أيها المحزونون: خلق الله السعادة والسرور, والفسحة والنور, والرياض والزهور، وجمال الطبيعة والكون, لكم قبل غيركم, فلماذا تحزنون؟!.
أيها المرضى: خلق الله الشمس والهواء، والماء والغذاء, والدواء والشفاء, لكم قبل غيركم, فلماذا تجزعون؟!.
أيها المحرومون: خلق الله أنفع الأغذية وأرخصها، وأروع الأمثلة وأبينها, لكم قبل غيركم, فلماذا تيأسون؟!.
أيها المضطهدون: خلق الله هذه الأرض الواسعة، لكم قبل غيركم, فلماذا تضيقون؟!.
أيها المظلومون: خلق الله السموات مفتحة الأبواب, ومسرعة الجواب, لدعواتكم قبل غيركم, فلماذا تشتكون؟!.
أيها المتألمون: خلق الله لكم فيما حولكم ما ينسيكم آلامكم وأحزانكم وهمومكم وغمومكم وعبراتكم, فلماذا تبكون؟!.
أيها الحائرون: كل يوم يخلق الله لكم دليلاً عليه، وكل يوم يخبركم عن سعادته, فاستعملوا عقولكم, فلماذا تحتارون؟!.
أيها الباحثون: خلق الله في أنفسكم, وفيما حولكم, ما تقرُّ به العين, ويسكن له القلب, ويهدأ له البال, دليل حكمته وقدرته، فلماذا تغمضوا عيونكم ولا تتفكرون؟!.
أيها المؤمنون: خلق الله لكم في أسرار الوجود التي تتكشف يوماً بعد يوم دليل على صحة عقيدتكم, وسلامة مذهبكم, ونور ممشاكم, فلماذا تتبأطون؟!.
يا منْ إليهِ جميعُ الخلقِ يبتهلُوا ... وكلُّ حيٍّ على رُحماهُ يتَّكِلُ
يا من نأَى فرأَى ما في القلُوب وما ... تحت الثَّرى وحجاب الليل مُنْسَدِلُ
يا من دنا فنأى عن أن يحيط به ال ... أفكار طُرًّا أو الأوهام والعلَلُ
أنت المنادى بهِ في كلِّ حادثةٍ ... وأنت ملْجأُ من ضاقت به السُّبلُ
أنت الغياثُ لمن سدَّت مذاهبُهُ ... أنتَ الدليلُ لمن ضاقت به الحيلُ
إنَّا قَصدناكَ والآمالُ واقعةٌ ... عليك والكلُّ ملهوف ومبتَهِلُ
فإن غفرت فعن طولٍ وعن كرم ... وإن سطوْتَ فأنت الحاكمُ العَدِلُ..