{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}() نعم، ليسكن إليها، ولم يقل ليسكن معها، مما يؤكد معنى الاستقرار في السلوك والهدوء في الشعور، ويحقق الراحة والطمأنينة بأسمى معانيها؛ فكلّ من الزوجين يجد في صاحبه الهدوء عند القلق، والبشاشة عند الضيق.
إن أساس العلاقة الزوجية: الصحبة والاقتران القائمان على الودّ والأنس والتآلف. إنَّ هذه العلاقة عميقة الجذور بعيدة الآَماد، إنها أشبه ما تكون صلة للمرء بنفسه.
فهذه رسالتي أُريدك أن توصلها لزوجتك لعلها تغير في حياتك, وتعيش معها عيشة طيّبة مغمورة بالسعادة, وممزوجة بالفرح والسرور, حتى تجد فيها طعم الراحة والسكينة.
اعلمي أُختي الفاضلة أنه بإمكانك أن تجعلي بيتكِ واحة أمن يستظلُّ بها الزوج والأولاد, فإليكِ بعض الوصايا:
لا تجعلي وقت الراحة بالنسبة لزوجك وقت عمل في المنزل بالنسبة لكِ أنتي فيكون مصدر تعبٌ له.. لا تقابلي زوجكِ وقت دخوله المنزل بسيل الشكاوى من الأولاد, ومن التعب في المنزل.. حاولي التقليل من الضوضا التي يحدثها الأولاد في المنزل أثناء راحة زوجكِ.. كوني دائما بالصورة التي يحبها زوجكِ, من ناحية اللباس والمنطق ونفسِ الصدر.. شاركي زوجكِ اهتماماته وهوياته.. عليكِ بالصبر مع الزوج في الشدة والرخاء.. شاركي زوجكِ بأهدافه وأفكاره ومبادئه فالسعادة أن يعيش الزوجان لهدف واحد.. اجعلي بينكِ وبين زوجكِ الأخذ والعطاء والحب والحنان والهدوء والاطمئنان.. احذري من النظر إلى الآخرين, من ناحية الرجال فيبدو لكِ زوجكِ كريها, ومن ناحية العيش فيبدو لكِ زوجكِ فقيرا, ومن ناحية النساء فيبدو لكِ زوجكِ مغازلاً, واهتمي بالبيت والزوج والأولاد؛ وهذا -إن شاء الله- سيعينكِ على حياة سعيدة بينكِ وبين زوجكِ وأولادكِ.
وإليكِ أُختي الغالية أطباق شهية يتناولها زوجكِ لتعيشا في بيت يملؤة الفرح وتغمره السعادة, وإليكِ طريقة الاستعمال:
الطبق الأول: طبق سرمدي, هيّئي نفسكِ بأن تكونِ نظيفة ونقية من أدران الحقد والكراهية ممتلئة بالإيمان والعمل الصالح.. ثم ضعي إناء التقوى نصب عينيكِ.. ثم اخلطي الخير والمراقبة لله.. ثم صبي الحلم على الخلطة.. لا تنسي أن تضعي العفو عند المقدرة والتسامح في نهاية الخلطة.. ضعيها كلها في فرن المجاهدة على النفس.. وخففي من نار الغضب حتى لا تحرق الخلطة.. ثم انتظري ساعة حلوة من الصبر, وحاسبي نفسك على تقصيركِ مع الله.. ثم اخلطي النية والتوبة إلى الله معاً حتى تكون الوجبة خالصة لوجه الله من الشوائب, ثم جملي الطبق بالابتسام والرضا والصحة والعافية.
الطبق الثاني: طبق سكر العفو المعقود, خذي خمسة ملاعق من سكر العفو عن الخطأ من الزوج من عصبية وغضب وتقصير في الواجبات والطلبات.. ثم أضيفي إليه كوب الصفح الصافي المستخرج من قلبكِ الكبير.. ثم ضعيه على جود الذكريات البيضاء المبشورة الحلوة والأيام السعيدة من تدليل الزوج لكِ وشراء ما تحتاجينه وكلمات الطيبة التي يزينها لكِ على الدوام.. ثم ضعيها حتى تنعقد على سفرة نار الحادثة التي حصلت..
الطبق الثالث: طبق حلو التسامح, انخلي كيلو جرام من التسامح ليتخللها هواء العفو حتى يزيدها انتعاشا.. ثم امزجيها جيدا بسمن الوفاء البلدي الأصيل حتى تصبح عجينة رخوة.. ثم اسكبي عليها مطحون حاجز الكرامة الممزوج بسكر الحبّ.. وغطي كمية الحبّ مطحون الكرامة حتى تصبح العجينة ذا رائحة نفاذة.. ثم اسكبيها في وعاء قلب الزوج.. ثم ضعيها في فرن السعادة.. ثم اغلقي بابها جيدا حتى لا يدخلها نفحات من هواء إبليس فتهبط ويذهب جمالها ومذاقها اللذيذ.. ثم اتركيها حتى تنضج واختبري نضوجها بنظرات زوجكِ المعطوف ولمساته الحانية وكلماته الغالية.. ثم بعد نضوجها صبي على سكر العفو المعقود الذي حضرتيه للتزيين وقدميها في جلسة صفح ودّية لزوجكِ..
وإذا عملتِ الأطباق بالطريقة التي أرشدتكِ عليها, فلا شكّ أنك ستتناولين مع زوجكِ أفضل الوجبات الشهية, الممزوجة بالسعادة والسرور, المشمولة على الرحمة والتآلف, المحفوفة بالأمن والأمان, المنقاة من الأحزان والهموم والأنكاد واليأس والخاطر.
وأخيرا أقول كلوا وأشربوا السعادة, بالصحة والعافية والهناء.