إذا أردت أن تعيش حياتك الحقيقية, حياتك المطلوبة والمرغوبة, يجب أن تسلك مسلك الناجحين الفائزين الرابحين, وهم السعداء المرحين في هذه الحياة, ويجب عليك أن تعرف كيف اشتقوا السعادة!, وكيف حصلوا عليها!, وكيف نالوها!.
كانوا لله متقين, فاشتقوا من التقوى اسم الوقى والوقار, والهدوء والاستقرار, والسكون والاطمئنان, فعاشوا في سعادة واقية, فوقيت قلوبهم من الحزن والكدر والهمّ والغمّ والخوف والفقر والضجر والضيق والجزع {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}(){وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}().
كانوا لله مؤمنين, فاشتقوا من الإيمان اسم الأمن, والأمان, والتأمين, فنالوا بالإيمان سعادة وأمنا وأمان, وأمضوا حياتهم في أحسن حياة, وأفضل عيشة, وتلذذوا بالحياة حقّ التلذذ, وأحسوا بطعم الحياة, فطعموا فيها حلاوة وسكر الإيمان, وداووا أسقامهم بعسل الإيمان.
كانوا يتلون كتاب الله, ويتدراسون آياته, فاشتقوا من القرآن اسم القرِّ والاستقرار, فاستقرت أحوالهم, وهدأت أعصابهم, وبردت صدورهم, وسكنت قلوبهم, وقرّت عيونهم, وتداوت أمراضهم, فأحسوا ببرودة السعادة, وشعروا بنور الهداية, وتلذذوا بطعم التلاوة, وذاقوا حلاوة المناجاة, وجنوا عسل النظر في كتاب ربهم -جلّ جلاله-{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}().
كانوا لله صادقين, ومع الله واقعيين, فاشتقوا من الصدق معنى العزم والجدِّ والهمة العالية, فجدّوا واجتهدوا, وعزموا وثبتوا, وعملوا وأخلصوا, وتركوا الكسل والجبن, والعجز والضعف, ولم يتراجعوا, فارتاحوا ولم يتعبوا, وسعدوا ولم يحزنوا, وجنوا ثمار ما زرعوا(( وإن الصدق يهدي إلى البرِّ ))().