لا تبالغ في الأمور, ولا تكبر الأحداث, ولا توسع القضايا, اجعل لك ميزان تزن به الأمور.
إن الإسلام جاء بميزان القيم والأخلاق والسلوك، مثلما جاء بالمنهج السوي، والشرع الرضي، والملة المقدسة{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}(), فالعدل، الصدق في الأخبار، والعدل في الأحكام والأقوال والأفعال والأخلاق{وَتَمَّتْ كِلَمَةُ رَبٍّكَ صِدْقاً وَعدْلاً}().
((أحبب حبيبك هونا ما، فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، فعسى أن يكون حبيبك يوما ما )) (). أي: لا تبالغ في الحب وتمدح صاحبه, ولا تبالغ في الذم وتذم صاحبه.
احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة.
إنها تظهر جلية مشينة في الحكم على الآخرين قدحا ومدحا, فهذا يمدح ممدوحه حتى يوصله ذرى الجبال, فلا تزال تسمع المدح, والمبالغة في المدح, حتى يرتفع الممدوح أعلى قمم الجبال.. وإذا حصل أمر, تغيّر هذا المدح وتبدل, وصار الأنف ذنبا, ونصبت المجانيق, وأُرسلت الصواعق, وسُلّت السيوف, ورُفعت المعاول, ومن قمم الجبال إلى حضيض الإهمال.
لا تبالغ في الشر مهما استطعتا ... وتغافل واحلم إذا ما قدرتا
فانقلاب الأمور أسرع شـــــــــــيء ... وتجازى بضـــــــعف ما قدرتا.
وما أجمل الصدق والاعتدال{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}(). {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ} ().