دخلت ‘توليب’ القاعة وهي تحاول منع دموعها من التساقط، وبحثت بعينيها عن ‘حنان’ و‘زهراء’ بين الضيوف، فلما رأتهما توجهت نحوهما وجلست بهدوء. اقتربت منها ‘حنان’ وهمست في اذنها..
‘حنان’ :- مالك؟ شكلك زعلانه؟ أنا شفت ‘عبد الحميد’ لما خرج وراكي وكان واضح في عيونه الشوق لما شافك، فإيه اللي مزعلك ؟!!
ابتسمت ‘توليب’ بسخرية..
‘توليب’ :- أيوة شوق للإنفصال. شوق للإنفصال وإحنا لسه ماإبتدأناش نعيش مع بعض !!!
‘حنان’ :- إيه اللي بتقوليه ؟!!
‘توليب’ :- أخوكي جري ورايا علشان بس يطلب مني أسيب الفندق وأرجع لبيتي !!
‘حنان’ :- يعني إيه ترجعي؟ مش بمزاجه تقعدي أو ترجعي !!
‘توليب’ :- أرجوكي أسكتي، حاسه أني هبكي دلوقتي لو أستمرينا في الكلام !!
‘حنان’ :- ‘توليب’ ماتخافيش أخويا مش هيسيبك، أنا شفت وشه وقريت في ملامحه حبه ليكي. هو أخويا وأنا أعرفه !!
‘توليب’ :- يوووه مش عايزه أسمع أي أمل، أنتي ماكنتيش معانا وشفتيه وهو بينقرف من شكلي. خلاص غيري الموضوع خليني أقدر أمسك نفسي !!
‘حنان’ :- بكره تشوفي كلامي. دلوقتي انبسطي وإنسي كل حاجة. أهو شوفي أخويا داخل وواضح أنه زعلان !!
نظرت ‘توليب’ إلى باب القاعة فرأت ‘عبد الحميد’ يجبر نفسه على الابتسام في وجه الضيوف. ظلت صامتة وواصلت متابعته بعينيها. وفجأة التفت نحوها وألتقت أعينهما، فهربت من نظرته واتهجت نحو العروسين..
ذهب ‘عبد الحميد’ إلى طاولة حماته ‘إيزابيل’ وجلس بجوارها..
‘عبد الحميد’ :- فين ‘نرجس’؟ بتجهز لخطة جديدة ؟!!
‘إيزابيل’ :- أنت دائماً بتظلم بنتي، اهي هناك شوفها بتساعد العروسين يقطعوا التورتة. ‘نرجس’ طيبة وبتفهم الأصول زي ما أنت عاوز منها، وراحت تساعدهم من غير ما حد يطلب منها !!
‘عبد الحميد’ :- بنتك راحت علشان بس تأخذ اهتمام المعازيم من العروسين، يشوفوا أن فستانها غالي !!
‘إيزابيل’ :- مش دي أول مرة اللي تلبس فيها فستان غالي. بنتي متعوده على ده فمش محتاجة توريهم فستانها !!
‘عبد الحميد’ :- وأنتي متعوده على الفلوس الكثير ولسه ماشبعتيش؟ يا حماتي العزيزة الطبع بيغلب مش مسألة تعود !!
نظرت إليه ‘إيزابيل’ بحقد شديد..
‘عبد الحميد’ :- مالك؟ هو أنا غلطت عليكي لا سمح الله؟ دي مسألة تعود أني أقول الحقيقة، يلا لفي وشك وكملي شوفي لفستان بنتك !!
صمتت ‘إيزابيل’ ونظرت إلى أبنتها ‘نرجس’ والعروسين، وابتسمت متخيلة وفاته بعد ساعات قليلة..
بعد الأنتهاء من تقطيع كعكة الزفاف، أخذت ‘نرجس’ قطعة وأخذتها إلى ‘عبد الحميد’ وابتسمت له، فابتسم لها بشكل عفوي..
ظلت ‘توليب’ تراقبهما. وتمزق قلبها عندما رأت ‘نرجس’ تطعم ‘عبد الحميد’ وهو يطعمها ويضحكان معاً. ولم تكن تعلم أن هذا ما حدث بينهما..
‘نرجس’ :- كُل يا حبيبي، قطعتها بإيدي مخصوص علشانك بس !!
أكل ‘عبد الحميد’ لأن الضيوف كانوا ينظرون إليهما وهمس في أذنها..
‘عبد الحميد’ :- والسم حطيته هنا ولا هنا ؟!!
ضحكت ‘نرجس’ بخجل كأنه يمزح معها..
‘عبد الحميد’ :- وأنتي كُلي معايا علشان لو فيه سم تموتي جنبي !!
انفجرت ‘نرجس’ في الضحك كما لو كانا يدللان بعضهما البعض. حزنت ‘توليب’ من المنظر ووقفت..
‘توليب’ :- اعذريني أنا هطلع للسيد ‘جمال’ أجيب له الأدوية !!
‘حنان’ :- حاضر، تحبي أطلع معاكي ؟!!
‘توليب’ :- لا مافيش داعي. هي نصف ساعة وأرجع لك. انبسطي بفرح ابن خالك بعد إذنك !!
صعدت ‘توليب’ إلى جناح ‘جمال’ وطرقت الباب بهدوء، وانتظرت مكانها حتى فتح ‘أكرم’ الباب..
‘أكرم’ :- تفضلي !!
دخلت ‘توليب’ غرفة نوم ‘جمال’..
‘جمال’ :- أهلاً يا بنتي، أنا أسف لأني هحرمك تستمتعي بالفرح !!
‘توليب’ :- مش مهم. أصلاً أنا لما أخلص هروح على طول أوضتي أنام !!
أوصلت ‘توليب’ المحلول إلى ذراع ‘جمال’ وجلست على الكرسي تراقب المحلول يدخل إلى وريده..
༺༻
نظر ‘عبد الحميد’ إلى كرسي ‘توليب’ ورآه فارغاً..
‘عبد الحميد’ - لنفسه - … ” أعمل إيه معاكي؟ لا قادر أسيبك ولا قادر أقرب منك. جربي تغيري من طبيعتك وتقفلي بقك وأنا معاكي يمكن نقدر نتفاهم. أنا هطلع لها دلوقتي وهتكون دي آخر فرصة. أكيد هي في جناح عمي !! ” …
قام ‘عبد الحميد’ وصعد إلى جناح عمه وجد الباب مفتوحاً. دخل بهدوء وتوقف عندما سمع كلام عمه ‘جمال’..
༺༻
لاحظ ‘جمال’ حزن ‘توليب’ فأشار لـ ‘أكرم’ بالخروج..
‘جمال’ :- ‘أمل’ تقولي أنا هخف ولا هموت قريب ؟!!
‘توليب’ :- بعد الشر عليك سيد ‘جمال’ أكيد هتخف، والفترة دي هتبقى من الماضي وأن شاء الله تنساها !!
‘جمال’ :- إيش عرفك ؟!!
‘توليب’ :- تفائل يا سيد ‘جمال’ وأدعي ربنا هو الشافي !!
‘جمال’ :- ونعم بالله، وأنتي ليه مابتدعيش ربنا يبعد عنك الحزن ؟!!
‘توليب’ :- أنا دائماً بدعي ربنا !!
نظر لها ‘جمال’ بنظرات غريبة..
‘جمال’ :- أومال أنتي ليه زعلانه دلوقتي ؟!!
‘توليب’ :- كده حال الدنيا وربنا يسهل !!
‘جمال’ :- ما تحكي لي إيه اللي مزعلك يمكن أقدر اساعدك ؟!!
‘توليب’ :- هتساعدني بإيه؟
دا أنت يمكن تكرهني لو عرفت حقيقتي وإيه اللي مزعلني !!
‘جمال’ :- إيه؟ أنك ‘توليب’ ضرة بنتي ؟!!
سقط قلب ‘توليب’ وقامت من مكانها دون وعي..
‘توليب’ :- اااأنت بتهزر معايا؟ إيه ضرة وإيه ‘توليب’ ؟!!
‘جمال’ :- أقعدي ماتخافيش، أنا عارف كل حاجة من يومين، لكن كنت مستني الوقت المناسب !!
جلست ‘توليب’ بصمت..
‘جمال’ :- عايزه تعرفي إزاي عرفت الحقيقة ؟!!
أومأت ‘توليب’ برأسها..
‘جمال’ :- من بنتي ‘نرجس’ ومراتي ‘إيزابيل’ !!
قامت ‘توليب’ بدهشة..
‘توليب’ :- من مين؟ يعني إيه؟ يعني الكل عارف حقيقتي ؟!!
‘جمال’ :- ماأعرفش، أنا سمعتهم وأنا تحت تأثير الحقنة المخدرة وهم بينطقوا اسم ‘أمل’ و‘توليب’ وفهمت القصة وكمان أنا حسيت أنك ‘توليب’ لما قعدنا مع بعض في الحديقة مع ‘زهراء’ !!
‘توليب’ :- يا خبر يعني ‘عبد الحميد’ عارف بحقيقتي علشان كدا هو طلب ينفصل عني ؟!!
انصدم ‘عبد الحميد’ عندما سمع أعترافها بإذنه من خلف الباب..
‘عبد الحميد’ :- يعني وأنا في الجبل كنت بتسلى بمراتي؟!!
♡•♡•♡