Hishamaryqy

Share to Social Media

اﻟﺘﺮﺩﺩ ﻭاﻟﺘﺬﺑﺬﺏ ﻭاﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭاﻻﺭﺗﻴﺎﺏ, ﻫﺬا اﻟﺴﺒﺐ ﺟﻌﻞ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺳﻠﺒﻴﺎ، ﻭﺟﻌﻞ ﻛﺜﻴﺮا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺱ ﺻﻔﺮا، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﻳﺮﺿﻲ ﻭﻻ ﻳﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﻳﺘﺒﻊ، ولا يدري كيف يبدأ، ﻭﻟﻘﻠﺔ عزيمته ﻭضعف إرادته ﺃﺻﺒﺢ ﻛﺎﻟﺮﻳﺸﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺐ اﻟﺮﻳﺢ، ضعيفا جبانا يخاف ويتراجع ويتضعضع.
ﻓﺎﺛﺒﺖ، ﻭاﺗﺮﻙ اﻟﺘﺮﺩﺩ ﻭاﻟﺤﻴﺮﺓ والارتباك، ﻭاﻛﺜﺮ ﺑﻞ وﺭﺩﺩ ﺩاﺋﻤﺎ ﻗﻮﻟﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-: ((اﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ اﻟﺜﺒﺎﺕ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻭاﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺷﺪ))(). ﻓﺈﺫا ﺣﺼﻞ اﻟﺜﺒﺎﺕ ﺃﻭﻻً, ﻭاﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﺃﻓﻠﺢ ﻛﻞ اﻟﻔﻼﺡ {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}().
أنصحك نصيحة والد لولده: إن رأيت نفسك تريد أمرا من الأمور المباحة والمشروعة فاتخذ قرارك بنفسك, وإياك والتردد والاضطراب والتراجع، فإﺫا ﻫﻤﻤﺖ ﻓﺒﺎﺩﺭ، ﻭﺇﺫا ﻋﺰﻣﺖ ﻓﺜﺎﺑﺮ، ﻭاﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ اﻟﻤﻔﺎﺧﺮ ﻣﻦ ﺭﺿﻲ ﺑﺎﻟﺼﻒ اﻵﺧﺮ.
ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻨﻮﻳﻪ ﻓﻌﻼ ﻣﻀﺎﺭﻋﺎ ... ﺃﻻ ﻓﺎﺟﻌﻠﻪ ﻣﺎﺿﻴﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮاﺯﻡ.
ﺇﻥ الكثير ﻣﻨﺎ ﻳﻀﻄﺮﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﻗﺮاﺭا، ﻓﻴﺼﻴﺒﻪ اﻟﻘﻠﻖ ﻭاﻟﺤﻴﺮﺓ ﻭاﻹﺭﺑﺎﻙ ﻭاﻟﺸﻚ، ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺃﻟﻢ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﻓﻲ ﺻﺪاﻉ ﺩاﺋﻢ. ﺇﻥ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻭﺭ ﻭﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﻴﺮ اﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻗﻠﻴﻼ، ﻓﺈﺫا ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻇﻨﻪ اﻟﺮﺃﻱ اﻷﺻﻮﺏ, ﻭاﻟﻤﺴﻠﻚ اﻷﺣﺴﻦ, ﺃﻗﺪﻡ ﺑﻼ ﺇﺣﺠﺎﻡ، ﻭاﻧﺘﻬﻰ ﻭﻗﺖ اﻟﻤﺸﺎﻭﺭﺓ ﻭاﻻﺳﺘﺨﺎﺭﺓ، ﻭﻋﺰﻡ ﻭﺗﻮﻛﻞ، ﻭﺻﻤﻢ ﻭﺟﺰﻡ، ﻟﻴﻨﻬﻲ ﺣﻴﺎﺓ الترﺩﺩ ﻭاﻻﺿﻄﺮاﺏ.
ﻟﻘﺪ ﺷﺎﻭﺭ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- اﻟﻨﺎﺱ ﻳﻮﻡ ﺃﺣﺪ، ﻓﺄﺷﺎﺭﻭا ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ، ﻓﻠﺒﺲ ﻷﻣﺘﻪ ﻭﺃﺧﺬ ﺳﻴﻔﻪ، ﻗﺎﻟﻮا: ﻟﻌﻠﻨﺎ ﺃﻛﺮﻫﻨﺎﻙ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻟﻮ ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻗﺎﻝ: ((ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﺒﻲ ﺇﺫا ﻟﺒﺲ ﻷﻣﺘﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻋﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﻀﻲ اﻟﻠﻪ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺪﻭﻩ))().ﻭﻋﺰﻡ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺮﻭﺝ.
وشاورهم يوم بدر وهم لم يكن لهم النية للقتال، والاستعداد للمواجهة، لكنهم عزموا وأخلصوا فواجهوا بقوة العزيمة، وحسن الإخلاص، ودفع التردد والاضطراب. حتى قال قائل المهاجرين: اﻣﺾ ﻟﻤﺎ ﺃﺭاﻙ اﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﺑﻨﻮ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻤﻮﺳﻰ: اﺫﻫﺐ ﺃﻧﺖ ﻭﺭﺑﻚ ﻓﻘﺎﺗﻼ ﺇﻧﺎ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻗﺎﻋﺪﻭﻥ، ﻭﻟﻜﻦ اﺫﻫﺐ ﺃﻧﺖ ﻭﺭﺑﻚ ﻓﻘﺎﺗﻼ ﺇﻧﺎ ﻣﻌﻜﻤﺎ ﻣﻘﺎﺗﻠﻮﻥ، ﻓﻮ اﻟﺬﻱ ﺑﻌﺜﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻟﻮ ﺳﺮﺕ ﺑﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻙ اﻟﻐﻤﺎﺩ ﻟﺠﺎﻟﺪﻧﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﻠﻐﻪ.
ﻭﺇﺫا ﺑﻘﺎﺋﻞ اﻷﻧﺼﺎﺭ ﻳﻮﻗﻆ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ، ﻭﻳﺪﻓﻊ اﻟﻤﺘﺮﺩﺩ ﺇﻟﻰ اﻹﻗﺪاﻡ، ﻭﻳﻨﺒﻪ اﻟﻐﺎﻓﻞ ﺇﻟﻰ اﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﻨﻔﻮﺱ، ﻓﻴﻘﻮﻝ: ﻭاﻟﻠﻪ ﻟﻜﺄﻧﻚ ﺗﺮﻳﺪﻧﺎ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ: ﺃﺟﻞ! ﻗﺎﻝ: ﻓﻘﺪ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻚ ﻭﺻﺪﻗﻨﺎﻙ، ﻭﺷﻬﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺟﺌﺖ ﺑﻪ ﻫﻮ اﻟﺤﻖ، ﻭﺃﻋﻄﻴﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻋﻬﻮﺩﻧﺎ ﻭﻣﻮاﺛﻴﻘﻨﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻤﻊ ﻭاﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻓﺼﻞ ﺣﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ، ﻭاﻗﻄﻊ ﺣﺒﺎﻝ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ، ﻭﺳﺎﻟﻢ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ، ﻭﻋﺎﺩ ﻣﻦ ﺷﺌﺖ، ﻭﺧﺬ ﻣﻦ ﺃﻣﻮاﻟﻨﺎ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻣﺎ ﺷﺌﺖ، ﻭﻣﺎ ﺃﺧﺬﺕ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﻤﺎ ﺗﺮﻛﺖ، ﻭﻣﺎ ﺃﻣﺮﺕ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﻓﺄﻣﺮﻧﺎ ﺗﺒﻊ ﻷﻣﺮﻙ، ﻓﺎﻣﺾ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﻟﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ، ﻓﻨﺤﻦ ﻣﻌﻚ ﻣﺎ ﺗﺨﻠﻒ ﻣﻨﺎ ﺭﺟﻞ ﻭاﺣﺪ، ﻭﻣﺎ ﻧﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺑﻨﺎ ﻋﺪﻭﻧﺎ ﻏﺪا، ﺇﻧﺎ ﻟﺼﺒﺮ ﻓﻲ اﻟﺤﺮﺏ، ﺻﺪﻕ ﻋﻨﺪ اﻟﻠﻘﺎء، ﻭﻟﻌﻞ اﻟﻠﻪ ﻳﺮﻳﻚ ﻣﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﻘﺮ ﺑﻪ ﻋﻴﻨﻚ، ﻓﺴﺮ ﺑﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻛﺔ اﻟﻠﻪ().
ﺇﻥ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺩﺩ، ﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻀﺎء ﻭﺗﺼﻤﻴﻢ ﻭﻋﺰﻡ ﺃﻛﻴﺪ، ﻓﺈﻥ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭاﻟﺒﺴﺎﻟﺔ ﻭاﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻓﻲ اﺗﺨﺎﺫ اﻟﻘﺮاﺭ.
ﺇﻥ الترﺩﺩ ﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ اﻟﺮﺃﻱ، ﻭﺑﺮﻭﺩ ﻓﻲ اﻟﻬﻤﺔ، ﻭﺧﻮﺭ ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ, ﻭﺷﺘﺎﺕ ﻟﻠﺠﻬﺪ، ﻭﺇﺧﻔﺎﻕ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺮ. ﻭﻫﺬا الترﺩﺩ ﻣﺮﺽ ﻻ ﺩﻭاء ﻟﻪ ﺇﻻ اﻟﻌﺰﻡ ﻭاﻟﺠﺰﻡ ﻭاﻟﺜﺒﺎﺕ. ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻧﺎﺳﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﻮاﺕ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﻥ ﻭﻳﺤﺠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﻗﺮاﺭاﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ، ﻭﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺣﻘﻴﺮﺓ، ﻭﻣﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻋﻨﻬﻢ ﺇﻻ ﺭﻭﺡ اﻟﺸﻚ ﻭاﻻﺿﻄﺮاﺏ، ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﻓﻲ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ.
ﺇﻧﻬﻢ ﺳﻤﺤﻮا ﻟﻹﺧﻔﺎﻕ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﻭاﺣﻬﻢ ﻓﻮﺻﻞ، ﻭﺳﻤﺤﻮا ﻟﻠﺘﺸﺘﺖ ﻟﻴﺰﻭﺭ ﺃﺫﻫﺎﻧﻬﻢ ﻓﺰاﺭ.
ﺇﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﺱ اﻟﻮاﻗﻌﺔ، ﻭﺗﺘﺄﻣﻞ اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ، ﻭﺗﺴﺘﺸﻴﺮ ﺃﻫﻞ اﻟﺮﺃﻱ، ﻭﺗﺴﺘﺨﻴﺮ ﺭﺏ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ، ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﻻ ﺗﺤﺠﻢ، ﻭﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬ ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻟﻚ ﻋﺎﺟﻼ ﻏﻴﺮ ﺁﺟﻞ.
ﻭﻗﻒ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ ﻳﺴﺘﺸﻴﺮ اﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺣﺮﻭﺏ اﻟﺮﺩﺓ، ﻓﺄﺷﺎﺭ اﻟﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺪﻡ اﻟﻘﺘﺎﻝ، ﻟﻜﻦ ﻫﺬا اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ اﻟﺼﺪﻳﻖ اﻧﺸﺮﺡ ﺻﺪﺭﻩ ﻟﻠﻘﺘﺎﻝ، ﻷﻥ ﻫﺬا ﺇﻋﺰاﺯ ﻟﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻗﻄﻊ ﻟﺪاﺑﺮ اﻟﻔﺘﻨﺔ، ﻭﺳﺤﻖ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ اﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺪاﺳﺔ اﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺭﺃﻯ ﺑﻨﻮﺭ اﻟﻠﻪ ﺃﻥ اﻟﻘﺘﺎﻝ ﺧﻴﺮ، ﻓﺼﻤﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻳﻪ، ﻭﺃﻗﺴﻢ: ﻭاﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ، ﻷﻗﺎﺗﻠﻦ ﻣﻦ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺰﻛﺎﺓ، ﻭاﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﻣﻨﻌﻮﻧﻲ ﻋﻘﺎﻻ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺆﺩﻭﻧﻪ ﻟﺮﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻟﻘﺎﺗﻠﺘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻪ. ﻗﺎﻝ ﻋﻤﺮ: ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺷﺮﺡ ﺻﺪﺭ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ، ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻧﻪ اﻟﺤﻖ. ﻭﻣﻀﻰ ﻭاﻧﺘﺼﺮ ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺃﻳﻪ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، اﻟﺼﺤﻴﺢ اﻟﺬﻱ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﻋﻮﺝ().
أما المرتابين المتذبذبين المضطربين فإن حياتهم مليئة بالقلق والفتور{مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء}()لأﻧﻬﻢ ﻳﺼﻄﺤﺒﻮﻥ «ﻟﻮ» ﺩاﺋﻤﺎ، ﻭﻳﺤﺒﻮﻥ «ﻟﻴﺖ» ﻭﻳﻌﺸﻘﻮﻥ «ﻟﻌﻞ» ﻓﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻮﻳﻖ، ﻭﻋﻠﻰ اﻹﻗﺪاﻡ ﻭاﻹﺣﺠﺎﻡ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﺘﺬﺑﺬﺏ{فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ}() فلا ﺗﺮﺗﺎﺏ ﻭﻻ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﻗﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺸﻘﺎﺕ اﻟﻄﺮﻳﻖ، ومهما كانت هناك معوقات، ومهما كانت هناك عقبات، فالمؤمن السعيد ﻻ ﻳﻌﺮﻑ اﻟﺘﺮﺩﺩ، ﺑﻞ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺣﺪﺩ ﻏﺎﻳﺘﻪ ﻳﻤﻀﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻠﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء، ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﻡ اﻟﻻﺋﻤﻴﻦ ﻭﻻ ﻋﺬﻝ اﻟﻌﺎﺫﻟﻴﻦ، ولا إلى كلام المثبطين، فإنه ﻻ ﻳﻀﻴﺮ اﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ﻛﻼﻡ اﻟﺴﺎﻗﻄﻴﻦ، والنقد اﻟﻈﺎﻟﻢ منهم ﻗﻮﺓ ﻟﻠﻨﺎﺟﺢ، ﻭﺩﻋﺎﻳﺔ ﻣﺠﺎﻧﻴﺔ، ﻭاﻋﻼﻥ ﻣﺤﺘﺮﻡ ﻟﻪ، ﻭﺗﻨﻮﻳﻪ ﺑﻔﻀﻠﻪ.
ﻭﺇﺫا ﺃﺗﺘﻚ ﻣﺬﻣﺘﻲ ﻣﻦ ﻧﺎﻗﺺ ... ﻓﻬﻲ اﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻟﻲ ﺑﺄﻧﻲ ﻛﺎﻣﻞ.
فلا تتردد في فعل ما هو خير, حتى وإن رأيت صغر الخير فليكن في علمك أن اﻟﻘﻄﺮﺓ ﻣﻊ اﻟﻘﻄﺮﺓ ﻧﻬﺮ، ﻭاﻟﺪﺭﻫﻢ ﻣﻊ اﻟﺪﺭﻫﻢ ﻣﺎﻝ، ﻭاﻟﻮﺭﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻮﺭﻗﺔ ﻛﺘﺎﺏ، ﻭاﻟﺴﺎﻋﺔ ﻣﻊ اﻟﺴﺎﻋﺔ ﻋﻤﺮ().
ﺇﺫا ﻛﻨﺖ ﺫا ﺭﺃﻱ ﻓﻜﻦ ﺫا ﻋﺰﻳﻤﺔ... ﻓﺈﻥ ﻓﺴﺎﺩ اﻟﺮﺃﻱ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﺩﺩا
ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺫا ﻋﺰﻡ ﻓﺄﻧﻔﺬﻩ ﻋﺎﺟﻼ ...ﻓﺈﻥ ﻓﺴﺎﺩ اﻟﻌﺰﻡ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﻴﺪا.
ﻳﻘﻮﻝ أحد الخبراء: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﻮﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺮاﺭ ﻳﻨﻔﺬ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻴﻮﻡ، ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﺘﺨﻠﺺ ﻛﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻬﻤﻮﻡ ﻟﺒﺘﻲ ﺳﺘﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﺖ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻚ ﺇﺫا اﺗﺨﺬﺕ ﻗﺮاﺭا ﺣﻜﻴﻤﺎ ﻳﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ، ﻓﺎﻣﺾ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻭﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻣﺗﺮﺩﺩا ﺃﻭ ﻗﻠﻘﺎ ﺃﻭ ﺗﺘﺮاﺟﻊ ﻓﻲ ﺧﻄﻮاﺗﻚ، ﻭﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺎﻟﺸﻜﻮﻙ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻠﺪُ ﻏﻼ اﻟﺸﻜﻮﻙ، ﻭﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺭاء ﻇﻬﺮﻙ()
إني لأعرف أناس ممن يقربون إليّ كانوا يفوقوني ذكاء وفطنة وعقلا، وكنت أغار منهم ومن ذكاءهم, ولكنهم سقطوا في بحر التردد والتراجع والحيرة، فبقوا في ارتباك دائم، وقلق سرمدي بين الدراسة وعدم الدراسة, مذبذبين, لا إلى هذه ولا إلى تلك، حتى إن أحدهم دخل الكلية ودرس فصلا كاملا ولكن نفسه ما زالت مذبذبة فانحدر من الكلية, وترك الدراسة, وعاد للشغل العضلي المرهق, وأضاعوا أعمارهم, ونسفوا أوقاتهم{فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ}() فلم يكونوا صادقين في نياتهم بل بقوا مترددين{وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}().
وقد ترى الرجل موهوبًا ونابغة، فيأتي الكسل فيُخذِّلُ همته، ويمحق موهبته، ويطفئ نور بصيرته، ويشل طاقته.
قال الفراء -رحمه الله-: لا أرحم أحدًا كرحمتي لرجلين: رجلٍ يطلب العلم ولا فهم له، ورجل يفهم ولا يطلبه، وإني لأعجب ممن في وسعه أن يطلب العلم، ولا يتعلم().
ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا ... كنقص القادرين على التمام..
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

مقدمة الكتاب أين السعادة دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان حدد الهدف كن موحدا لله ولا تحزن. كن مؤمنا بالله. الهمة، الهمة الصدقة ضياء. لا تنتظر شكرا من أحد. املأ الدلو ماء ولا تملأه وحلاً. ومن الناس من يعبد الله على حرف. فنظر نظرة في النجوم. اغسل همومك بالنهر الجاري وقفة استراحة. البس لباس التقوى. السعداء لا يعلمون الغيب. دروب السعادة. نور على نور. لا تنسَ نصيبك من الميراث. إن للبيت ربا يحميه. كن صادقا مع الله. مشتقات السعادة. عندك دواء الأمراض. إياك والتسويف فهو مدمر السعادة. وقفة استراحة. لا تحزن إذا جهلك البشر. اغلق صفحة حزنك على الماضي. حقيقة الدنيا الحقيرة. كيف يكون اتصالك بالناس فعال. اشكر الله وتمتع بسعادة الشكر. اجبر خواطر الناس. تريض مع الحياة يطيب لك العيش. سعادتك في حسن خلقك. ولا تنسوا الفضل بينكم منتزهات القلوب. وقفة استراحة. لذة طلب العلم. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. بادر ولا تقف مترددا. الفرج يأتي بعد الشدة، فلا تحزن!. خريطة السعادة. مفتاح السعادة. ابذل المعروف يتسع لك الكون. كن جميلا ترى الوجود جميلا. نادِ يا الله!. العلم نور، السعداء يهتدون به. وقفة استراحة. لا تحمل الجبال على ظهرك. لا تحزن إن كنت معلما. أعيذك بالله أن تكون حاسدا. قل كلمة طيبة، او اصمت، تسلم من الأحزان. السعادة سفينة الحياة الزوجية. لا تخف من المستقبل. ارضى بما كتبه الله لك وقضاه. وكذلك جعلناكم أمة وسطا. وجعل بينكم مودة ورحمة. إياك والاقتراب من العشق الممنوع. وقفة استراحة. اصنع من الليمون شرابا حلوا. البلايا تجلب العطايا. رحمات الله إليك تتنزل. لا تحزن. مناجاة. لا تيأس. لا تشتري القليل بالكثير. السعادة تحت أقدام الأمهات. اطرق باب السعادة برفق. اثنان.. وواحدة. وقفة استراحة. أيها المحزنون. كثير ما يكون وهما لا حقيقة. قل انظروا ماذا في السموات والأرض. المطعم الحرام يذهب السعادة. أوصل رسالتي لزوجتك. سيجعل الله بعد عسر يسرا. الذهب يبقى ذهب. ابتسم في حين رفعت الأقلام وجفت الصحف. لا بأس أن تستشير طبيبك. الحزن غير موجود. وقفة استراحة. اغتنم فرص السعادة. لست المصاب وحدك. هل تذوقت حلاوة الإيمان. فاصفح الصفح الجميل. كن سعيدا ولا تصنع الأحزان. لذة التلاوة وحلاوة القراءة. في ظلال القرآن. ولا تنسَ نصيبك من الدنيا. فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين. قليل دائم خير من كثير منقطع. وقفة استراحة. لا تحزن على الرزق فهو مضمون. استغل مواهبك ولا تقارن نفسك بالآخرين. تبسمك في وجه أخيك صدقة. احذر إذاعة[قالوا]. التمس العذر لإخوانك المسلمين. اتقوا فراسة المؤمن. هناك ما هو أحلى من العسل. اصنع السعادة بنفسك. وتلك الأيام نداولها بين الناس. اقطع جواز سفرك إلى الآخرة. وقفة استراحة. أكثر من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل. ثلاثة وأربعة وخمسة وستة. الشرع أباح لك سرقة القلوب. ارضَ بالقليل يأتيك الكثير. عجائب الدعاء. ما ودعك ربك وما قلى. اطلق جناحي با اطير. هل جربت؟!!. كيف تحزن على الرزق وربنا يقول: رضاء الناس غاية لا تدرك. وقفة استراحة. لا تخاف مما يشاع. ابذل كل ما بوسعك لنيل السعادة. كن كالنحل، تمتص الرحيق برفق. لكل مقام مقال. لا تصطاد في الماء العكر. حب الصحابة لنبيهم عليه الصلاة والسلام. لا تقتل سعادتك باللحوم المسمومة. ما أعظم لذة حب الله. احذر سهام الليل المحزنة. تمهل ولا تستعجل. وقفة استراحة. كيف تجعل سريرتك نقية. لا تهدي سعادتك للآخرين. لا تحزن إن قيل لك: لا. تذوق لذة معرفة الله. فإن كل ذي نعمة محسود. وجعلنا الليل لباسا. النعيم لا يدرك بالنعيم. ألا بذكر الله تطمئن القلوب. أربعة أمراض تذهب سعادتك، أسال الله أن يشفيك منها. أمهات سطرهن التاريخ وقفة استراحة. سعادة الصالحين وأخبارهم في سعادتهم. ما أجمل رائحة حامل المسك. لا تحزن أيها المبتلى. هنيئا لك بهذه الزوجة. نصائح طبية تنفعك. احذر العقوق فيسلبك سعادتك. الملائكة تحفك والله يذكرك فيمن عنده. النظر في الصور قد يسلبك سعادتك تمتع بتقليب صفحات حياتك. يمشون على الأرض هونا. وقفة استراحة. يالها من مواعظ مثيرة للقلب. عمل الخير في يومه يدفع عنك الشر في يومه. لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. خمس جوائز في القرآن الكريم الفراغ أقوى أسباب الهموم، فاحذره. رفقا بالقوارير. أنيس القلب ورياض الجنة. ترتفع قيمتك وتسعد حياتك في حسن خلقك. وأعتزلكم وما تدعون من دون الله نعمة المصيبة وأجرها الوافر وقفة استراحة. الحق ضالة المؤمن. وصيتي لك في خمس لاءات. اغلق عينيك ثم انظر. انظر وطالع في جليسك. لا تكن أنت هو!!. لا تستخف بالحقير فقد يسلبك سعادتك. ومن دخله كان آمنا. أرحنا بها يا بلال. شجاعة الرعيل الأول في ميدان بدر. هل من سائل فأعطيه. وقفة استراحة. تلك عشرة كاملة. حسن المقصد. الهمة طريق القمة. المسارعة وعدم الإفراط. الشعور بالقوة والعزة. الشجاعة والتضحية مهما كلف الثمن. حب الخير للآخرين. وتعاونوا على البر والتقوى. حسن الظن بالآخرين. تأثير الحبل على الصخر ما أجمل الابتسامة. وقفة استراحة. حقيقة القرآن وأسراره وتأثيره على النفوس. حتى تكون سعيدا. السعادة الحقيقية الخاتمة.
Write and publish your own books and novels NOW, From Here.