السعادة هي معنى لا يعرف بالعين، ولا يقاس بالكم، ولا تحتويه الخزائن، ولا يشترى بالدولار أو بالدينار أو بالجنيه أو بالروبل.
إنها صفاء نفس، وطمأنينة قلب، وانشراح صدر، وراحة ضمير، من الداخل تأتي وليست تستورد من الخارج, لفظ حلو يبعث على الروح والهمة والنشاط، كلمة سحرية لها رنين رقيق, ضمير نقي, نفس هادئة, قلب شريف, ميراث رضواني, قد يجدها الفقير ويحرم منها الغني, حقيقة من الحقائق لا يتوصل إليها عن طريق الخيال.
السعادة لا يمكن الوصول إليها بكنوز الفضة والذهب؛ لأنها أغلى من كنوز الدنيا كلها.
السعادة كاللؤلؤ في أعماق البحار, بحاجة إلى غواصٍ ماهر يتقن صنعة الاكتشاف.
السعادة هي مواقفك، وكلماتك، وتطلعاتك، ونظراتك إلى الحياة بواقعية وأمل وتفاؤل وإشراق, ابحث في داخلك، ففي أعماقك كنز ثمين حين تكتشفه تعرف معنى الحياة, دواؤك منك ولا تبصر, وداؤك فيك وما تشعر, وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر, بسمة طفل طهور, لهج لسان صادق, عفو قلب متسامح, هدية بلا منّ ولا أذى, خفقة حب حنون, هدف نبيل, كرب ينكشف, نعمة تتحقق, ساعة جهد وعمل وعرق, تعقبها راحة ونجاح وسرور.
قد تطرق السعادةُ بابَ الإنسان فيعرض عنها وهو أحوج ما يكون إليها، ومن ذلك مثلاً: سعادة الطفولة والصبا، فإن الكثيرين يستمتعون بالسعادة ولا يعرفون اسمها.
إن كانت السعادة بالمال –مثلاً-, فالجبال والمناجم أقوى وأكثر منا سعادة.
وإن كانت بالجمال والزينة والنُضرة, فالورود والشقائق أجمل وأتم زينة.
وإن كانت بالبطش والقوة والطغيان وجهارة الصوت، وقوة الشباب والجسد، أو كثرة الأكل أو فورة الغضب, فالوحوش أقوى وأتم سعادة منا.
أما إن كانت السعادة في الأخلاق العالية، والروح المهذبة، والقول الرشيد، والصنعة الرفيعة، فإن الإنسان هو الأجدر بها.
فكن أنت هو ذلك الإنسان الذي يستطيع أن يسعد نفسه, مواقفك، وكلماتك، وتطلعاتك، ونظراتك إلى الحياة بواقعية, وأمل وتفاؤل وإشراق, ابحث في داخلك، ففي أعماقك كنز ثمين حين تكتشفه تعرف معنى الحياة: دواؤك منك ولا تبصر وداؤك فيك وما تشعر, فاغتنم فرصة السعادة وأصنعها بنفسك, ولا تنتظر من أحد أن يصنع لك سعادتك.