الفرج يأتي بعد الشدة, وبعد العسر يسرا, وبعد الليل نهار, وبعد الجوع شبع, وبعد التعب راحة, وبعد الحزن سعادة, وبعد الضيق سعة, وبعد الفقر غنى{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً}(), سيحل القيد, وينقطع الحبل, ويفتح الباب, وينزل الغيث, ويصل الغائب, وتصلح الأحوال.
{فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}() يفتح الأقفال, ويكشف الكرب الثقال, ويزيل الليالي الطوال, ويشرح البال, ويصلح الحال.
{كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}()يكشف كربا, ويغفر ذنبا, ويعطي رزقا, ويشفي مريضا, ويعافي مبتلى، ويفك مأسورا، ويجبر كسيرا.
يقول -عليه الصلاة والسلام- لابن عباس: (( يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك, احفظ الله تجده تجاهك, إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك, جفت الأقلام, ورفعت الصحف.. واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا)) ().
والعرب تقول في الأمثال: (إذا اشتد الحبل انقطع)؛ أي: إذا اشتدت الكرب سهلها الله -عز وجل-.
وفي كتاب «الفرج بعد الشدة» أكثر من ثلاثين كتابا، كلها تخبرنا أن في ذروة المدلهمات انفراجا، وفي قمة الأزمات انبلاجا، وأن أكثر ما تكون مكبوتا حزينا غارقا في النكبة، أقرب ما تكون إلى الفتح والسهولة والخروج من هذا الضنك، وساق لنا التنوخي في كتابه الطويل الشائق، أكثر من مائتي قصة لمن نكبوا، أو حبسوا أو عزلوا، أو شردوا وطردوا، أو عذبوا وجلدوا، أو افتقروا وأملقوا، فما هي إلا أيام، فإذا طلائع الإمداد وكتائب الإسعاد وافتهم على حين يأس، وباشرتهم على حين غفلة، ساقها لهم السميع المجيب. إن التنوخي يقول للمصابين والمنكوبين: اطمئنوا، فلقد سبقكم فوق في هذا الطريق وتقدمكم أناس:
صحب الناس قبلنا ذا الزمانا ... وعناهم من شأنه ما عنانا
ربما تحسن الصنيع ليـ ... ـاليه ولكن تكدر الإحسان().
الفرج يأتي بعد الشدة, فإن شدّت بك الأزمات فانظر بقلبك إلى السماء وانتظر الفرج, فكم في الأرض ممن أُصيبوا بمصائب, وضاقت عليهم الأرض بما رحبت, وضاقت عليهم أنفسهم, ثم ما هي إلى لحظات, أو أيام, إلا والفرج حلّ بهم, وكشف الله غمهم وما أصابهم, فانقلبوا إلى سعادة وسرور{فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}().
وقد ذكر الله –تعالى-، فيما اقتصه من أخبار الأنبياء، وشدائد ومحنا، استمرت على جماعة من الأنبياء -عليهم السلام-، وضروبا جرت عليهم من البلاء، وأعقبها بفرج وتحفيف، وتداركهم فيها بصنع جليل لطيف.
يقول التنوخي: فأول ممتحن رضي، فأعقب بصنع خفي، وأغيث بفرج قوي، أول العالم وجودا، آدم أبو البشر -صلى الله عليه-، كما ذكر، فإن الله خلقه في الجنة، وعلمه الأسماء كلها، وأسجد له ملائكته، ونهاه عن أكل الشجرة، فوسوس له الشيطان، وكان منه ما قاله الرحمن في محكم كتابه: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}(). هذا بعد أن أهبطه الله إلى الأرض، وأفقده لذيذ ذلك الخفض، فانتقضت عادته، وغلظت محنته، وقتل أحد ابنيه الآخر، وكانا أول أولاده.
فلما طال حزنه وبكاؤه، واتصل استغفاره ودعاؤه، رحم الله -عز وجل- تذللهُ وخضوعه، واستكانته ودموعه، فتاب عليه وهداه، وكشف ما به ونجاه.
فكان آدم -عليه السلام-، أول من دعا فأجيب، وامتحن فأثيب، وخرج من ضيق وكرب، إلى سعة ورحب، وسلى همومه، ونسي غمومه، وأيقن بتجديد الله عليه النعم، وإزلته عنه النقم، وأنه –تعالى- إذا استرحم رحم.
فأبدله الله –تعالى- بتلك الشدائد، وعوضه من الابن المفقود، والابن العاق الموجود، نبي الله شيث -عليه السلام-، وهو أول الأولاد البررة بالوالدين ووالد النبيين والصالحين، الذي جعل الله ذريته هم الباقين، وخصهم من النعم بما لا يحيط به وصف الواصفين.
ثم نوح -عليه السلام-، فإنه امتحن بخلاف قومه عليه، وعصيان ابنه له، والطوفان العام، واعتصام ابنه بالجبل، وتأخره عن الركوب معه، بركوب السفينة وهي تجري بهم في موج كالجبال، وأعقبه الله الخلاص من تلك الأهوال، والتمكن في الأرض، وتغييض الطوفان، وجعله شبيها لآدم، لأنه أنشأ ثانيا جميع البشر منه، كما أنشأهم أولا من آدم -عليه السلام-، فلا ولد لآدم إلا من نوح{وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}(){وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}().
وانظر إلى يونس بن متَّى -عليه السلام-, في ظلمات ثلاث، لا أهل، ولا ولد، ولا صاحب، ولا حبيب، ولا قريب، إلا الله الواحد الأحد، فهتف بالكلمة الصادقة المؤثرة النافعة{لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}() وفي الآية التالية جاء الفرج من الذي لا يغفل ولا ينام{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
ويعقوب ويوسف -عليهما السلام-، فقد أفرد الله –تعالى- بذكر شانهما، وعظيم بلواهما وامتحانهما، سورة محكمة، بين فيها كيف حسد إخوة يوسف، يوسف، على المنام الذي بشره الله –تعالى- فيه بغاية الإكرام، حتى طرحوه في الجب، فخلصه الله –تعالى- منه، بمن أدلى الدلو، ثم استعبد، فألقى الله –تعالى- في قلب من صار إليه إكرامه، واتخاذه ولدا، ثم مراودة امرأة العزيز إياه عن نفسه، وعصمة الله له منها، وكيف جعل عاقبته بعد الحبس، إلى ملك مصر، وما لحق يعقوب من العمى لفرط البكاء، وما لحق إخوة يوسف من التسرق، وحبس أحدهم نفسه، حتى يأذن له أبوه، أو يحكم الله له، وكيف أنفذ يوسف إلى أبيه قميصه، فرده الله به بصيرا، وجمع بينهم، وجعل كل واحد منهم بالباقين وبالنعمة مسرورا{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضَيِعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}().
وأيوب -عليه السلام-، وما امتحن به من الأسقام وعظم اللأواء، والدود والأدواء، وجاء القرآن بذكره، ونطقت الأخبار بشرح أمره، وسرد قصته, وارتفع شأنه بقوة صبره -عليه السلام-, فكشف الله ما به من المرض, وعافاه وطهره, وأبدله جسدا أفضل من جسده, وأولادا أكثر من أولاده{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ}().
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج.
وموسى -عليه السلام-, ألقت به أُمه في البحر وهو طفل صغير, وتربّى في وقت فيه القتل للأطفال, واستحياء للنساء, ولا شدة أعظم من أن يبتلى الناس بملك يذبح أبناءهم، حتى ألقت أم موسى ابنها في البحر مع طفوليته، ولا أعظم من حصول طفل في البحر، فكشف الله -تبارك اسمه- ذلك عنه، بالتقاط آل فرعون له، وما ألقاه في قلوبهم من الرقة عليه، حتى استحيوه، وتحريم المراضع عليه حتى ردوه إلى أمه، وكشف عنها الشدة من فراقه، وعنه الشدة في حصوله في البحر.
ثم أراد فرعون قتله بعد أن قتل ذلك الرجل القبطي, فهرب من مصر إلى مدين خائفا فزعا, فوجد في طريقه ما قصّ الله خبره في كتابه من المرأتين اللتينِ سقا لهما, واستظلّ تحت شجرة لا طعام ولا شراب, ولا صاحب ولا أنيس, فنظر إلى السماء بعين التفاؤل بالفرج فقال: { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}().
فأتاه الفرج من عند الذي لا يغفل ولا ينام, وانظر أنت كيف زوجّه شعيب ابنته، بعد أن استأجره ثماني حجج، وأنه خرج بأهله من عند شعيب فرأى النار، فمضى يقتبس منها، فكلمه الله –تعالى-، وجعله نبيا، وأرسله إلى فرعون، فسأله أن يرسل معه أخاه هارون، فشد الله –تعالى- عضده به، وجعله نبيا معه، فأي فرج أحسن من فرج أتى رجلا خائفا، هاربا، فقيرا، قد أجر نفسه ثماني حجج، بالنبوة والملك؟ وحصل في طريقه على ما هو أكمل في السعادة والانشراح والسرور واللذة وهو: تكليمه لربه -جلّ جلاله-؛ فهي أعظم ما نتمناها في الآخرة, فسبحان الله! لحظات إلا وينقلب كل شيء وكأنه لم يكن هناك ما يدعي إلى الحزن .
وهذا سيد الخلق -عليه الصلاة السلام-, لما خاف أن يلحقه المشركون، حين سار عن مكة مهاجرا، دخل الغار هو وأبو بكر –الصديق-، فاستخفى فيه، فأرسل الله عنكبوتا فنسج في الحال على باب الغار، وحمامة عششت, وباضت، وفرخت للوقت، فلما انتهى المشركون إلى الغار، رأوا ذلك، فلم يشكوا أنه غار لم يدخله حيوان منذ حين، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر، ليريان أقدامهم، ويسمعان كلامهم، فلما انصرفوا، وأبعدوا، وجاء الليل، خرجا، فسارا نحو المدينة، فورداها سالمين.
ومن المحن التي لحقته من شق الفرث عليه، ومحاولة أبي جهل، وشيبة وعتبة ابني ربيعة، وأبي سفيان صخر بن حرب والعاص بن وائل، وعقبة بن أبي معيط، وغيرهم، قتله، وما كانوا يكاشفونه به، من السب والتكذيب، والاستهزاء والفدع والتأنيب، ورميهم إياه بالجنون، وقصدهم إياه غير دفعة بأنواع الأذى والعضيهة والافتراء، وحصرهم إياه -صلى الله عليه وسلم-، وجميع بني هاشم في الشعب، وتخويفهم إياه، وتدبيرهم أن يقتلوه، حتى بعد، وبيّت عليا -عليه السلام- على فراشه، ما يطول اقتصاصه، ويكثر شرحه، ثم أعقبه الله –تعالى- من ذلك بالنصر والتمكين، وإعزاز الدين، وإظهاره على كل دين، وقمع الجاحدين والمشركين، وقتل أولئك الكفرة المارقين والمعاندين، وغيرهم من المكذبين الكاذبين، الذين كانوا عن الحق ناكثين، وبالدين مستهزئين، وللمؤمنين مناصبين متوعدين، وللنبي -صلى الله عليه وسلم- مكاشفين محاربين، وأذل من بقي منهم بعز الإسلام بعد أن عاذ بإظهاره، وأضمر الكفر في إسراره، فصار من المنافقين الملعونين().
وكل هذه أخبار عن محن عظيمة انجلت بمنح جليلة، ويجب على العاقل تأملها، ليعرف كنه تفضل الله -عز وجل- بكشف شدائده وإغاثته، بإصلاح كل فاسد لمن تمسك بطاعته، وأخلص في خشيته، وأصلح من نيته، فسلك هذه السبيل، فإنها إلى النجاة من المكاره، أوضح طريق، وهدى دليل.
إذاً: فلا تضِقْ ذرعاً فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة: انتظار الفرج، الأيام دُوَل، والدهر قُلَّب، والليالي حُبالَى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً{فإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا}().
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البالِ
ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حالِ.
فلا يأس والله يُدعَى، ولا قنوط والله يُرجَى، ولا خيبة والله يُعبَد، ولا إحباط والله يُؤمن، -جل في علاه- فإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله ((واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)) ().
فإذا بلغ بك الأمر غايته فاعلم أن اليقين عند الضيق، وكلما اشتد البلاء كان اليقين أكمل في الإنسان، وكان الفرج قريباً{وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ}()فالإنسان قد تكون نفسه ضيقة ولكن الأرض واسعة عليه، وقد تكون الأرض ضيقة عليه ولكن نفسه واسعة، فقد تجد أعداءه كثيرين، أو تجد البلايا تحيط به في أمواله وأهله وأولاده، ولكن نفسه منشرحة وقلبه متسع ويقينه بالله عظيم، فهذا ضيق الخارج، ولكنه منشرح الداخل، وقد يكون ضيقاً في داخله موسّعاً في خارجه، فتجده من أغنى الناس ولكن في داخل قلبه من الأمراض النفسية والضيق والكبت والهمّ ما لا يعلمه إلا الله –تعالى-. إذاً: الضيق إما من الخارج وإما من الداخل، فالله أشار إلى هؤلاء الثلاثة جاءهم الضيق من الناحيتين{ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ} لكن: {وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ} لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه، فجاءهم الفرج, وتاب الله عليهم.
فكلما اشتدت عليك المصائب وأحاطت بك الديون والغموم والهموم فاعلم أن الله قريب منك، ولذلك انظر إلى الكفار عبدة الأصنام يعبدون غير الله -عز وجل- ويستغيثون ويستجيرون بغيره، فإذا أصابهم الضر قالوا: لا إله إلا الله، فكشف عنهم وفرَّج الله كربهم{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}().
فكلما قوي يقين الإنسان واشتدت عليه المصائب والمصاعب والمتاعب فليعلم أن الفرج قريب, وأن الكشف آتي, وأن العون نازل من الله –تعالى-.
يقول بعض أهل العلم: إن الشدائد -مهما تعاظمت وامتدت-, لا تدوم على أصحابها، ولا تخلد على مصابها، بل إنها أقوى ما تكون اشتدادا وامتدادا واسودادا، أقرب ما تكون انقشاعا وانفراجا وانبلاجا، عن يسر وملاءة، وفرج وهناءة، وحياة رخية مشرقة وضاءة، فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان، وهكذا نهاية كل ليل غاسق، فجر صادق().
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ... ويحمد غب السير من هو سائر.