يجب عليك أن تسعد!، يجب عليك أن تتذوق السعادة، وأن تتأقلم مع الحياة كما هي مفطورة عليه، إن الحياة مفطورة على البلاء ليتضاعف لك الأجر والثواب، ومفطورة على التعب لترتاح راحة ليس بعدها تعب، ومفطورة على النكد لتتلذذ بالسعادة إلى الأبد، لأنه لا طعم للسعادة في الحياة بدون تغير الأحوال من مرض إلى صحة، ومن بلاء إلى عطاء، ومن محنة إلى منحة، ومن نكد إلى رغد، ومن هموم إلى سرور..
كيف لا تسعد وأنت لديك أقوى الأسلحة التي تذري الهموم، وتشتت الغموم، وتدفع البلاوي والمصائب، وتذبح الخوف، وتقيد الأحزان، وتريح القلوب، وتشرح الصدور، وتسكّن النفوس، وتهدّأ الجوراح، وتبيض الوجوه?.. كيف لا تسعد وأسلحتك هي التوكل، والصدق، والتوحيد، والإيمان، والدعاء، أسلحة بإمكانها أن تجعلك تحلّق في جو السماء مع الطيور، وتسبح في السماء مع عالم الملائكة?..
إن من كانت هذه أسلحته لا يهاب عدو الحزن أن يلاقيه، ولا يخشى أسد الفقر أن يواجهه، ولا يخاف شبح الشوائع أن تغير مجرى حياته، كلما شعر بالحزن تخلص منه بسلاح الإيمان، وإذا رأى أسد الفقر قتله بالتوكل على الله، وإن جاءه شبح الخيالات والشوائع أطلق عليه رصاصة الإيمان المعبأة بباروت تفويض الأمر إلى الواحد الأحد.. وخرج من هذه الحروب رابحا منتصرا سعيدا بنصر الله له, لأنه عبد عرف معنى العبودية لله والتأقلم مع شواكس الحياة.