اخترتُ لك -أخي الحبيب- ما تناول ذكره في ما وصف من العدد ثلاثة وأربعة وخمسة وستة, كلماتها -بإذن الله- تسعد القلب, وتطرد الهمّ والحزن..
روى عنه -عليه السلام-، أنه قال: (( ثلاث خصال من سعادة المرء المسلم في الدنيا: الجار الصالح, والمسكن الواسع, والمركب الهنيء))().
وفي الخبر المأثور: الخير كله في ثلاث: السكوت والكلام والنظر، فطوبى لمن كان سكوته فكره، وكلامه حكمة، ونظره عبرة.
ثلاثة لا شيء أقل منهن، ولا يزددن إلا قلة: درهم حلال تنفقه في حلال, وأخ في الله تسكن إليه، وأمين تستريح إلى الثقة به.
قال ابن عجلان: ثلاثة لا يصلح العمل إلا بهن: التقوى، والنية الحسنة، والإصابة.
قال الخليل بن أحمد: ثلاث ينسين المصائب: مر الليالي، والمرأة حسناء، ومحادثة الإخوان.
ثلاثة يفرح بهن الجسد ويربو: الطيب، والثوب اللين، وشرب العسل.
ثلاث خصال من حقائق الإيمان: الاقتصاد في الإنفاق، والإنصاف من نفسك، والابتداء بالسلام.
ثلاث من لم تكن فيه لم يطعم الإيمان: حلم يرد به جهل الجاهل، وورع يحجزه عن المحارم، وخلق يداري به الناس.
ثلاث لا يعرفون إلا في ثلاثة: الحليم عند الغضب، والشجاع عند الحرب، والأخ عند الحاجة.
قال ابن مسعود: ثلاث من كن فيه، ملأ الله قلبه إيماناً: صحبة الفقيه، وتلاوة القرآن، والصيام.
ثلاث لا يأنف الكريم من القيام عليهن: أبوه، وضيفه، ودابته.
ثلاث إذا كن في الرجل لم يشك في عقله وفضله: إذا حمده جاره، ورفيقه، وقرابته.
ثلاث لا يستحيا منهن: طلب العلم، ومرض البدن، وذو القرابة الفقير.
ثلاث من أحسن شيءٍ فيمن كن فيه: جود لغير ثواب، ونصب لغير دنيا، وتواضع لغير ذل.
قال سفيان الثوري: ما بقي لي من نعيم الدنيا إلا ثلاث: أخٌ ثقة في الله أكتسب في صحبته خيراً، إن رآني زائغاً قومني، أو مستقيماً رغبني، ورزق واسع حلال ليست لله على فيه تبعة، ولا لمخلوق على فيه منة، وصلاة في جماعة أكفى سهوها وأرزق أجرها().
لصحة بطنك قال -عليه الصلاة والسلام-: (( فإن كان لابد فاعلا فثلثٌ لطعامه, وثلثٌ لشرابه, وثلثٌ لنَفَسه )) ().
أربع من السعادة: فالمركب الهني أو الوطي، والزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح.
أربع تعرف بهن الأخوة: الصفح قبل الاستقالة، وتقدم حسن الظن قبل التهمة، ومخرج العذر قبل العتب، وبذل الود قبل المسألة.
وقال الحسن: أربع من كن فيه ألقى الله عليه محبته، ونشر عليه رحمته. مَن برّ والديه، ورفق بمملوكه. وكفل اليتيم. وأغاث الضعيف.
أربع من سنن المرسلين: التعطر، والنكاح، والسواك، والختان.
أربع لا ينبغي للشريف أن يأنف منهن: قيامه عن مجلسه لأبيه، وحديثه مع ضيفه، وقيامه على فرسه -وإن كان له مائة عبد -، وخدمته العالم ليأخذ من علمه.
ذكر بعض قريش عبد الملك بن مروان، فقال: كان آخذاً لأربع: يأخذ بأحسن الحديث إذا حدث، وبأحسن الاستماع إذا حُدث، وبأيسر المئونة إذا خولف، وبأحسن البشر إذا لقى.
قال الحسن البصري: لما هبط آدم أوحى الله إليه: أربع فيهن جماع الأمر لك ولولدك من بعدك، أما واحدة فلي، والثانية فلك، وأما الثالثة فبيني وبينك، وأما الرابعة فبينك وبين الناس. أما التي لي: فتعبدني ولا تشرك بي شيئاً.. وأما التي لك: فعملك أجزيكه أفقر ما تكون إليه.. وأما التي بيني وبينك: فعليك الدعاء وعليّ الإجابة.. وأما التي بينك وبين الناس: فتصاحبهم بما تحب أن يصاحبوك به.
أربعة تحتاج إلى أربعة: الحسب إلى الأدب، والسرور إلى الأمن، والقرابة إلى المودة، والعقل إلى التجربة.
أربع من حصل عليها واجتمعت عنده، اجتمع له خير الدنيا والآخرة: امرأة عفيفة، وخدين موافق، ومال واسع، وعمل صالح.
قال عبد الله بن عمر: أربع من كن فيه بوئ بهن بيتاً في الجنة: شهادة ألا إله إلا الله، وإن أصاب ذنباً استغفر الله، وإن جرت عليه نعمة، قال: الحمد الله، وإن أصابته مصيبة استرجع فقال: إنا الله وإنا إليه راجعون.
أربع من كن فيه كان كاملا، ومن تعلق بواحدة منهن كان من صلحاء قومه: دين يرشده، وعقل يسدده، وحسب يصونه، وحياء يقوده.
أربعة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والذاكر حتى يفتر، والإمام العدل، ودعوة المظلوم.
قال عمر بن عبد العزيز: أحب الأشياء إلى الله أربعة: القصد عند الجدة، والعفو عند المقدرة، والحلم عند الغضب، والرفق بعباد الله في كل حال().
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمر: (( يا عبد الله! اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك )) ().
وقال بعض السلف: كان شغل الصحابة والتابعين في خمسة أشياء: قراءة القرآن، وعمارة المساجد، وذكر الله –تعالى-، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر().
قال بعض الحكماء: خمسة أشياء من أعطيها فقد كمل عيشه: صحة البدن وهو الجزء الأكبر، والسعة في الرزق وهو الثاني، والأمن وهو الثالث، والأنيس الموافق وهو الرابع، والدعة، فمن حرمها فقد حرم العيش.
قال وبرة بن خداش: أوصاني عبد الله بن عباس بخمس كلماتٍ هي أحب إليّ من الدُّهم الموقوفة في السبيل، قال لي: إياك والكلام فيما لا يعنيك أو في غير موضعه، فرب متكلم فيما لا يعنيه أو في غير موضعه قد عنت، ولا تمار سفيهاً ولا فقيها، فإن الفقيه يغلبك والسفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا غاب عنك أن يذكرك به، ودع ما تحب أن يدعه منك، واعمل بما تحب عمل رجل يعلم أنه يجازي بالإحسان ويكافى بالإجرام ().
إبراهيم الخواص يقول دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر, وخلاء البطن, وقيام الليل, والتضرع عند السحر, ومجالسة الصالحين().
وقال جعفر الصادق -رضي الله عنه-: إن خير العباد من يجتمع فيه خمس خصال: إذا أحسن استبشر, وإذا أساء استغفر, وإذا أعطي شكر, وإذا ابتلي صبر, وإذا ظلم غفر().
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: أصدقوا إذا حدثتم, وأوفوا إذا وعدتم, وأدوا إذا اؤتمنتم, واحفظوا فروجكم, وغضوا أبصاركم, وكفوا أيديكم))().
وقال بعضهم: ست خصال لا يطيقها إلا من كانت نفسه شريفة: الثبات عند حدوث النعمة الجسيمة, والصبر عند نزول المصيبة العظيمة, وجذب النفس إلى العقل عند دواعي الشهوة, وكتمان السر, والصبر على الجوع, واحتمال الجار.
وقال آخر: ستة أشياء تنقص الحزن: استماع كلام الحكماء, ومحادثة الأصدقاء, والمشي في الخضرة, والجلوس على الماء الجاري, ومر الأيام, والتأسي بذوي المصائب.
وقال آخر: السخي من كانت فيه ست خلال: وهو أن يكون مسرورا ببذل ماله, متبرعا بعطائه, لا يتبعه منا ولا أذى, ولا يطلب عليه عوضا من دنيا, يرى أنه بما يفعله مؤديا فرضا, ويعتقد أن الذي يقدر عطاءه قاض له حقا ().