اليأس هو شعور القلب بفقدان الأمل, فلا تفقد الأمل حتى وإن قال الطبيب مرضك لا يُعالج, ولا نجد لك علاجا!. فلا تفقد الأمل واصبر{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}().
فكرَرَ الله العسر مرتين, واليسر مرتين, والسرُّ في ذلك أن العرب تقول: الاسمان المتفقان في الحروف وكانا معرفان بالـ التعريف[ مثل العسر] فإن الاسم الأول هو الثاني, بمعنى أن العسر هنا واحد فقط.
وأن الاسمان المتفقان في الحروف ولم يكونا معرفان بالـ التعريف[ مثل يسرا ] فإن الأول ليس الثاني, بمعنى أن اليسر هنا اثنين.
وإذا كان العسر واحد واليسر اثنين, فلن يغلب عسر يسرين, فأنت لا تفقد الأمل, وإن تعسرت عليك الأمور, فإن هناك يسران خلف العسر الذي أصابك وسيتغلبان عليه وما عليك إلا الصبر, وانتظار الفرج من الله.
لا تيأس ولا تكتئب! أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع، والليل البهيم كيف ينجلي، والريح الصرصر كيف تسكن، والعاصفة كيف تهدأ؟! إذا فشدائدك إلى رخاء، وعيشك إلى هناء، ومستقبلك إلى نعماء.
لا تيأس! لهيب الشمس يطفئه وارف الظل، وظمأ الهاجرة يبرده الماء النمير، وعضة الجوع يسكنها الخبز الدافئ، ومعاناة السهر يعقبه نوم لذيذ، وآلام المرض يزيلها لذيذ العافية، فما عليك إلا الصبر قليلا والانتظار لحظة.
لا تيأس: فقد حار الأطباء، وعجز الحكماء، ووقف العلماء، وتساءل الشعراء، وبارت الحيل أمام نفاذ القدرة، ووقوع القضاء، وحتمية المقدور قال علي بن جبلة:
عسى فرج يكون عسى ... نعلل نفسنا بعسى
فلا تقنط وإن لاقيـ ... ـت هما يقبض النفسا
فأقرب ما يكون المر ... ء من فرج إذا يئسا()..
فتفاءل بالخير لنفسك ولا تقنط ولا تيأس, وأحسن الظن بربك وانتظر منه كل خير وجميل.
يا صاحب الهمّ إن الهمّ منفرجٌ ... أبشر بخيرٍ كأن قد فرج الله
اليأس يقطع أحياناً بصاحبه ... لا تيأسن فإن الصانع الله
إذا ابتليت فثق بالله وارض به ... إن الذي يكشف البلوى هو الله.
......................................
وإن تصبك من الحوادث نكبةٌ ... فاصبر، فكل بليةٍ تتكشّف.