من ثمرات محبة الله لك: إذا أحبك الله ألقى محبتك في قلوب الخلق, وإذا أحبك الخلق فهذا رأس مال لا يقدر بثمن, أن يحبك الناس, أن يحبك من حولك, إذا أحبك الله منحك الحكمة{وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}().
الإنسان إذا أوتي الحكمة يسعد بدخل محدود, والذي لم يؤت الحكمة يشقى بدخل غير محدود.. الإنسان إذا أوتي الحكمة يسعد بزوجة من الدرجة العاشرة, والذي لم يؤت الحكمة يشقى بزوجة من الدرجة الأولى.. الإنسان إذا أوتي الحكمة يجعل من العدو صديقا.. والذي لم يؤت الحكمة يجعل من الصديق عدوا.. يعني: عطاء لا يقدر بثمن. إذا منحك الله الحكمة.. والحكمة تؤتى من الله مكافئة على إيمان المؤمن واستقامته على أمر الله.
إذا أتاك الله الحكمة: أعطاك السكينة, السكينة حالة من الرضا, من السعادة, من التفاؤل, من القوة, من الثقة بالنفس, من سداد الرأي, من صحة الرؤية, هذه السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء, وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء, والإنسان قد يعطى مالا وفيرا, وصحة, وقوة, وذكاء, ولا يؤت الحكمة فهو أشقى الأشقياء, لذلك قيل: إن الله يعطي الصحة والذكاء والمال والجمال للكثيرين من خلقه, ولكنه يعطي السكينة بقدرٍ لأصفيائه المؤمنين.
السكينة أحد أكبر أسباب سعادة الإنسان وهي ثمرة من ثمار محبة الله, إذا أحبك الله شيء لا يتصور!, أن يحبك خالق السموات والأرض الذي بيده كل شيء, الذي بيده من هم فوقك ومن هم تحتك ومن هم حولك, الذي بيده صحتك, والذي بيده حياتك وموتك ورزقك, لذلك الإنسان إذا عرف الله عرف كل شيء, وإذا فاتته معرفة الله فاته كل شيء.
ومن ثمار محبة الله لك: أن يلهمك الرضا, ترضى عن رزقك, وترضى عن وضعك, وترضى عن دخلك, وترضى عن أهلك وأولادك, الرضا أحد أسباب السعادة.. فالمؤمن راضي, والله الذي لا إله إلا هو لو شققت عن قلب مؤمن عرف الله لرأيت فيه من السعادة مالا وزع على أهل بلد لكفتهم.
يقول الله: {إنّ الصّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ}() فذكر الله لك في الصلاة أكبر من ذكرك له, إنك إن ذكرته أدّيت واجب العبودية.. لكنه إن ذكرك منحك الرضا, ومنحك السكينة, ومنحك الحكمة, ومنحك نعمة عزت على معظم الناس, نعمة الأمن.
نعمة الأمن شيء لا يقدر بثمن, قد ينجو الإنسان من آلاف المصائب لكنه خائف, وأنت من خوف الفقر في فقر, وأنت من خوف المرض في مرض, وتوقع المصيبة مصيبة أكبر منها, أكثر الأزمات القلبية سببها الخوف من أزمة القلب{أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}().