Hishamaryqy

Share to Social Media

اﻟﺰﻭاﺝ ﺁﻳﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺳﻨﺔ ﻧﺒﻮﻳﺔ، ﻭﻓﻄﺮﺓ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺳﻜﻦ ﻟﻠﻐﺮﻳﺰﺓ اﻟﺠﺴﺪﻳﺔ، وبها يكمل الإنسان دينه، وبها يدفع همومه وأحزانه، ويجلب سروره وأفراحه، فإذا صلح البيت من ساسه، صلح الدين، وصلحت الحياة، وصلحت الذرية، وصلح العيش في أمن وأمان، وسعادة ووقار، وسكينة واطمئنان.
ﺃﻣﺎ ﺑﻴﺖ اﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﻓﻤﻤﻠﻜﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ وسفينة ﺇﻳﻤﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺰﻭﺝ ﻣﻠﻜﻬﺎ ﻭﺭﺑﺎﻧﻬﺎ، ﻭاﻟﻤﺴﻴّﺮ ﻟﺸﺌﻮﻧﻬﺎ ﻭﺃﻣﻮﺭﻫﺎ، ﺑﻤﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻗﻮامة{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}()ﻭاﻟﺰﻭﺟﺔ ﻣﻠﻜﺔ ﻣﺘﻮّﺟﺔ ﻫﻲ اﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ المملكة اﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺷﺮﻳﻜﺔ اﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﺭﻓﻴﻘﺔ اﻟﺪﺭﺏ، ﻭﻗﺮﺓ اﻟﻌﻴﻦ، ﻭاﻟﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑﻴﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻤﻠﻜﻴﻦ اﻟﻜﺮﻳﻤﻴﻦ، ﻫﻢ ﺛﻤﺮﺓ اﻟﻔﺆاﺩ ﻭﻟﺐ اﻟﻜﺒﺪ، ﻭﺯﻫﺮﺓ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻫﻢ اﻷﻭﻻﺩ{المَالُ وَالبَنُونَ زِينَة الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}().
ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ الكريمة، والسفينة الإيمانية، ﻟﻮ ﻇﻠﻞ ﺳﻤﺎءﻫﺎ ﻣﻨﻬﺞ ﺭﺏ اﻟﺒﺮﻳﺔ، ﻭﺳﻴﺪ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻭﺭﻭﻱ ﻧﺒﺎﺗﻬﺎ ﺑﻤﺎء اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭاﻟﺮﺣﻤﺔ اﻟﻨﺪﻳﺔ، وقادها رجل مؤمن ووزيرة حياته امرأة مؤمنة، ﺁﺗﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺛﻤﺎﺭﻫﺎ ﻛﻞ ﺻﺒﺢ ﻭﻋﺸﻴﺔ، ﻭﺃﻧﺒﺘﺖ ﺃﺭﺽ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻛﻞ ﺯﻫﺮاﺕ اﻟﺤﺐ ﻭاﻟﻮﻓﺎء ﻭاﻷﺧﻼﻕ اﻟﻨﺪﻳﺔ اﻟﻌﻠﻴﺔ، ومشت السفينة في بحر الحياة لا يلطمها موج التعاسة والهموم والحزن، ولا تغير مسارها زوبعات الموج العابرة، ﻭﻟﻮ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ اﻷﻳﺎﻡ موج أمام هذه السفينة اﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ, وعصفت عليها ريح ﺷﻴﻄﺎﻧﻴﺔ, ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ترسو هذه السفينة في جزيرة الحوار الهادئ، والتفاهم الواقي؛ ﻷﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ الزوبعات الموجية ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺒﺘﺔ ﺃﻥ تدوﻡ أمام سفينة الإيمان التي تسير وفق المنهج الشرعي، والتي يقودها اثنين يحب بعضهما البعض، ويعطف الواحد على الآخر.
ولا يمكن للسفينة أن تبحر في بحر السعادة حتى يتم دفعها بدوافع هي:
ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ:
إﻥ ﺳﻔﻴﻨﺔ اﻟﺤﻴﺎﺓ اﻟﺰﻭﺟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﻮﺽ ﺑﺤﺮ اﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﻬﺪﻭء ﻭاﺗﺰاﻥ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻳﺎﺡ اﻟﻬﻮﺟﺎء, ﻭاﻷﻣﻮاﺝ اﻟﻤﺘﻼﻃﻤﺔ، ﻳﻘﻮﺩﻫﺎ ﺣﺘﻤﺎ ﻗﺎﺋﺪ ﻣﺴﻠﻢ ﺗﻘﻲ ﺃﻟﻤﻌﻲ ﺫﻛﻲ، ﻭﺗﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﺪﻓﺔ -ﻛﻠﻤﺎ اﻧﺤﺮﻓﺖ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ- ﺯﻭﺟﺔ ﺗﻘﻴﺔ ﺯﻛﻴﺔ, ﺃﻟﻤﻌﻴﺔ ﻧﻘﻴﺔ، بل إﻥ اﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭاﻻﺳﺘﻤﺮاﺭ، ﻭاﻟﺴﻜﻦ ﻭاﻻﺳﺘﻘﺮاﺭ، ﻭﻫﺪﻭء اﻟﻨﻔﺲ ﻭﺭاﺣﺔ اﻟﺒﺎﻝ، ﻭﺭاءﻩ زوج صالح ذا خلق حسن يستطيع إن يجعل هموم الدنيا جنة عرضها السموات والأرض، لأن الزواج سعادة وراحة ولا تأتي السعادة من تلقاء نفسها بل لأبد من زوج حكيم الرأي، يخوض بحر هذه المهمة ليجعل البيت سعيدا عامرا بالسعادة، يرتاح إلى زوجته، ويأنس إليها، ويصنع ذرية صالحة تخوض البحر الذي خاضه والدهم.. وكذلك وراءه ﺯﻭﺟﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺗﻘﻴﺔ ﺯﻛﻴﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﻛﻴﻒ ﺗﺴﻌﺪ ﺯﻭﺟﻬﺎ، ﻭاﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻔﺎﺗﻴﺢ ﻗﻠﺒﻪ، ﺑﻞ ﻭﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻮﻝ اﻟﺒﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺔ ﺧﻀﺮاء، ﻳﺴﻌﺪ اﻟﺰﻭﺝ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺄﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﻇﻼﻟﻪ اﻟﻮاﺭﻓﺔ، ﻭﺗﺘﺒﺪﺩ ﻛﻞ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻭﺃﺣﺰاﻧﻪ ﻭﺁﻻﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻇﻼﻝ ﻫﺬﻩ اﻟﺠﻨﺔ، ﻭﺇﻟﻰ ﺟﻮاﺭﻩ ﺯﻭﺟﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺗﻀﻤﺪ ﺟﺮاﺣﻪ، ﻭﺗﺴﻜﻦ ﺁﻻﻣﻪ ﺑﺤﺴﻦ ﺧﻠﻘﻬﺎ، ﻭﻋﻈﻴﻢ ﻭﺭﻓﻴﻊ ﺃﺩﺑﻬﺎ.
فما أجمل حسن الخلق!! حينما يكون بين الزوجين يسكن كل منهما إلى الآخر سكن السعادة..
ﺇﻥ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ اﻟﺰﻳﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻠﻰ ﺑﻪ اﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ، والرجل لزوجته، ﻭﺇﻥ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻫﻮ أقصر طريق لأسر القلوب، وجمع الصفوف، وتوحيد الرأي والكلمة, لاسيما بين الزوجين.
وحسن الخلق هو الذي جعل من الرجل رجلا، ولو كان قليل المال، رث الثياب، أظلم الوجه, فبحسن الخلق يتمّ له الأمر والسعادة مع زوجته .. واﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺫاﺕ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺐ ﺃﻭ اﻟﻨﺴﺐ ﺃﻭ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺽ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺑﺤﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻭاﻷﺩﺏ اﻟﺮﻓﻴﻊ اﻟﻌﺎﻟﻲ، ﻭﺇﻻ ﻣﺎ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺠﻤﺎﻝ عند الزوجين؟ ﻭﻣﺎ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﻤﺎﻝ؟ ﻭﻣﺎ ﻗﻴﻤﺔ الحسب والنسب؟ ﻭﻣﺎ ﻗﻴﻤﺔ الشهادات؟ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ المرأة ﺑﺬﻳﺌﺔ اﻟﻠﺴﺎﻥ ﺳﻴﺌﺔ اﻟﺨﻠﻖ، ﻻ ﺗﺤﺴﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ اﻟﺮﻧﺎﻧﺔ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ اﻟﺮﻗﻴﻘﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ؟! ﺇﻥ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻭاﻟﺨﻠﻖ اﻟﻌﺎﻟﻲ، ﻭاﻷﺩﺏ اﻟﺮﻓﻴﻊ ﻫﻮ اﻟﺒﻠﺴﻢ اﻟﺸﺎﻓﻲ لجراحات الزوجين، ﻭﻫﻮ اﻟﻀﻤﺎﺩﺓ اﻟﻌﻈﻴﻤﺔ اﻷﻛﻴﺪﺓ اﻟﺘﻲ تضمد به ﻛﻞ ﺟﺮاحات تنبت ﺃﻭ تظهر ﻣﻦ ﺁﻥ ﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺰﻭﺟﻴﺔ.
اﻟﺮﺿﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻪ:
إﻥ اﻟﺮﺿﺎ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻪ ﻛﻨﺰ ﺛﻤﻴﻦ، ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺟﻨﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﺮا، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺖ اﻟﺰﻭﺟﻴﺔ ﺳﻌﺔ ﻭﺭﺧﺎء ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺿﻴﻘﺎ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﺰﻭﺝ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ اﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ اﻟﺸﻬﺎﺩاﺕ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺐ ﻭاﻟﻨﺴﺐ ﻭاﻟﺠﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻈﻮﻅ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻻ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﺰﻭﺝ اﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻟﺰﻭﺟﺘﻪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺼﺒﻮ ﺇﻟﻴﻪ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻯ اﻟﺰﻭﺝ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺭاﺿﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻗﺴﻢ اﻟﻠﻪ ﻟﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﻀﺠﺮ ﻭﻻ ﺗﺘﺴﺨﻂ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ اﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﺗﺸﻜﻮ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻷﻫﻠﻬﺎ ﺑﻞ ﺗﺴﺘﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻴﺒﻪ، ﻭﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﻣﻦ ﻭﺃﻣﺎﻥ، ﻭﺭﺿﺎ ﻭاﻃﻤﺌﻨﺎﻥ.
ﺇﻥ ﺭﺃﻯ اﻟﺰﻭجين كل واحد منهما ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﺎﻝ ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﻳﺴﻌﺪ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻳﻨﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ، ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭاﻟﻄﻤﺄﻧﻴﻨﺔ.
هذا ﻫﻮ اﻟﻐﻨﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، وفي الحديث: ((ﻟﻴﺲ اﻟﻐﻨﻰ ﻋﻦ ﻛﺜﺮﺓ اﻟﻌﺮﺽ -ﺃﻱ ﻋﻦ ﻛﺜﺮﺓ اﻟﻤﺎﻝ- ﻭﻟﻜﻦ اﻟﻐﻨﻰ ﻏﻨﻰ اﻟﻨﻔﺲ)) () ((ﻗﺪ ﺃﻓﻠﺢ ﻣﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﻭﺭﺯﻕ ﻛﻔﺎﻓﺎ، ﻭﻗﻨﻌﻪ اﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﺁﺗﺎﻩ)) ().
فيا أخي ﻻ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﻣﻦَّ اﻟﻠﻪ عليهما ﺑﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺭﻫﺔ، ﻭﺑﺄﺛﺎﺙ ﻓﺎﺧﺮة، وقصور شاهقة، ﻭﺇﻧﻤﺎ اﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﺎﻫﺎﺕ، اﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻷﻣﺮاﺽ ﻭاﻷﻋﺬاﺭ، اﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ اﻟﻔﻘﺮاء ﻭاﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭاﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ، ﻭاﻟﻤﻄﺮﻭﺩﻳﻦ ﻭاﻟﻤﺤﺮﻭﻣﻴﻦ! اﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺃﻗﻌﺪﻫﻢ اﻟﻤﺮﺽ ﻓﻲ اﻟﻔﺮاﺵ، ﻓﺎﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ، ﻭاﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﻼﻡ، ﻭاﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻓﻴﺔ، اﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻣﻦّ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺰﻭجة ﺻﺎلحة، ﻭاﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦّ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺄﻭﻻﺩ ﻃﻴﺒﻴﻦ، ﻭﺟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻟﻚ ﺑﻴﺘﺎ ﻳﺄﻭﻳﻚ، ﻭﻃﻌﺎﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ، ﻭﻟﺒﺎﺳﺎ ﻭﺛﻴﺎﺑﺎ ﺗﺴﺘﺮﻙ، ﻓﺎﺣﻤﺪ اﻟﻠﻪ, فإﻥ اﻟﻤﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﺯﻭاﻝ، ﻭﺃﻥ ﻣﺘﺎﻉ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻓﻨﺎء.
اﻟﻨﻔﺲ ﺗﺠﺰﻉ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻘﻴﺮﺓ... ﻭاﻟﻔﻘﺮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﻏﻨﻰ ﻳﻄﻐﻴﻬﺎ
ﻭﻏﻨﻰ اﻟﻨﻔﻮﺱ ﻫﻮ اﻟﻜﻔﺎﻑ... ﻓﺈﻥ ﺃﺑﺖ ﻓﺠﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻻ ﻳﻜﻔﻴﻬﺎ..
ﻫﻲ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻓﺎﻟﺰﻣﻬﺎ ﺗﻜﻦ... ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻚ ﺇﻻ ﺭاﺣﺔ اﻟﺒﺪﻥ
ﻭاﻧﻈﺮ ﻟﻤﻦ ﻣﻠﻚ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﺄﺟﻤﻌﻬﺎ... ﻫﻞ ﺭاﺡ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮ اﻟﻄﻴﺐ ﻭاﻟﻜﻔﻦ..
فالرضاء بما قسم الله إذا تمكّن في قلب كلا من الزوجين تجاه بعضهما يجعل البيت عامرا بالسعادة، يرفرف بالسكينة، ويفوح بالمودة والرحمة حتى ولو كان البيت كوخا أو خيمة, فالسعادة محلها القلوب وليس الجدران والأبنية..
اﻟﻮﻓﺎء:
ﻣﺎ ﺃﺣﻼﻫﺎ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ! ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻗﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﻠﺔ! ﻭﻣﺎ ﺃﺳﻤﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ! ﺇﻧﻬﺎ اﻟﻮﻓﺎء!! ﻓﺎﻟﻮﻓﺎء ﺧﻠﻖ ﺟﻤﻴﻞ، ﻭﻛﻨﺰ ﺛﻤﻴﻦ، ﻓﺎﻷﻳﺎﻡ ﺩﻭﻝ، ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﻏﻨﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻘﻴﺮا؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺰﻳﺰ ﺃﺻﺒﺢ ﺫﻟﻴﻼ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺿﻌﻴﻔﺎ؟! وما أجمل الوفاء حين يأتي من الزوجة، ﻓﺎﻟﺰﻭﺝ ﻗﺪ ﺗﻨﺰﻝ ﺑﻪ اﻟﻤﺤﻦ ﻭاﻟﻤﺼﺎﺋﺐ، ﻓﺘﺘﺤﻮﻝ ﺻﺤﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺽ، ﻭﻳﺘﺤﻮﻝ ﻏﻨﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺮ، ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ ﻗﻮﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺿﻌﻒ، ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻌﺪﻥ اﻟﺰﻭﺟﺔ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﻮﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻒ ﺇﻟﻰ ﺟﻮاﺭ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺿﻴﻖ ﻭﻣﺼﻴﺒﺔ، ﻭﺗﺨﻔﻲ ﻋﻴﻮﺏ اﻟﺰﻭﺝ ﻭﺗﺴﺘﺮ ﺫﻧﻮﺑﻪ، ﻭﻻ ﺗﻨﺴﻰ ﺃﻳﺎﻡ اﻟﻐﻨﻰ، ﻭﺃﻳﺎﻡ اﻟﻘﻮﺓ ﻭاﻟﺼﺤﺔ ﻭاﻟﺴﻌﺔ{وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}()ﻭﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﺃﺩﺏ، ﻭﻧﻈﺮﺓ ﺣﻨﺎﻥ ﻭﺗﻮاﺿﻊ، ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ: ﺃﺑﺸﺮ ﺃﻳﻬﺎ اﻟﺰﻭﺝ اﻟﺤﺒﻴﺐ! ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻧﺴﻰ ﺃﻧﻚ ﻓﻌﻠﺖ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا, ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻟﻲ ﻛﺬا ﻭﻛﺬا{هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُ} ().
ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﺇﻥ اﻟﺰﻭجين اﻟﻮفيين يأﺳﺮ كل منهما ﺑﻮﻓﺎئه ﻗﻠﺐ الآخر، وبالوفاء يتحول اﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﻏﻨﻰ، ﻭاﻟﻤﺮﺽ ﺇﻟﻰ ﺻﺤﺔ، ﺑﻞ ﻭاﻟﻀﻴﻖ ﺇﻟﻰ ﺳﻌﺔ، ﺑﻞ ﻭاﻷﺯﻣﺎﺕ ﻭاﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺇﻟﻰ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻃﻴﺒﺔ ﻧﺪﻳﺔ.
ﻣﺎ ﺃﺣﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء! ﻭﻣﺎ ﺃﻗﺒﺢ اﻟﺠﺤﻮﺩ!.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

مقدمة الكتاب أين السعادة دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان حدد الهدف كن موحدا لله ولا تحزن. كن مؤمنا بالله. الهمة، الهمة الصدقة ضياء. لا تنتظر شكرا من أحد. املأ الدلو ماء ولا تملأه وحلاً. ومن الناس من يعبد الله على حرف. فنظر نظرة في النجوم. اغسل همومك بالنهر الجاري وقفة استراحة. البس لباس التقوى. السعداء لا يعلمون الغيب. دروب السعادة. نور على نور. لا تنسَ نصيبك من الميراث. إن للبيت ربا يحميه. كن صادقا مع الله. مشتقات السعادة. عندك دواء الأمراض. إياك والتسويف فهو مدمر السعادة. وقفة استراحة. لا تحزن إذا جهلك البشر. اغلق صفحة حزنك على الماضي. حقيقة الدنيا الحقيرة. كيف يكون اتصالك بالناس فعال. اشكر الله وتمتع بسعادة الشكر. اجبر خواطر الناس. تريض مع الحياة يطيب لك العيش. سعادتك في حسن خلقك. ولا تنسوا الفضل بينكم منتزهات القلوب. وقفة استراحة. لذة طلب العلم. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. بادر ولا تقف مترددا. الفرج يأتي بعد الشدة، فلا تحزن!. خريطة السعادة. مفتاح السعادة. ابذل المعروف يتسع لك الكون. كن جميلا ترى الوجود جميلا. نادِ يا الله!. العلم نور، السعداء يهتدون به. وقفة استراحة. لا تحمل الجبال على ظهرك. لا تحزن إن كنت معلما. أعيذك بالله أن تكون حاسدا. قل كلمة طيبة، او اصمت، تسلم من الأحزان. السعادة سفينة الحياة الزوجية. لا تخف من المستقبل. ارضى بما كتبه الله لك وقضاه. وكذلك جعلناكم أمة وسطا. وجعل بينكم مودة ورحمة. إياك والاقتراب من العشق الممنوع. وقفة استراحة. اصنع من الليمون شرابا حلوا. البلايا تجلب العطايا. رحمات الله إليك تتنزل. لا تحزن. مناجاة. لا تيأس. لا تشتري القليل بالكثير. السعادة تحت أقدام الأمهات. اطرق باب السعادة برفق. اثنان.. وواحدة. وقفة استراحة. أيها المحزنون. كثير ما يكون وهما لا حقيقة. قل انظروا ماذا في السموات والأرض. المطعم الحرام يذهب السعادة. أوصل رسالتي لزوجتك. سيجعل الله بعد عسر يسرا. الذهب يبقى ذهب. ابتسم في حين رفعت الأقلام وجفت الصحف. لا بأس أن تستشير طبيبك. الحزن غير موجود. وقفة استراحة. اغتنم فرص السعادة. لست المصاب وحدك. هل تذوقت حلاوة الإيمان. فاصفح الصفح الجميل. كن سعيدا ولا تصنع الأحزان. لذة التلاوة وحلاوة القراءة. في ظلال القرآن. ولا تنسَ نصيبك من الدنيا. فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين. قليل دائم خير من كثير منقطع. وقفة استراحة. لا تحزن على الرزق فهو مضمون. استغل مواهبك ولا تقارن نفسك بالآخرين. تبسمك في وجه أخيك صدقة. احذر إذاعة[قالوا]. التمس العذر لإخوانك المسلمين. اتقوا فراسة المؤمن. هناك ما هو أحلى من العسل. اصنع السعادة بنفسك. وتلك الأيام نداولها بين الناس. اقطع جواز سفرك إلى الآخرة. وقفة استراحة. أكثر من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل. ثلاثة وأربعة وخمسة وستة. الشرع أباح لك سرقة القلوب. ارضَ بالقليل يأتيك الكثير. عجائب الدعاء. ما ودعك ربك وما قلى. اطلق جناحي با اطير. هل جربت؟!!. كيف تحزن على الرزق وربنا يقول: رضاء الناس غاية لا تدرك. وقفة استراحة. لا تخاف مما يشاع. ابذل كل ما بوسعك لنيل السعادة. كن كالنحل، تمتص الرحيق برفق. لكل مقام مقال. لا تصطاد في الماء العكر. حب الصحابة لنبيهم عليه الصلاة والسلام. لا تقتل سعادتك باللحوم المسمومة. ما أعظم لذة حب الله. احذر سهام الليل المحزنة. تمهل ولا تستعجل. وقفة استراحة. كيف تجعل سريرتك نقية. لا تهدي سعادتك للآخرين. لا تحزن إن قيل لك: لا. تذوق لذة معرفة الله. فإن كل ذي نعمة محسود. وجعلنا الليل لباسا. النعيم لا يدرك بالنعيم. ألا بذكر الله تطمئن القلوب. أربعة أمراض تذهب سعادتك، أسال الله أن يشفيك منها. أمهات سطرهن التاريخ وقفة استراحة. سعادة الصالحين وأخبارهم في سعادتهم. ما أجمل رائحة حامل المسك. لا تحزن أيها المبتلى. هنيئا لك بهذه الزوجة. نصائح طبية تنفعك. احذر العقوق فيسلبك سعادتك. الملائكة تحفك والله يذكرك فيمن عنده. النظر في الصور قد يسلبك سعادتك تمتع بتقليب صفحات حياتك. يمشون على الأرض هونا. وقفة استراحة. يالها من مواعظ مثيرة للقلب. عمل الخير في يومه يدفع عنك الشر في يومه. لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. خمس جوائز في القرآن الكريم الفراغ أقوى أسباب الهموم، فاحذره. رفقا بالقوارير. أنيس القلب ورياض الجنة. ترتفع قيمتك وتسعد حياتك في حسن خلقك. وأعتزلكم وما تدعون من دون الله نعمة المصيبة وأجرها الوافر وقفة استراحة. الحق ضالة المؤمن. وصيتي لك في خمس لاءات. اغلق عينيك ثم انظر. انظر وطالع في جليسك. لا تكن أنت هو!!. لا تستخف بالحقير فقد يسلبك سعادتك. ومن دخله كان آمنا. أرحنا بها يا بلال. شجاعة الرعيل الأول في ميدان بدر. هل من سائل فأعطيه. وقفة استراحة. تلك عشرة كاملة. حسن المقصد. الهمة طريق القمة. المسارعة وعدم الإفراط. الشعور بالقوة والعزة. الشجاعة والتضحية مهما كلف الثمن. حب الخير للآخرين. وتعاونوا على البر والتقوى. حسن الظن بالآخرين. تأثير الحبل على الصخر ما أجمل الابتسامة. وقفة استراحة. حقيقة القرآن وأسراره وتأثيره على النفوس. حتى تكون سعيدا. السعادة الحقيقية الخاتمة.
Write and publish your own books and novels NOW, From Here.