Hishamaryqy

Share to Social Media

تعلمت من النملة –في ظل العقيدة- حين رأت في نفسها القوة والشجاعة على فعل أمر لربما صعب على الكثير فعله فعلمتني كيف أنظر إلى نفسي لأرى فيها العزة والقوة والشجاعة والنبل والفخر, وهذا درس لي ولك, انظر إلى نفسك بعين القوة والعزة لا تكن ذليلا خوارا جبانا ضعيفا، بل كن عليا شامخا بإيمانك قويا باعتقادك، ممّ تخاف وأنت تملك أعظم شيء وهو الإيمان؟ القوة التي تتحطم عليها قوى الفساد والمخاوف والأحزان، ممّ نخاف والله معنا ناصرنا ومؤيدنا؟ هذا موسى لما قاس أمر مجابهة فرعون بمقاييس البشر، قال: {رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى}().
فجاءه الأمان من الله، إن الله معك، إن الله ناصرك، إن الله مؤيدك وحافظك{قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى}() ما الذي يخيفك ياموسى والله معك?{لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى}().
هكذا الإسلام يريد المؤمن أن يعيش في عزة وإباء وكرامة، لا ينزل مع الظالمين أو الضالين، ولا يسقط في التفاهات، بل يترفع عن المغريات، ويحفظ نفسه من المستنقعات الدنيوية الفاسدة.
هكذا الإيمان يجعلك في موقف العزة التي لا تقبل شكا ولا ترددا، لأن المؤمن يأوي إلى ركن شديد، وإلى منهج صادق واضح جلي سديد، وإلى فعل حميد.
إن كنت مؤمنا بالله حقا فأنت القوة التي لا تُغلب، والعزة التي لا تُذل، والجند التي تُهزم، والسعادة التي لا تنتهي، والأمان الذي لا يذهب.
الإيمان هو الذي جعل إبراهيم -عليه السلام- قويا شامخا لا يهتز لرياح الشرك والوثنية، كالجبل لا تحركه زلازل الفساد، في موقف يصعب على اللسان الصدع بالحق، ليقول للكثرة الكافرة التي أججت نارا كالجبال لتحرقه بها، يقول لهم وهو الذي قيد وربط ليرمى فيها، يقول لهم في كل عزة وشجاعة وثبات: {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}().
كذلك يكون المؤمن معتزا، يرى أنه القوي وأعداؤه الضعفاء، لا يتردد ولا يداخله الشك، ولا تهزه ألوان الأذى ولا التهديد، كل ذلك إذا تغلغل الإيمان فيه.
ها هو فرعون يهدد السحرة الذين انقلبوا عليه بين عشية وضحاها، فقال يهددهم: {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ}().
فماذا كان جواب أهل العزة الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، فانقلبوا منذ أن كانوا من قبل سحرة، انقلبوا إلى أعزاء بالإيمان، فماذا قالوا؟{قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا}().
هكذا كن يامن تطلب السعادة عزيزا بإيمانك, عميقا بإخلاصك, فبالإيمان يصعد المؤمن في السماء علوا ورفعة وعزة، ولكن حينما يتنازل المؤمن عن إيمانه، وحينما يخدش إيمانه ويجرحه ويرتكب ما يقدح في إيمانه فهو يتنازل عن عليائه وعزته بقدر ما يرتكب من خدوش أو تكسير في جدار إيمانه{فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}().
إنني أُحدثك عن عزة ليست لباسا يلبس، وعن عزة ليست قصورا ودورا تسكن، وليست أنهارا تجري وتشق، وليست مناصب ومراتب وأحساب وأنساب، إنما أحدثك عن عزة هي مرتبطة بمن له العزة وحده لا شريك له، ممن استمدت العزة والقوة منه وحده العزيز الجبار -جل جلاله-، فهو العزيز يعطي العزة، وهو القوي يعطي القوة، ومن طلبها من غيره ذل وانكسر وهان وحقّر وعاش أبد دهره في ظلمات الحزن، وفي ضيق واختناق{فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}.
أخي –المبارك- ديننا يعلمنا أننا أعزاء وإن لم نلبس إلا رديء الثياب، وديننا يعلمنا أننا أعزاء وإن لم يكن لنا في الأرصدة ريال ولا دينار ولا درهم، يعلمنا أننا الأعزاء وإن لم ننل شيئا من المناصب والرتب، ديننا يعلمنا أننا السعداء حتى وإن كنا غارقين في الحزن، ديننا يعلمنا أننا الأغنياء حتى وإن كنا في زمن الفقر، ديننا يعلمنا أننا المنصورين في المعارك حتى وإن كنا قلة قليلة وضعف شديد، ويعلمنا أننا الأعزاء وإن لم نرتبط بأنساب وأحساب يفاخر بها أهل الجاهلية، ديننا يعلمنا أن العزة فيمن تعلق بالعزيز وحده لا شريك له؛ فربنا يعلمنا الإقدام والثبات في مواطن اليأس، والسعداء في موطن الحزن موقنين أن الله العزيز القوي معنا{وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَما تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ ما لا يَرْجُونَ وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً}().
{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ}().
لماذا الخوف والضعف والجبن وربنا يقول: {لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى}{وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}().
كن قويا شجاعا مقداما تخافك الوحوش والسباع وحتى الجن, فهم إذا رأوا الواحد يرتجف ركبوه، وإذا رأوه جبلا صامدا قويا بدين الله لا يخاف إلا من الله فروا منه، وتنادوا في الشعاب والوديان: هناك مؤمن فروا منه، لا يقدرون عليه أبدا، فكن قويا بالله -عز وجل-.
فأنت –ياحبيبي- الله خلقك في أحسن تقويم, وأسجد لك ملائكته, وهي في خدمتك ليلا ونهارا, منهم من يصلي عليك, ومنهم من يستغفر لك، وسخر لك كل ما في الأرض لتسعد وتعتز ولا تذل ولا تخضع لغيره ولا تضعف لسواه ولا تنكسر إلا له. ففتش عن نفسك الأصلية واعرف قدرها وتسمّ بهمة العزة بإيمانك بالله -جل في علاه-.
ولكن اعلم ان هناك بشرا ضُعفاء جُبناء ويظنون أن العزة كائنة في الهيئات والأشكال والأنساب والقوى والعدد, يظنونها على الماديات قائمة، وعلى سلالات الأنساب متكئة؛ فأنت العزيز الكريم بشرط أن تكون قويا غنيا عرق النسب بإيمانك وتقواك.
إن أي عزة تقوم على غير الإيمان بالله فهي عزة واهية باطلة منقضية فانية متصدعة، مئالها إلى خراب, وضعف وشتات, وإن أي رفعة ومنعة وقمة وعلو تكون بغير الله، فهي زائلة عما قليل تحول وتزول وتنتهي، حتى وإن استمرت في بغي وطغيان، ولذا أبشرك بسرعة تصدع العزة الباطلة مهما علا صاحبها وتكبر فإن مصيره الهلاك ومصيره العقاب والبوار والدمار، لماذا يكون مصيره هكذا؟ لأنها عزة قامت وعلت على غير حق، والله لا يصلح عمل المفسدين{لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ().
وليس المقصود بهذا الهتاف المشجع للضمير أن يغتر العبد أو يعجب بنفسه ويتكبر ويتجبر على إخوانه، فيستخدم قوته على الضعفاء، ويستخدم غناه على الفقراء، ويتبختر بصحته أمام المرضى، لا, إنما المقصود أن يعلم أنه في الخليقة شيء آخر لا يشبهه أحد، فيحرص على أن يرفع قيمته، ويغلي ثمنه بعمله الصالح، وبعلمه ونبوغه، واطلاعه ومثابرته وبحثه وتثقيف عقله، وصقل ذهنه، وإشعال الطموح في روحه، والنبل في نفسه؛ لتكون قيمته عالية وغالية, شجاعا مقداما, يشرب كل ذلك من كأس إيمانه وعقيدته.
لا تسقني ماء الحياة بذلة... بل اسقني بالعز كأس العلقم.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

مقدمة الكتاب أين السعادة دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان حدد الهدف كن موحدا لله ولا تحزن. كن مؤمنا بالله. الهمة، الهمة الصدقة ضياء. لا تنتظر شكرا من أحد. املأ الدلو ماء ولا تملأه وحلاً. ومن الناس من يعبد الله على حرف. فنظر نظرة في النجوم. اغسل همومك بالنهر الجاري وقفة استراحة. البس لباس التقوى. السعداء لا يعلمون الغيب. دروب السعادة. نور على نور. لا تنسَ نصيبك من الميراث. إن للبيت ربا يحميه. كن صادقا مع الله. مشتقات السعادة. عندك دواء الأمراض. إياك والتسويف فهو مدمر السعادة. وقفة استراحة. لا تحزن إذا جهلك البشر. اغلق صفحة حزنك على الماضي. حقيقة الدنيا الحقيرة. كيف يكون اتصالك بالناس فعال. اشكر الله وتمتع بسعادة الشكر. اجبر خواطر الناس. تريض مع الحياة يطيب لك العيش. سعادتك في حسن خلقك. ولا تنسوا الفضل بينكم منتزهات القلوب. وقفة استراحة. لذة طلب العلم. من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. بادر ولا تقف مترددا. الفرج يأتي بعد الشدة، فلا تحزن!. خريطة السعادة. مفتاح السعادة. ابذل المعروف يتسع لك الكون. كن جميلا ترى الوجود جميلا. نادِ يا الله!. العلم نور، السعداء يهتدون به. وقفة استراحة. لا تحمل الجبال على ظهرك. لا تحزن إن كنت معلما. أعيذك بالله أن تكون حاسدا. قل كلمة طيبة، او اصمت، تسلم من الأحزان. السعادة سفينة الحياة الزوجية. لا تخف من المستقبل. ارضى بما كتبه الله لك وقضاه. وكذلك جعلناكم أمة وسطا. وجعل بينكم مودة ورحمة. إياك والاقتراب من العشق الممنوع. وقفة استراحة. اصنع من الليمون شرابا حلوا. البلايا تجلب العطايا. رحمات الله إليك تتنزل. لا تحزن. مناجاة. لا تيأس. لا تشتري القليل بالكثير. السعادة تحت أقدام الأمهات. اطرق باب السعادة برفق. اثنان.. وواحدة. وقفة استراحة. أيها المحزنون. كثير ما يكون وهما لا حقيقة. قل انظروا ماذا في السموات والأرض. المطعم الحرام يذهب السعادة. أوصل رسالتي لزوجتك. سيجعل الله بعد عسر يسرا. الذهب يبقى ذهب. ابتسم في حين رفعت الأقلام وجفت الصحف. لا بأس أن تستشير طبيبك. الحزن غير موجود. وقفة استراحة. اغتنم فرص السعادة. لست المصاب وحدك. هل تذوقت حلاوة الإيمان. فاصفح الصفح الجميل. كن سعيدا ولا تصنع الأحزان. لذة التلاوة وحلاوة القراءة. في ظلال القرآن. ولا تنسَ نصيبك من الدنيا. فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين. قليل دائم خير من كثير منقطع. وقفة استراحة. لا تحزن على الرزق فهو مضمون. استغل مواهبك ولا تقارن نفسك بالآخرين. تبسمك في وجه أخيك صدقة. احذر إذاعة[قالوا]. التمس العذر لإخوانك المسلمين. اتقوا فراسة المؤمن. هناك ما هو أحلى من العسل. اصنع السعادة بنفسك. وتلك الأيام نداولها بين الناس. اقطع جواز سفرك إلى الآخرة. وقفة استراحة. أكثر من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل. ثلاثة وأربعة وخمسة وستة. الشرع أباح لك سرقة القلوب. ارضَ بالقليل يأتيك الكثير. عجائب الدعاء. ما ودعك ربك وما قلى. اطلق جناحي با اطير. هل جربت؟!!. كيف تحزن على الرزق وربنا يقول: رضاء الناس غاية لا تدرك. وقفة استراحة. لا تخاف مما يشاع. ابذل كل ما بوسعك لنيل السعادة. كن كالنحل، تمتص الرحيق برفق. لكل مقام مقال. لا تصطاد في الماء العكر. حب الصحابة لنبيهم عليه الصلاة والسلام. لا تقتل سعادتك باللحوم المسمومة. ما أعظم لذة حب الله. احذر سهام الليل المحزنة. تمهل ولا تستعجل. وقفة استراحة. كيف تجعل سريرتك نقية. لا تهدي سعادتك للآخرين. لا تحزن إن قيل لك: لا. تذوق لذة معرفة الله. فإن كل ذي نعمة محسود. وجعلنا الليل لباسا. النعيم لا يدرك بالنعيم. ألا بذكر الله تطمئن القلوب. أربعة أمراض تذهب سعادتك، أسال الله أن يشفيك منها. أمهات سطرهن التاريخ وقفة استراحة. سعادة الصالحين وأخبارهم في سعادتهم. ما أجمل رائحة حامل المسك. لا تحزن أيها المبتلى. هنيئا لك بهذه الزوجة. نصائح طبية تنفعك. احذر العقوق فيسلبك سعادتك. الملائكة تحفك والله يذكرك فيمن عنده. النظر في الصور قد يسلبك سعادتك تمتع بتقليب صفحات حياتك. يمشون على الأرض هونا. وقفة استراحة. يالها من مواعظ مثيرة للقلب. عمل الخير في يومه يدفع عنك الشر في يومه. لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. خمس جوائز في القرآن الكريم الفراغ أقوى أسباب الهموم، فاحذره. رفقا بالقوارير. أنيس القلب ورياض الجنة. ترتفع قيمتك وتسعد حياتك في حسن خلقك. وأعتزلكم وما تدعون من دون الله نعمة المصيبة وأجرها الوافر وقفة استراحة. الحق ضالة المؤمن. وصيتي لك في خمس لاءات. اغلق عينيك ثم انظر. انظر وطالع في جليسك. لا تكن أنت هو!!. لا تستخف بالحقير فقد يسلبك سعادتك. ومن دخله كان آمنا. أرحنا بها يا بلال. شجاعة الرعيل الأول في ميدان بدر. هل من سائل فأعطيه. وقفة استراحة. تلك عشرة كاملة. حسن المقصد. الهمة طريق القمة. المسارعة وعدم الإفراط. الشعور بالقوة والعزة. الشجاعة والتضحية مهما كلف الثمن. حب الخير للآخرين. وتعاونوا على البر والتقوى. حسن الظن بالآخرين. تأثير الحبل على الصخر ما أجمل الابتسامة. وقفة استراحة. حقيقة القرآن وأسراره وتأثيره على النفوس. حتى تكون سعيدا. السعادة الحقيقية الخاتمة.
Write and publish your own books and novels NOW, From Here.