ربنا !!

هزت ‘توليب’ رأسها بصمت وابتسمت تؤكد لها أنها بخير. بعد عشر دقائق اتصل موظف الاستقبال وأبلغ ‘توليب’ بوصول السيارة لنقلها إلى المطار. حضنت ‘زهراء’ ‘توليب’ بشدة وبكت لفراقها..
‘زهراء’ :- لو سيبتوني أكلم ‘عبد الحميد’ الحقيقة كنا خلصنا من هم قصتكم ؟!!

مسحت ‘زهراء’ دموعها..
‘زهراء’ :- اسمعي أنا هروح له دلوقتي وأقوله الحقيقة أنك مراته !!
‘توليب’ - بحزن - :- وتدي له فرصة يطلقني؟ لا يا ‘زهراء’، أرجوكي أوعديني أنك ماتفتحيش بقك بكلمة واحدة عني لـ ‘عبد الحميد’، أنا راضيه أعيش حياتي على ذمته ولو على الورق بس !!
‘زهراء’ :- أوعدك يا ‘توليب’ لكن توعديني لما أرجع القاهرة نفكر مع بعض في خطة ثانية نجمعك فيها مع ‘عبد الحميد’ أو نقوله على الحقيقة وخلاص !!
‘توليب’ :- أوعدك، لكن ماأظنش أننا هنلاقي فرصة ثانية. خلاص أشوفك على خير وأرجوكي خليكي هنا، مش هقدر أستحمل وداعك !!
‘زهراء’ :- اللي تحبيه يا ‘توليب’ !!
‘توليب’ :- هاتي مفتاح البيت أخذ شنطتي وهحطه عند ‘حنان’ لما أروح لها أودعها. يلا سلام لا إله إلآ الله !!
‘زهراء’ :- محمد رسول الله، اطمني، حاسه أننا هنتقابل قريب إن شاء الله !!

༺༻

غادرت ‘توليب’ الفندق وركبت السيارة وطلبت من السائق أن يأخذها إلى البيت حتى تأخذ حقيبة ملابسها. وانهمرت الدموع من عينيها واستدارت نحو الفندق لتوديعه. رأت ‘عبد الحميد’ بكل أناقته واقفاً أمام الباب ينظر إليها. شعرت بانهيار مقاومتها للبكاء، فانفجرت بالبكاء..

‘عبد الحميد’ – لنفسه بغيرة – ... ” لبست أغلى بدلة عندي حتى تعرفي إيه اللي خسرتيه. هو إيه في ‘فادي’ حتى ماتقدريش تبصي لغيره ؟!! ” …

رأى ‘عبد الحميد’ ‘توليب’ تبكي بمرارة، وأحس بالغضب يسري في كل عروقه..
‘عبد الحميد’ :- آه دي بتبكي على فراقها من ‘فادي’، وقدامي؟ تستاهلي أني قدرت أفصلك عنه وحرقت قلبك. ولسه لما أرجع القاهرة هفضل وراكي حتى أطمن أنك سبتيه ويرتاح بالي أني حافظت على بيت أختي !!

أشار ‘عبد الحميد’ بعصبية للسائق بالتحرك، لكنه رأى ‘فادي’ يوقف السيارة ويتحدث إلى السائق. واتجه نحوه..
‘فادي’ :- صباح الخير، أرجوك قول للسواق مايمشيش غير لما تسمع كلامي عن ‘أمل’ !!
‘عبد الحميد’ :- للأسف مااقدرش. أنا حجزت لها مكان في الطيارة بالعافية، وهتفوتها الرحلة !!
‘فادي’ :- أرجوك اسمعني، ‘زهراء’ تحتاج لها !!
‘عبد الحميد’ :- صحة خالتي كويسه ومش محتاجه لممرضة. ولو محتاجه بصحيح هطلب ممرض لعمي وهخليه يشوفها !!
‘فادي’ :- ‘عبد الحميد’ خلينا نروح مكتبك واسمع الكلام اللي عايز أقوله لك !!
‘عبد الحميد’ :- للدرجة دي بتحب عشي..!!
‘فادي’ - مقاطع - :- ماتغلطش عليها !!
‘عبد الحميد’ :- ممم أنت بتحبها، لكن مش هسمح لك تتجوزها وتجيب ضرة لأختي تنكد عيشتها !!
‘فادي’ :- ضرة إيه؟ هي زي أختي بالضبط !!
‘عبد الحميد’ - بتهكم - :- وااو دا أنت صدقت نفسك أنها من شجرة عيلتك. بس ماتضيعش وقت، مش عايز يفوتها معاد الطيارة !!
‘فادي’ :- أعترف أنك حاسس بحاجة ناحيتها ؟!!

ابتسم ‘عبد الحميد’ بسخرية والتفت للجهة الأخرى هرباً من المواجهة..
‘عبد الحميد’ :- خيالك واسع !!
‘فادي’ :- قصدك الخيال واضح، وأنا شايف كل هجومك كان عليها بس ؟!!
‘عبد الحميد’ :- أنا ماقربتش ناحيتك لأنك صاحبي، وأختي ‘حنان’ ماتزعلش مني !!
‘فادي’ :- أنت عارف أن دي مش الحقيقة. الحقيقة هي مش هتسكت أي ست لو عرفت أن جوزها بيخونها. دي لو شمت بس ريحه خيانة لطربقت عليه الدنيا وعلى عشيقته !!
‘عبد الحميد’ :- أختي مش زي أي ست. أختي ست عاقلة !!
‘فادي’ :- ولو كانت ست عاقلة لستخدمت كل الأسلحة اللي تعرفها، حتى الأسلحة المحرمة، وتبرر لنفسها أنه حلال أنها بتحمي بيتها !!
‘عبد الحميد’ - بفارغ الصبر - :- ‘فادي’ ماتعطلنيش؟ قولتلك هي هتمشي يعني هتمشي !!
‘فادي’ :- طيب اسمعني هنا، جيب لي من وقتك دقيقة بس !!
‘عبد الحميد’ :- يوووه يلا قولي اللي عندك وخلصني !!
‘فادي’ :- حاضر !!

حكى له ‘فادي’ كيف حاولتا ‘نرجس’ و‘إيزابيل’ قتله بحقنة قاتلة، وكيف انقذت ‘توليب’ حياته بذكاءها السريع وخطة بسيطة..
‘عبد الحميد’ - بغضب مصطنع - :- تقصد أنها ضحكت الناس عليا بحقنة فيها ميه مقطرة بس ؟!!
‘فادي’ :- إيه يا ‘عبد الحميد’؟ أنت شايف حياتك أرخص من نكته عادية ؟!!
‘عبد الحميد’ - بابتسامة - :- مالك؟ أنا بس بهزر معاك. وفي الحقيقة أنا صدقت أنها جابت لي دواء مسكن لأن التعب راح بعد ما أخذت الحقنة !!
‘فادي’ :- طب يلا روح راضيها وأطلب منها ترجع شغلها مع ‘زهراء’ !!

تذكر ‘عبد الحميد’ الألم الشديد الذي أصاب ظهره عندما دفعته ‘توليب’ إلى الحائط..
‘عبد الحميد’ - بإرتباك - :- لا لا مااقدرش. الحقيقة خايف لو تنازلت وطلبت منها تقبل اعتذاري تسمعني كلام تمسح بيه كرامتي. بقول تروح أنت وتعتذر لها نيابة عني !!
‘فادي’ - بابتسامة - :- حاضر !!

نزل ‘فادي’ وذهب إلى السيارة..
‘فادي’ :- خلاص أنزلي. أنا شرحت كل حاجة لـ ‘عبد الحميد’ !!
‘توليب’ :- لااا، أنا هسافر. كرامتي فوق أي حاجة !!

انفجرت ‘توليب’ بالبكاء أكثر..
‘توليب’ :- دا هو طردني !!
‘فادي’ :- أعذريه ماكنش فاهم !!
‘توليب’ :- لا مش هرجع وأسمح له يطردني مرة ثانية !!
‘فادي’ - مازحاً - :- وهي دي أول مرة يطردك فيها ؟!!

صعبت على ‘توليب’ نفسها، وأشتدت بكاؤها. فهم ‘عبد الحميد’ أنها ترفض العودة إلى الفندق، فشعر بالندم على حكمه المتسرع عليها، رغم أنه رأى بنفسه أخلاقها وطيبتها عندما أنقذت عمه ‘جمال’. ورفضها أخذ أي شيء مقابل مساعدتها خلال الأيام الماضية. والأن أنقذته من القتل..

نزل ‘عبد الحميد’ من الدرج وركب السيارة بجانب السائق..
‘عبد الحميد’ :- خلينا نروح للبيت رقم ** نجيب شنطة خالتي ومرافقتها لأنهم هيسكنوا في الفندق !!

فرحت ‘توليب’ بصمت..
لكنها لم تستطع منع آثار بكائها..

            ♡•♡•♡
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.