{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}().
إذا اضطرب البحر، وهاج الموج، وهبت الريح، نادى أصحاب السفينة: يا الله!.
إذا جاء السقم, ويبس البدن, وثقلت اللسان عن الكلم, وخاب أطباء البشر: نادى المريض بلقبه يا الله!.
إذا تسلط الجبار بجبروته, وأخذ المال بقوته, وأُغلق باب النصرة, رفع المظلوم يده ونادى: يا الله!.
إذا هاجت أمواج الحزن, واضطرب بحر الكدر, وهبت رياح الهموم, وكادت تغرق سفينة النفس, نادى صاحبها بصوت خافت: يا الله!.
إذا ضل الحادي في الصحراء, ومال الركب عن الطريق، وحارت القافلة في السير، نادوا: يا الله!.
إذا وقعت المصيبة، وحلت النكبة, وجثمت الكارثة، نادى المصاب المنكوب: يا الله!.
إذا أوصدت الأبواب أمام الطالبين، وأسدلت الستور في وجوه السائلين، صاحوا: يا الله!.
إذا بارت الحيل, وضاقت السبل, وانتهت الآمال, وتقطعت الحبال، نادوا: يا الله!.
إذا تعسّر عليك الرزق وأُغلقت أبوابه, وغطى عليك الفقر وسُدّت منافذه, واشتعل قلبك بالضيق واشتدت عليك ناره: نادِ يا الله! .
إذا ضاقت بك المسالك, وأحاطت بك المهالك, واشتدت عليك الأزمات, الهث بصوتك: يا الله!.
من لك غير الله؟! من ناصرك غير الله؟! من يحفظك غير الله؟! من يسترك غير الله؟! من يرزقك غير الله؟! من يفرحك غير الله؟! من يسعدك غير الله؟! من يجبرك غير الله؟! من ألهمك غير الله؟! من أغناك غير الله؟! من يشفيك غير الله؟! من يسقيك غير الله؟! من يطعمك غير الله؟! من يُلبسك غير الله؟! من يكفلك غير الله؟! من يُغيثك غير الله؟!.
إليه تُرفع الأيادي, وتلهث الألسن, وترتفع الأصوات, وتستغيث القلوب, هو المُرتجى, وإليه المُشتكى, وهو السميع لكل من رفع يداه ودعا.
أنت المنادى به في كلّ حادثةٍ ... وأنت ملْجأ من ضاقت به السُّبُلُ
أنت الغياث لمن سُدت مذاهبُهُ ... أنت الدليل لمن ضاقت به الحيلُ
إنَّا قصدناك والآمالُ واقعة ... عليك والكل ملهوفٌ ومبتَهِلُ
فإن غفرت فعن طولٍ وعن كرمٍ ... وإن سطوْتَ فأنت الحاكمُ العَدِلُ.
إليه تمد الأكف في الأسحار، والأيادي في الحاجات، والأعين في الملمات، والأسئلة في الحوادث.
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب، ويثوب الرشد، ويستقر اليقين{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ}().
الله: أحسن الأسماء وأجمل الحروف، وأصدق العبارات، وأثمن الكلمات{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً}()؟!.
الله: صاحب العون والمدد والغوث والأمن والإعانة والغنى والرزق والفرح والسعادة والسرور والجبر والحبّ والإحسان والعزة والقوة والحكمة واللطف والعناية والزيادة{لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}().
الله: ذو الجلال والعظمة، والهيبة والجبروت, صاحب الغنى والبقاء، والقوة والنصرة، والعز والقدرة والحكمة{لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}().
الرحيم الرحمن, الكريم التواب, الغفور الودود, الحافظ الحليم, الشكور والمعطي{وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}().
اللهم يا شارح الصدور, ومطهر القلوب, وميسر الأمور, يا باسط اليدين بالرحمة, نقِ قلوبنا من الهمّ والحزن, وافتح لنا أبواب السعادة والأمل, وارزقنا صبرا جميلا, وعملا صالحا وتوفيقا.
اللهم ارزقنا حلاوة الإيمان, ونور الرضوان, وعذوبة القرآن, وعافية الأبدان, وضياء الإنفاق, وسعادة هذا الدين.
اللهم املأ قلوبنا بسعادة تمحي الأحزان, ويقين يزيد الإيمان, وصحة تعافي الأبدان, ونسمات يملؤها الاطمئنان, واجعل القلوب مملؤة سكينة ووقار.
اللهم سخر لنا من الأقدار أجملها, ومن الأمور أيسرها, ومن الأرزاق أوفرها.
اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة، وجزاء الحزن سرورا، وعند الخوف أمنا.
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين، وأطفئ جمر الأرواح بماء الإيمان.
يا رب، ألق على العيون الساهرة نعاسا أمنة منك، وعلى النفوس المضطربة سكينة، وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك، وضلال المناهج إلى صراطك، والزائغين عن السبيل إلى هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين.
اللهم أذهب عنا الحزن، وأزل عنا الهم، واطرد من نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الخوف إلا منك، والركون إلا إليك، والتوكل إلا عليك، والسؤال إلا منك، والاستعانة إلا بك، أنت ولينا، نعم المولى ونعم النصير().