إني أتساءل كيف يعتريك الحزن على أمور لا تستحق الحزن وأنت تعلم أنك القائد في هذه الكرة الأرضية? نعم أنت القائد!، وكل شيء مسخر لخدمتك، وكل شيء تحت إمرتك، وكل شيء له وجوده لسعادتك وراحتك، لسان حاله: لبيك وسعديك..
انظر إلى الليل والنهار يتعاقبان من أجل أن تسعى لطلب الرزق في النهار ثم يأتي الليل لترتاح وتستريح من هذا التعب..
الزهور والورود ذات الجمال الباهر من أجل أن تشبع بعينك إليها وتشمّ ريحها الطيب..
البحر بطوله وعمقه وما فيه من أسماك وحلي لك وحدك..
الأنهار تتدفق عذبة الطعم لتشرب من سلسبيل ماءها..
الطيور تغني والعصافير تغرد لتسمع منها الغناء الحلال..
البهائم بجميع أنواعها خلقت لك, لتأكل من لحمها، وتشرب من لبنها خالصا سائغا باردا، ولتنتفع بجلدها{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ}().
إذاً: فلماذا الحزن وكل شيء مسخر لك وحدك؟! أعطاك الله إياه لتسعد, فما بالك أبدلت السعادة حزنا?{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}().
ﻛﻢ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﻭﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻚ ﻣﻌﺪﻡ ... ﻭاﻷﺭﺽ ﻣﻠﻜﻚ ﻭاﻟﺴﻤﺎ ﻭاﻷﻧﺠﻢ؟
ﻭﻟﻚ اﻟﺤﻘﻮﻝ ﻭﺯﻫﺮﻫﺎ ﻭﺃﺭﻳﺠﻬﺎ ... ﻭﻧﺴﻴﻤﻬﺎ ﻭاﻟﺒﻠﺒﻞ اﻟﻤﺘﺮﻧﻢ
ﻭاﻟﻤﺎء ﺣﻮﻟﻚ ﻓﻀﺔ ﺭﻗﺮاﻗﺔ ... ﻭاﻟﺸﻤﺲ ﻓﻮﻗﻚ ﻋﺴﺠﺪ ﻳﺘﻀﺮﻡ
ﻭاﻟﻨﻮﺭ ﻳﺒﻨﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﻮﺡ ﻭﻓﻲ اﻟﺬﺭا ... ﺩﻭﺭا ﻣﺰﺧﺮﻓﺔ ﻭﺣﻴﻨﺎ ﻳﻬﺪﻡ
لا تشكون إلى العباد فإنما ... تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
ﻫﺸﺖ ﻟﻚ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻤﺎ ﻟﻚ ﻭاﺟﻤﺎ؟ ... ﻭﺗﺒﺴﻤﺖ ﻓﻌﻼﻡ ﻻ ﺗﺘﺒﺴﻢ؟
ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻜﺘﺌﺒﺎ ﻟﻌﺰ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ... ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻳﺮﺟﻌﻪ ﺇﻟﻴﻚ ﺗﻨﺪﻡ
ﺃﻭ ﻛﻨﺖ ﺗﺸﻔﻖ ﻣﻦ ﺣﻠﻮﻝ ﻣﺼﻴﺒﺔ ... ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺤﻞ ﺗﺠﻬﻢ
ﺃﻭ ﻛﻨﺖ ﺟﺎﻭﺯﺕ اﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻼ ﺗﻘﻞ ... ﺷﺎﺥ اﻟﺰﻣﺎﻥ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻬﺮﻡ
اﻧﻈﺮ ﻓﻤﺎ ﺯاﻟﺖ ﺗﻄﻞ ﻣﻦ اﻟﺜﺮﻯ ... ﺻﻮﺭ ﺗﻜﺎﺩ ﻟﺤﺴﻨﻬﺎ ﺗﺘﻜﻠﻢ
ما بين أشجار كأن غصونها ... أيد تصفق تارة وتسلم
وعيون ماء دافقات في الثرى ... تشفي السقيم كأنما هي زمزم..